الأخبار البارزةشؤون محلية

كيف تؤمن مياه الشرب للرقة؟ … الموسى: 58 مليون م3 مياه وفرتها المؤسسة بدعم الوزارة

| محمود الصالح

كانت محافظة الرقة قبل الأزمة من أغنى محافظات القطر بمياه الشرب لمرور نهر الفرات فيها ووجود بحيرتي الأسد والبعث، إضافة إلى شبكة عملاقة من أقنية الري لمشاريع استصلاح الأراضي التي أقيمت عليها محطات لضخ مياه الشرب للمناطق البعيدة عن محيط نهر الفرات وبحيرتي الأسد والبعث. اليوم وبعد 5 سنوات على الأزمة و3 سنوات على خروج المحافظة عن سيطرة الدولة. فما واقع مياه الشرب في «درة الفرات»؟ هذا ما نحاول التعرف إليه من خلال الحوار التالي مع المدير العام لمؤسسة مياه الشرب والصرف الصحي في الرقة المهندس محمود علي الموسى الذي حدثنا قائلاً: اليوم وبعد أكثر من 3 سنوات على دخول المجموعات الإرهابية المسلحة إلى محافظة الرقة فقد عانت مؤسسة المياه من الإرهاب الممنهج من المجموعات الإرهابية المسلحة ومن قصف طيران التحالف الأميركي لمنشآت مياه الشرب بالمحافظة ولكن بإرادة وتصميم عمال مؤسسة المياه مازالت مشاريع المؤسسة تعمل بأقصى طاقة ممكنة ويبذل عمال المؤسسة جهوداً كبيرة وجبارة للمحافظة على منظومة مياه الشرب في محافظة الرقة بدعم كبير من وزير الموارد المائية.
ما مصادر مياه الشرب في المحافظة؟
تبلغ نسبة المياه المستجرة من نهر الفرات لأغراض الشرب ما نسبته 98% من إجمالي إنتاج المؤسسة و2% مياهاً جوفية غير المستقرة من حيث الغزارة أو من حيث صلاحيتها للشرب. تستجر المؤسسة مياه نهر الفرات بعدة طرق: من نهر الفرات مباشرة وتشكل نسبتها 55% من إجمالي المياه المستجرة ومن بحيرات نهر الفرات (الأسد- البعث) ونسبتها 29% من إجمالي المياه المستجرة ومن أقنية مياه الشرب ونسبتها 16% من إجمالي المياه المستجرة.
كيف يتم تشغيل شبكات المياه في الرقة؟
على الرغم من خروج الكوادر الإدارية الأساسية للمؤسسة من المحافظة إلا أنها لم تتوقف عن متابعة تشغيل وصيانة واستثمار محطات مياه الشرب وخطوط الجر وشبكات المياه في المدن والقرى وتجري الأعمال التنفيذية من كوادر مؤسسة المياه الذي ضاعف من جهودهم لتأمين وصول مياه شرب نظيفة وآمنة لأهلنا في الرقة ويتم تأمين قطع التبديل ومواد التعقيم من وزارة الموارد المائية وبمتابعة شخصية من وزير الموارد المائية الذي يتابع أدق تفاصيل العمل اليومي.
ما كميات المياه المنتجة؟ وما مدى مراقبتها؟
المياه المنتجة في عام 2015- 58 مليون م3 وأما المياه المستهلكة 2015 غير معروفة لعدم استطاعة المؤسسة قراءة عدادات المشتركين أما عدد المشتركين عام 2015- 146 ألف مشترك وخلال عام 2016 كانت كميات المياه المنتجة يومياً تتراوح بين 180 إلى 200 ألف م3 باليوم ولكن بعد تعرض محطة مياه الشرب في مدينة الرقة للضرر الكبير وتعرض خط مياه الشرب الذي كان يمر فوق جسر المنصور للضرر وقيام تنظيم داعش الإرهابي بإزالة الخط فقد انخفضت كميات مياه الشرب حالياً إلى 36 ألف م3 يومياً في محطة مياه الشرب بالمدينة ومياه الشرب في مشاريع المؤسسة كافة نظيفة وآمنة وتخضع للمراقبة اليومية ولدينا مخبر متطور وكادر فني مختص بمراقبة مياه الشرب ورغم مرور أكثر من 3 سنوات على الوضع المأساوي للمحافظة إلا أنه لم تسجل أي حالة تلوث لمياه الشرب ولم ترد أي إصابة تسمم بفعل مياه الشرب علماً أن تعليمات وزير الموارد المائية صارمة بمراقبة جودة مياه الشرب.
كيف تتم تغطية نفقات تشغيل شبكات مياه الشرب في ضوء عدم تسديد فواتير المياه؟
تقوم وزارة الموارد المائية بتأمين رواتب العمال بالتنسيق مع وزارة المالية كما تقوم وزارة الموارد المائية بالتعاون مع المنظمات الدولية المتعاونة مع الوزارة بتأمين مواد التعقيم لمحطات مياه الشرب ويتم تدخل منظمات (اليونيسيف والصليب الأحمر) في بعض الإصلاحات الطارئة بإشراف الهلال الأحمر بالرقة.
ما الديون المترتبة لمؤسسة المياه؟
بلغت الديون المترتبة للمؤسسة قبل عام 2013 بحدود 103 ملايين ليرة على القطاع العام 500 مليون ليرة على المواطنين.
الخسائر التي تعرضت لها المؤسسة والشهداء والمفقودون؟
تعرضت مؤسسة مياه الرقة لأضرار بليغة نتيجة دخول الإرهابيين إلى محافظة الرقة منها سرقة أكثر من 200 آلية للمؤسسة وسرقة بعض المحولات ومجموعات توليد الكهرباء وسرقة تجهيزات بعض محطات مياه الشرب وسرقة قساطل فونت قطر 1000 مم بطول أكثر من 3000م قيمتها أكثر من مليوني يورو وتدمير مبنى المؤسسة بشكل شبة كامل وتدمير أجزاء كبيرة من محطات مدينة الرقة والثورة ومعدان وتدمير أكثر من 50 خزاناً عالياً في القرى وسرقة مكاتب المؤسسة ومستودعاتها في مدينة الرقة وجميع أنحاء المحافظة وتعرض عدد من عمالنا للاعتقال والتعذيب من تنظيم داعش الإرهابي واستشهاد عدد من عمال المؤسسة.
ما مدى تأثر الكوادر الفنية لدى المؤسسة والعمال المفصولين والمستقيلين؟
يبلغ عدد العاملين في المؤسسة من مختلف الاختصاصات 746 عاملاً وهناك 27 عاملاً تابعاً لشركة الصرف الصحي وخسرت المؤسسة خلال السنوات الثلاث الماضية أكثر من 210 من عمالها بين استقالة وتقاعد وصرف من الخدمة وغيرها. كما أنه لم يتم تجديد العقود السنوي لعمال المؤسسة البالغ عددهم 137 عاملاً منذ نهاية 2014 رغم أن معظمهم ما زال قائماً على رأس عملة حتى الآن وقد اكتسبوا خبرة كبيرة تجاوزت 7 سنوات والمؤسسة بحاجة ماسة لخدماتهم.
أخيراً: هناك حاجة أكيدة لتجديد العقود للعمال المؤقتين الذين يشغلون شبكات المياه وكذلك هناك حاجة لتوفير قطع التبديل لإجراء عمليات الصيانة المطلوبة لتخفيف الهدر في مياه الشرب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن