سورية

سي آي إيه: تصفية «البغدادي» لن تؤدي إلى اندثار تنظيمه … واشنطن تعتمد إستراتيجية جديدة لمحاربة داعش تقوم على تتبع أمواله

| وكالات

بينما رأى مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه) جون برينان بأن القضاء على أبي بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش، المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية، لن يؤدي بالضرورة إلى اندثار التنظيم، كشف مسؤولون أميركيون أن واشنطن تحولت سراً إلى إستراتيجية جديدة في محاربة التنظيم، تقوم على تتبع أموال التنظيم ثم تفجيرها.
وفي معرض رده أمس، على سؤال: هل سيعني قتل البغدادي أن داعش انتهى؟ قال برينان حسب وكالة «أ ف ب» للأنباء،: «طبعاً البغدادي يلعب دوراً مهماً في التنظيم، وأنا على ثقة من أننا سنقضي على داعش، يجب أن نقضي على الذين يديرون شؤون التنظيم وينظمون العمليات الإرهابية العديمة الإنسانية».
وأضاف برينان: «إذا وصلنا إلى البغدادي، فإن ذلك سيكون ضربة قوية لداعش، وسيشعر عناصره بذلك بشكل كامل، ولكن هذه المنظمة تملك بنية متشعبة وهذا في حد ذاته ظاهرة فريدة، نحن نرى أنها ليس فقط في سورية والعراق، ولكن أيضاً في ليبيا ونيجيريا ودول أخرى، وعلينا أن نولي اهتماماً كبيراً لتدمير جميع عناصر هذه الجماعة».
ولم يوافق برينان على القول: إن المخابرات الأميركية لم تقدر في البداية بشكل جيد الخطر القادم من داعش، ولكنه قال: «لقد تمكن التنظيم من تجميع القوى بسرعة فائقة أسرع مما توقعنا».
من جانبهم كشف مسؤولون أميركيون أن الولايات المتحدة قد تحولت سراً إلى إستراتيجية جديدة في محاربة داعش، وهي تتبع الأموال ثم تفجيرها.
ونقل موقع «اليوم السابع» الإلكتروني المصري عن شبكة «إن بي سي» الأميركية، قولها: «إن الطائرات العسكرية الأميركية قامت باستهداف مراكز داعش المالية أربع مرات على الأقل في الأشهر الأربعة الماضية، ودمرتها في ضربات حولت ملايين من الدولارات إلى قصاصات ورقية، وقتلت الولايات المتحدة أيضاً المسؤولين الماليين في التنظيم، وزير النفط في عام 2015 ووزير ماليتها في آذار».
ولفتت الشبكة إلى أن الضربات هي ثمرة حرب إلكترونية سرية تقوم فيها واشنطن بتعقب الأصول المالية للإرهابيين والتلاعب بها وحتى سرقتها أو تدميرها.
وبعد خمس سنوات من القيام بقتل أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة السابق في الأول من أيار 2011، فإن هذا يمثل تغييراً خفياً في الإستراتيجية الأميركية لضرب القاعدة، التي كان فيها القضاء على القيادة العملياتية أولوية، ومثلما كان الكشف عن الشبكة المحيطة مهماً في تعقب بن لادن، فإن الجهود الإلكترونية لضرب الشبكة المالية لداعش حاسمة في تعقبه، كما يقول المسؤولون الأميركيون.
وعلى العكس من القاعدة، فإن داعش يحاول أن يدير حكومة ويسيطر على جزء كبير من الأرض وفي حاجة مستمرة للعملة الصعبة لكي يدفع لمقاتليه ولإطعام السكان الذين يعيشون في الأراضي التي يسيطر عليها، والحرب لا تتعلق فقط بتعقب حركة الأموال، ولكن حركة الأفراد المرتبطين بالنقود.
ويعد هذا جزءاً مما يسميه برينان، محاولات إلكترونية لضرب داعش، حيث قال: «إنهم قتلة ونحن في حاجة إلى أن نكون قادرين على تغيير هذا السرد، حتى في البيئة الإلكترونية وفي المجال الرقمي والسوشيال ميديا»، مشيراً إلى أنها «مسألة تتعلق بأي الأنشطة التي ربما تحدث في البيئة الإلكترونية والتي يمكننا أن نقوم بأعمال تدميرية لها».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن