الأخبار البارزةثقافة وفن

لا يمكن الوثوق برأي لجان تحكيم برامج الهواة…ربيع الأسمر لـ «الوطن»: أنا سوري من بعلبك ونحن بلدٌ واحد في نهاية المطاف

 عامر فؤاد عامر: 

يقول عن نفسه «أنا سوري من بعلبك»؛ بدأت موهبته في عمرٍ مبكر، من خلال المشاركة في مسرحيّات المدارس، لكنّه تفوق في أناشيد الأطفال، تخرّج من «استوديو الفنّ» عام 1988، ونال فيه وسام التقدير، والميداليّة الذهبيّة عن فئة اللون الشعبي، ولديه اليوم قرابة العشرين ألبوماً غنائياً بين الشعبي وألوان منوّعة أخرى، والكثير من الأغاني المصوّرة، أبرزها «غلاك»، و«خطوة جديدة»، و«آخر دمعة»، وغيرها، ومن نشاطاته الفنيّة نذكر أيضاً مشاركات تمثيليّة تجسدت في فيلم «القرار»، ومسلسلات الدراما «أوراق بنفسجيّة»، و«بومب أكشن»، و«زهر البنفسج»، ولديه تجربة خاصّة مع الكاميرا الخفيّة وبرنامج «كاميرا بيع» والتي جاءت في ثلاثة أجزاء، واليوم نفرد للفنان «ربيع الأسمر» مساحته في صحيفة «الوطن» ليحدثنا عن تجربته الفنيّة وعن جديده القادم.

سوري ولبناني

لصوت الفنان «ربيع الأسمر» ألفة في سورية، ولا سيّما في اللون الشعبي الذي يؤديه بتفرد، وهو لون قريب من نمط الأغنية الشعبية المؤداة هنا، فكم يساعدك هذا الأمر ليكون حاضراً لدينا في سورية أكثر من غيره من المطربين، وكان جوابه على هذه الملاحظة بالتالي: «برأيي هناك عدّة أسباب؛ فبيت جدّي لأمّي أصلهم من الوادي من مدينة حمص، وأيضاً زوجتي من سورية، وأنا ولدت في بعلبك، ومنطقة البقاع فيها تقارب كبير مع سورية من حيث العادات والتقاليد أكثر من أيّة منطقة في لبنان، وهذا يشمل اللون الغنائي التراثي القريب من اللون الساحلي والجبلي في سورية، لكن فعلاً لليوم أقابل أناساً لا يميّزونني من أيّ منطقة، فالبعض يعتقد أنّني سوري والبعض الآخر يعتقد أنّني لبناني، وأنا شخصيّاً أحببت هذا التوهان وهذه الحيرة التي ألمسها لدى الناس، وأيضاً هناك أسباب إضافيّة؛ فعندما صوّرت أغنيتي «أم أحمد» و«حوا» مثلاً، كان من شاركني التصوير من نجوم الدراما السوريّة، وأيضاً كان الموزعان للأغنية من سورية وهما «ثائر وماهر العلي»، وكما أن مزيج الألحان هو نفسه المستخدم في سورية، والخلاصة أقولها بأنّنا بلدٌ واحد في نهاية المطاف».

جيل الشباب وبرامج الهواة
عن رأيه في الأصوات الشابة السوريّة، وما يظهر منها بالتحديد في برامج الهواة العربيّة، خصوصاً أن القسم الأكبر منها يُبثّ من لبنان، ومن حيث نوعيّة الأصوات وعددها أيضاً كان جواب الفنان «ربيع الأسمر»: «النسبة الأغلب من الأصوات جميلة جداً مقارنة بباقي البلدان العربيّة، فهناك تميّز للصوت السوري وأيضاً للتونسي، وقد سمعت أكثر من صوت وفعلاً أحببتهم، وينطبق الكلام على الكميّة أيضاً». أمّا المقارنة بين برامج الهواة الحاليّة، وبرامج الهواة سابقاً، فالفنان «ربيع الأسمر» لم يشارك فقط في برنامج «استديو الفنّ» بل أيضاً في برنامج «ليالي لبنان» وعن هذه المقارنة يضيف: «بالنسبة للمستوى، أعتقد أن البرامج سابقاً كانت أفضل بكثير ممّا هي عليه اليوم، وكذلك في المصداقيّة، فكان هناك قرار حقيقي وتقييم سليم، أمّا اليوم فيحكم الموضوع بالمجمل التجارة، وهدف الربح، والرعاية، والتصويت، وعنصر جذب المتلقي، والمال، وغيرها، أمّا سابقاً؛ فكان هناك اهتمام حقيقي، وتقسيم للفئات واهتمام واضح في الفنّ وطريق صعب التجاوز إلا بالعمل والاجتهاد، كما أن طبيعة لجان التحكيم كانت مختلفة فاليوم لا يمكن الوثوق برأي لجان التحكيم التي يتم اختيارها فهي لجان غير مقنعة أبداً». وعن مدى خدمة برنامجي «استديو الفنّ» و«ليالي لبنان» له في الشهرة والانتشار يعلّق: «أنا شخصياً لم أستفد من هذه البرامج إلا بنسبة قليلة، إذ لم تكن الفضائيّات منتشرة كما اليوم، فكانت حدود الانتشار قليلة جداً، أيّ كانت في لبنان وفي بعض مناطق سورية».

بين التنوع والتشتت
جاءت تجربة «ربيع الأسمر» الفنيّة متنوّعة بين الكاميرا الخفيّة، والتمثيل، والغناء، فكم يغنيه هذا التنوّع ويرفد مسيرته، وكم يشتته ويبعده عن هدفه، كان هذا سؤالنا له، وكان هذا الجواب: « أنا مزاجي الطبع، ولا أحبّ التقييد، ولا أستطيع السير ضمن برنامج معين، فأنا أحبّ الحياة والانطلاق فيها، وبصراحة لم أتقبل الغناء كما يتعاطى به البعض على أنه مهمّة ومهنة، وأنا أميل للتنوّع في الحياة، فإضافة لحبّ الطرب أحب الصيد مثلاً، وأحب التعامل مع الناس بعيداً عن البريستيج، والتصنّع، بل بتقارب من أجوائهم، وهذا يولّد عفويّة، ومحبّة للحياة، فكنت وما زلت عندما أشعر بأن الخطوة تناسبني أنفذها فوراً، وهكذا أتصرف في حياتي». في كلّ «فيديو كليب» تقدّم فكرة، ورسالة واضحة، مثل أغنيات «شو بحبّا»، و«يا ظالم»، و«أترجاك»، فإلى أيّة درجة تتدخل في رسم الفكرة، وطرحها، ولماذا؟: «هذه الدراسة المسبقة والتدخل أفضل من العشوائيّة لأن الكليب سيدخل إلى قلوب الناس، وبالتالي كلّ البيوت، وأنا أعتبر نفسي قريباً من الناس وأحبّهم، بالتالي يجب أن أصدّر عملي ضمن حدود الأدب، وبعيداً عن الاستعراض، فبالتالي أعتمد البساطة والقرب من الناس، والعفويّة، والترتيب، وهذا يتناسب مع اللون الذي أؤديه، ، وثانياً أختار القصة المناسبة التي تحمل موضوعاً إنسانيّاً يهمّ الناس، وأيضاً أمنح مساحة للجمهور كي يقرر الحلّ الذي تطرحه القصة، والتي تحمل وجداناً كبيراً». في أغنية «غلاك» شاركت الفنانة «سوزان اسكاف» تصوير الأغنية بأداء لافت، وعن هذه التجربة يقول ربيع الأسمر: كانت تجربة ناجحة جداً، وفي الحقيقة المخرج «صفوان نعمو» هو من اختارها لتأدية الدور، وأنا لا أحبّ الاستعراض في التصوير بل التمثيل المتناسب مع الموضوع، وهذا ما أجادته «سوزان» فعلاً، وقد أثّرت عليّ من خلال تأديتي بصورة أفضل، فكنت لأوّل مرّة أمثل بصورة حقيقيّة، وقد لاقى الكليب رواجاً كبيراً لدرجة أن البعض ظلوا فترة من الزمن يسألونني ماذا حصل معها؟ وهل ما زالت مريضة؟ أو متعبة؟ وهذا تبعاً للقصة التي مثلتها في الكليب وأجادتها ببراعة، وهذا دليل نجاحها في العمل عموماً».

من التجربة
لم يلقَ مسلسل «أوراق بنفسجيّة» – الذي جسد الفنان ربيع الأسمر دوراً فيه – حقّه في العرض وفي الانتشار، وعلى هذه الفكرة كان التعليق: «علينا قبل أن نبدأ بالصناعة؛ أن نفكر من سيأخذ هذه الصناعة ويشتريها، فقد كان هناك خللٌ في التسويق، وبالتالي قدّمنا العمل ولم يُعرض، على الرغم من أنّني شخصيّاً قدّمت أكثر من طاقتي». وعن معايير الأغنية الناجحة بحسب تجربته يضيف الأسمر: «يجب أن نخلق المفاجأة والنكتة في الأغنية، وقد تكون هذه في بداية الأغنية أو في داخلها سواء في الكلام أم اللحن أم التوزيع، وهذا أهمّ من الكليب أو أيّ موضوع آخر». وفيما يتعلّق بالفروقات بين اللون الشعبي الذي يقدّمه ربيع الأسمر وبين الشعبي الذي يقدّمه الآخر يقول: «تتشابه الأغاني والقطع الموسيقيّة في منطقتنا، وأنا أتناول منها كثيراً، ولكن بعد موازنتها تولد بطريقة جديدة، وبصبغة خاصّة». التجربة في الغناء المشترك أو الديو هي تجربة لم تنجح مع الفنان «ربيع الأسمر» ولذلك أقلع عن الفكرة ولعدّة أسباب يشير إليها: « كان هناك مشروع ديو مع الفنانة «دارين حدشيتي» ولكن موت مدير أعمالها، وعدم صدقها في المواعيد لأكثر من مرّة، جعلني ابتعد عن الاستمرار في الموضوع، وأيضاً كانت الفكرة مطروحة مع الفنانة «رويدة عطية» ولم يتمّ اللقاء أصلاً، لكن قدّمت أغنية مع الفنانة البلغارية «كاترينا» وكانت تجربة جديدة وناجحة».

عن سورية جولة جديدة
في ختام حديثنا أشار الفنان «ربيع الأسمر» إلى أنه لم يقاطع سورية خلال الأزمة، وعائلته اختارت المكوث في دمشق منذ بدايتها: «كل الوقت في سورية إلا في فترات السفر بسبب العمل وعلى عكس بعض الفنانين الذي تركوا سورية إلى لبنان في فترة الأزمة فأنا وعائلتي انتقلنا من بيروت إلى دمشق». أمّا عن جديده فيخبرنا: جديدي هو أغنية ستحمل عنوان «يا شباب الأمن العام» وقد باشرت في تسجيلها في استديو «إيلي سابا» في بيروت، وهي من كلماتي وألحاني، وتتحدث عن واقع يخصّ سورية ولبنان، وهي من اللون الشعبي وفيها قيمة إنسانيّة، وقصة دراميّة جميلة، وبعد رمضان ستكون في الأسواق، إضافة لجولة الحفلات المتعددة ومنها في مدينة «صور» قريباً، وبعد شهر رمضان في المغرب، وأميركا، واستراليا، كما أنني أقوم بكتابة عمل كوكيدي خفيف هو عبارة عن لوحات منفصلة متصلة ومواقف كوميدية لطيفة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن