الخبر الرئيسي

الجيش يدق إسفيناً بنعش مسلحيها ويكبدهم 300 قتيل في «القوس الغربي» … حلب ضمن الهدنة.. اتفاق روسي أميركي لتوسيع «وقف الأعمال القتالية»

| الوطن – وكالات

أعلنت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة أن نظام التهدئة في حلب سيطبق لمدة 48 ساعة بدءاً من الساعة الواحدة من صباح اليوم الخميس، وجاء الاتفاق في وقت دق فيه الجيش العربي السوري أكبر إسفين في نعش التنظيمات المسلحة في المدينة.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية في ساعة متأخرة من ليل أمس: إنها وروسيا توصلتا إلى اتفاق مساء الثلاثاء لتوسيع «وقف الأعمال القتالية» في سورية بحيث يشمل مدينة حلب.
وفي وقت سابق، كشفت موسكو أن جبهة النصرة الإرهابية أحبطت خططاً روسية أميركية لفرض «نظام الصمت» في حلب وريفها، بعد تنسيقه مع دمشق، في حين نفت واشنطن أن تكون الاتفاقات تشمل إمكانية استخدام القوة لفرض «الهدنة»، مؤكدة أنه لا توجد «بدائل جيدة» للخطة أ حول سورية، بحسب ما ذكر الموقع الالكتروني لقناة «روسيا اليوم».
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن طائراتها الحربية «نفذت 87 طلعة قتالية خلال الأيام الأربعة الماضية، ضربت خلالها مواقع داعش في الرقة ودير الزور، كما أنها تدعم تقدم الجيش السوري في محيط آراك».
وقال المندوب الروسي الدائم لدى مقر الأمم المتحدة في جنيف، أليكسي بورودافكين إن «مركزاً روسياً أميركياً» للرد السريع على انتهاكات نظام «وقف الأعمال القتالية» في سورية بدأ عمله في جنيف أمس.
وعلى الصعيد الميداني في حلب، واصل الجيش السوري تكبيد التنظيمات المسلحة بقيادة جبهة النصرة الإرهابية خسائر فادحة أثناء محاولتهم تعديل الواقع الميداني في مدينة حلب عبر أبوابها الغربية، بغية تحسين مناخهم التفاوضي في جنيف، ولقنهم درساً قاسياً يحول دون التجرؤ بتكرار المحاولة، في المستقبل القريب.
وانقشع غبار المعركة، التي دارت على كامل القوس الغربي لحلب، ووصف بالأكبر والأكثر شراسة منذ سيطرة المسلحين على الشطر الشرقي من المدينة في تموز 2012، وتكشفت نتائجها عن مقتل 300 مسلح، ولّدوا صدمة كبيرة في نفوس جميع الفصائل خذلتهم أمام مموليهم الداعمين لإرهابهم والطامحين إلى رسم خريطة جديدة على الأرض تعينهم على رفع سقفهم في مفاوضات التسوية السلمية، التي يرفضونها ويخشون فرضها عليهم من رعاتها الدوليين، ولاسيما سيدهم الأميركي.
وأكد مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن المسلحين عجزوا عن سحب نحو 70 جثة من قتلاهم في جبهة «الفاميلي هاوس»، غربي حي الزهراء، أثناء انسحابهم من تلتها تحت وطأة قصف الجيش وارتفاع أعداد قتلاهم وجرحاهم، على الرغم من المؤازرات الكبيرة التي وصلتهم من أجل ذلك، عدا عن الجثث التي خلفوها وراءهم في باقي الجبهات على المحاور الستة المشكلة للقوس الممتدة من الليرمون وحتى الراشدين الرابعة.
وبحسب خبير مختص لـ»الوطن» فإنه في العلوم العسكرية وفي معارك العصابات الحديثة فإن وقوع 10 بالمئة صرعى في صفوف المهاجمين من المسلحين، الذين قدر عددهم بثلاثة آلاف مقاتل، رقم كبير تعجز عن تحمله الفصائل المسلحة الكبيرة مجتمعة، وهو ما انعكس على حال الهدوء الحذر الذي ساد أمس في المدينة، والذي انحسر فيه تساقط قذائف المسلحين بشكل كبير قياساً بالأيام 13 الماضية من خرق اتفاق «وقف الأعمال القتالية» وانخفض عدد الشهداء فيه إلى 3 شهداء فقط.
سكان حلب، أثلجت الملحمة صدورهم، الأمر الذي وفر لهم المزيد من مبررات الصمود التي تستجلب النصر المؤزر في نهاية المطاف والتي استوجبت كلفة عالية من التضحيات البشرية الباهظة والمادية الجسيمة.
كما واصل الجيش أمس استهداف منصات إطلاق صواريخ المسلحين، وحقق إصابات مؤكدة فيها في مناطق سيطرتهم على تخوم خطوط التماس في بستان القصر وبستان الباشا والليرمون وكفر حمرة والبحوث العلمية وصلاح الدين، كما دمر دبابتين وعربات مزودة برشاشات دوشكا، وقتل أكثر من 20 مسلحاً باستهداف اجتماع لهم في حي الصاخور.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن