سورية

الواقع يخالف التصريحات والوعود…الأنفاق بدل البوابات الحدودية لعبور «الجهاديين» من تركيا

حلب- إدلب- الوطن:

يعتمد «الجهاديون» العرب والأجانب على الأنفاق التي تصل بين طرفي الحدود السورية التركية وسيلة للعبور إلى أرياف محافظتي حلب وإدلب عوضاً عن البوابات الحدودية في «غفلة» عن أعين حراس الحدود الأتراك (الجندرما)، وذلك للتعمية على أنظار الدول الضاغطة على الحكومة التركية لوقف تدفق مسلحي داعش وجبهة النصرة وأخواتهما. وسخر متابعون للنشاط التركي «الجهادي» في سورية وللدعم اللوجستي الكبير الذي تقدمه حكومتها للتكفيريين في إدلب وحلب وغيرها من المحافظات السورية من مشروع «مخافر الحدود» التي تزمع السلطات التركية إقامتها على الحدود لضبطها أمام تدفق «الجهاديين»، واعتبروا أن الهدف من ذلك ذر الرماد في عيون الدول التي تضغط للتخفيف من أعداد هؤلاء. وأكد شهود عيان في معبر باب الهوى (شمال شرق إدلب) لـ«الوطن»، وجود أنفاق عديدة على طرفي المعبر لتسلل المسلحين المتشددين إلى الداخل السوري وبعلم السلطات التركية التي تغض النظر عنهم وتسهل انتقالهم بسلاحهم وذخيرتهم في إطار الدعم اللوجستي الذي تقدمه حكومة «العدالة والتنمية» والرئيس رجب طيب أردوغان للمرتزقة العابرين للحدود والممولين من حكام السعودية وقطر.
وتزعم الحكومة التركية عبر وسائل إعلامها، بأنها تضبط الحدود ولا تتراخى في عبور المسلحين عبر البوابات والمعابر الحدودية ولكن واقع الحال يشير إلى خلاف ذلك باتباعها سياسة ممنهجة لزيادة أعداد المقاتلين الأجانب في صفوف المجموعات المسلحة وخصوصاً الإسلامية التكفيرية التي تحالفت مع «النصرة»، ذراع «القاعدة» في سورية، في غرف عمليات على غرار «الفتح» و«النصرة» في إدلب.
وأوضح مصدر معارض مقرب من «الجبهة الشامية» في حلب لـ«الوطن»، أن المسلحين السوريين وغير السوريين المتنقلين بين طرفي الحدود، ولاسيما القادمين إلى الطرف السوري، لا يهمهم إغلاق الأمن التركي للبوابات الحدودية من الجانب التركي في أيام معدودات يسلط عليها الضوء أمام الرأي العام التركي والعالمي كمسعى لضبط الحدود لأن البديل موجود وآمن وهو الأنفاق التي باتت تنتشر في مناطق عديدة لا تخفى على أحد وبخاصة سكان القرى الحدودية مثل أطمة والبلدات الحدودية كسرمدا والدانا.
واستغل حرس الحدود التركي وجود الأنفاق الحدودية لتحقيق كسب مادي غير مشروع عبر السماح للمهربين بنقل بضائعهم خلالها مقابل مبالغ مادية كبيرة على حين يضطر الأفراد الراغبون باللجوء إلى تركيا لدفع نحو 50 ليرة تركية (أكثر من 5 آلاف ليرة سورية) بدل تعريض حياتهم للخطر أثناء عبورهم الحدود في مناطق محددة قد يتعرضون فيها لإطلاق النار بطريقة خلبية من الجندرما.
ويختلف الحال في المناطق الحدودية البعيدة عن البوابات الحدودية وخصوصاً في مناطق سيطرة المسلحين من الجانب السوري كما في حارم ودركوش وسلقين بإدلب، إذ لا حاجة للأنفاق ولا المعابر لتدفق «الجهاديين» لأن الاستخبارات التركية تدخل الأسلحة الثقيلة والصواريخ المضادة للدروع وكميات كبيرة من الذخائر لدعم «النصرة» وبقية التشكيلات المتشددة من دون إعارة اهتمام لأي رد فعل محلي أو خارجي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن