سورية

أوغلو يلمح إلى إمكانية التدخل في سورية «للحفاظ على أمننا»… وموسكو تتهم تركيا بأنها تؤجج المنطقة

| وكالات

أكدت روسيا أن النظام التركي يواصل تأجيج الأوضاع في المنطقة، وأن أي آمال بأن تطرأ تغييرات قريبة على الدور المدمر الذي يقوم به لا طائل منها، لأن أنقرة تعمل جاهدة لاستعادة الجبروت السابق للإمبراطورية العثمانية، في وقت أعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، أن بلاده قد تضطر إلى التدخل في سورية برياً إذا اقتضى الحفاظ على أمنها ذلك، متذرعاً بمحاربة تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية، الذي اعتبر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أنه «يجب أن يطرد من المناطق القريبة من الحدود التركية»، وأن بلاده «تعمل على تحقيق ذلك».
ونقلت وكالة «تاس» الروسية للأنباء، عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قولها، في مقابلة مع صحيفة «ازفستيا» الروسية: إن «السلطات التركية تصعد من دوامة العنف وتأجيج الأوضاع في المنطقة ما قد يعطي انطباعاً بأنها تسعى إلى استعادة الجبروت السابق للإمبراطورية العثمانية». وتابعت: «لقد تحلينا بالصبر ولفترة طويلة جداً في التعامل مع تركيا رغم أننا كنا مدركين تماما للسياسات التي تنتهجها وبذلنا كل ما بوسعنا لتسوية الخلافات معها من خلال التفاوض ولكن دون طائل في ظل الحكومة الحالية»، وأضافت: «إن هناك انطباعا بأن هذه الحكومة تسعى جاهدة لاستعادة الجبروت السابق للإمبراطورية العثمانية بطريقة أو بأخرى أو على الأقل هذه هي الصورة التي توحي بها سياساتها الحالية».
وأردفت زاخاروفا: «جميعنا نعلم ما النهاية التي آلت إليها الإمبراطورية العثمانية ورغم ذلك فإننا نشهد الدور المدمر الذي تلعبه الحكومة التركية فيما يتعلق بجميع القضايا سواء شبه جزيرة القرم أو سورية أو إزاء اللاجئين والإرهاب والمشاكل العرقية وهلم جرا».
وتدهورت العلاقات الروسية التركية بعد 24 تشرين الثاني الماضي عندما قامت مقاتلات تركية بإسقاط قاذفة روسية من طراز (سوخوي-24 إم) خلال تنفيذها مهمة ضد الإرهاب في سورية وهو ما وصفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ«الطعنة في الظهر من أعوان الإرهاب»، في حين أعلنت هيئة الأركان الروسية قطع كل الاتصالات العسكرية مع تركيا.
وفي وقت سابق من يوم أمس أكد رئيس الوزراء التركي، كلام زاخاروفا بأن النظام التركي يعطي انطباعاً بأنه يسعى إلى استعادة الجبروت السابق للإمبراطورية العثمانية، حيث قال وفق ما نقل الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» في حديث تلفزيوني، «إذا احتاج أمن تركيا إرسال قوات برية إلى سورية فسنتخذ جميع التدابير والإجراءات اللازمة لحماية أمننا داخل تركيا وداخل سورية من منطلق حقنا في الدفاع عن النفس وخاصة إذا استمرت هجمات داعش على الأراضي التركية».
وبخصوص ما إذا كانت تركيا ستفعل ذلك دون غطاء دولي، أوضح داود أوغلو، «أن هناك قرارات صادرة عن مركز الأمم المتحدة لمحاربة تنظيم داعش، كما أن لدى تركيا شرعية دولية ووطنية من باب الدفاع عن النفس»، مشيراً إلى أن تركيا «تفضل العمل ضمن التحالف الدولي لأن مشكلة داعش ليست مشكلة تركية فقط».
وتابع قائلاً: «تلك الأرض (سورية) ليست أرضاً روسية، وروسيا عضو في مجلس الأمن الدولي، وإذا اقتضت الضرورة سنتدخل لأننا نحن المهددون من (داعش) وليست روسيا، ونحن لا نريد صداماً مع روسيا ولكننا لن نتردد في حماية أمننا وسنستمر في دعم المعارضة السورية المعتدلة ضد التنظيم الإرهابي».
وناقض رئيس الوزراء التركي نفسه حين ادعى أن «سياسة بلاده تسعى للبحث عن حل سياسي للأزمة السورية»، لكنه شدد على أن تركيا «لن تقبل أبداً بشرعية نظام (الرئيس بشار) الأسد».
بدوره، قال وزير الخارجية التركي، وفق ما نقلت «روسيا اليوم»: إن «متشددي تنظيم داعش يجب أن يطردوا فوراً من منطقة سورية قريبة من الحدود التركية وإن بلاده تعمل على تحقيق ذلك»، وذلك في تصريحات بثتها قناة «إن. تي. في» التلفزيونية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن