رياضة

كيف نستقدم مدرباً عالي المستوى؟ … توظيف كل الإمكانيات والبحث عن استثمارات مفيدة

| ناصر النجار

من المؤكد أن العائق الرئيسي والأهم الذي وقف أمام اتحاد كرة القدم في اختيار مدرب للمنتخب الوطني يواكب التصفيات المؤهلة لمونديال روسيا 2018 هو العائق المالي، فمن الضروري اليوم البحث عن مورد مالي لإدارة كرة القدم بشكل جيد، وهذا يقودنا إلى البحث عن كيفية إدارة المشاريع الكروية في ظل الأزمة والعقوبات المفروضة على اتحادنا الكروي.
كما يقول القائمون على كرتنا فإنهم لا يملكون المال، وأي شيء يحتاجونه يتم برفع الطلب إلى القيادة الرياضية لتتم الموافقة عليه وصرفه وهكذا تدور الدورة المالية لاتحاد كرة القدم.
وتبدأ من العقود المالية للموظفين وصولاً إلى الطواقم الفنية والإدارية للمنتخبات الوطنية، ومنها التجهيزات الرياضية للمنتخبات ونفقات المعسكرات والإقامة والإطعام والسفر، والنشاطات الرياضية المحلية، وأخيراً النفقات المكتبية بأكملها من الضيافة والقرطاسية والمنظفات وأجور الهاتف وما في حكمها.

نقطة نظام
في الدرجة الأولى فإن اتحاد كرة القدم كاتحاد كرة السلة، اتحاد رياضي محترف، لذلك يجب أن يكون محترفاً بكل شيء، ومن أولويات العمل الاحترافي أن يكون مالكاً ماله، وأن يسعى لاستثمارات تعود عليه بالمال الوفير.
لذلك فإن القول إن الاتحادات الرياضية اتحادات فنية عليها أن تعمل وفق الرؤية الفنية فقط، هو كلام غير صحيح بمطلق الأحوال، لأن الحالة التي نشهدها اليوم تربط عمل الاتحادات الرياضية بقرار القيادة الرياضية، لأن كل شيء مرتبط بالمال، والمال تملكه القيادة الرياضية فقط.
لذلك لا بد أولاً من رفع القيود المالية على الاتحادات الرياضية ورفع القيود التي تعوق حركة عمل الاتحادات الرياضية، وهو أفضل بكل الأحوال من الوضع الراهن.
والتساؤل الذي يفرض نفسه، كيف نمنح الأندية الرياضية كامل الحرية بالتصرف بالأمور المالية والاستثمارية والفنية والإدارية والتنظيمية، على حين أن اتحاداتنا الرياضية غير قادرة على فعل ذلك، لأنها ممنوعة من التصرف المباشر بالمال، وربما ممنوعة أيضاً من التعامل بالاستثمار لأن الأصل بالمنع موجود فما الحل؟

ضوابط
من المفترض أن تتمتع الاتحادات الرياضية بالاستقلالية المالية كما كان معمولاً سابقاً، وخصوصاً اتحادي كرة القدم وكرة السلة، إضافة لبعض الاتحادات التي بات طابعها احترافياً كاتحاد الكاراتية.
وبطبيعة الحال، فإن التطور المنشود لن نحصل عليه إن لم نطلق يد الألعاب الرياضية بالاحتراف، وإن لم نمدها بالدعم الصحيح المفترض، وهذا الكلام له أهميته الكبرى لكون المال بات عصب كل شيء، ولا شك أن الرياضة لا تقوم ولن تتطور إلا بتوفير المال الخاص بها دون قيد أو شرط، وإذا كانت القضية ثقة أو عدمها، فالمحاسبة يجب أن تتوافر على الدوام، وخصوصاً في نهاية السنة المالية، وكل الاعتقاد أن وجود الرقابة الصحيحة على مؤسساتنا الرياضية يخلق جواً من الالتزام الصحيح بالعمل وبالصرف وبالنفقات.

حلول
لا يمكننا البقاء على قائمة الانتظار طويلاً، فالعقوبات من الاتحادين الآسيوي والدولي المالية على كرتنا قد تطول أو تقصر، لذلك فالمفترض ألا ننتظر رحمة هؤلاء، وعلينا البحث عن بدائل مالية مناسبة.
البديل الأول: هو التسويق الرياضي للمباريات على صعيد كل النشاطات مع القنوات المحلية، والعمل على تسويق بعض البرامج الرياضية لمصلحة اتحاد كرة القدم.
الثاني: إيجاد استثمارات خاصة باتحاد كرة القدم تتعلق بالملاعب، فكما الأندية لديها استثماراتها ويعود لها حق النفع العام من ريوعها، كذلك يجب أن يكون لاتحاد كرة القدم مثل هذه المطارح الاستثمارية.
الثالث: كل المؤسسات الرياضية تملك مطارح استثمارية تعود عليها بالنفع، إلا بعض الاتحادات الرياضية فإنها لا تملك أي مطرح استثماري يعود عليها بالنفع، وهنا نتساءل: ما الخطأ في أن يكون لاتحاد كرة القدم صالة أفراح أو أن تكون ريوع فندق الهدف تابعة له وغير ذلك؟

منتجات خدمية
الحل الرابع وهي فكرة قدمناها أكثر من مرة للعديد من أنديتنا في هدف الغاية منه زيادة المساحة الاستثمارية وبالتالي الدخل المالي، وهذه الفكرة نقدمها هدية مجانية إلى اتحاد كرة القدم، لكونه الاتحاد الأكثر شعبية في كل مكان.
الاتجاه إلى المنتجات الخدمية هو الحل الأمثل لإيجاد دخل جيد يعين الاتحاد في مواجهة استحقاقاته الرسمية الداخلية والخارجية، كما يمكنه أن يقدم الإعانة المناسبة للأندية في حال وجود فائض مالي.
وفي المنتجات الخدمية نجد أن الأولوية تكون للعلم الوطني ثم ربطات الرأس واليدين وواقية الرأس، والميداليات واللواصق والمثلثات والمناشف وورق المحارم والقائمة لا تنتهي.
ما على اتحاد كرة القدم إلا استعمال شعاره الرسمي والتعاقد مع شركات وطنية لإنتاج هذه المنتجات وتسويقها عبر اختصاصيين، وسيكون العائد المالي ربحاً وفيراً.
بمثل هذه الحالة سيكون اتحادنا الكروي قادراً على أن يستقدم مدرباً على مستوى عالٍ ولن ينتظر رحمة الاتحادين الآسيوي والدولي، ولن ينتظر موافقة القيادة الرياضية!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن