قضايا وآراء

أقصر الطرق لمحاربة داعش

| تحسين الحلبي 

يبدو أن العدوان متعدد الأشكال والجبهات على سورية بدأ ينتقل إلى مرحلة أخرى بعد الانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري وحلفاؤه ومن يسانده من الوحدات الوطنية المحلية- وفي ظل هذه المرحلة تسعى تركيا والسعودية إلى الظهور كطرف يشارك في الحرب على داعش لوحده وبطرقه ولأهدافه الخاصة التي تظل معادية لسورية شعباً وسيادة وقيادة وجيشاً.
أي أنه يحارب داعش بنفس الطريقة والأهداف التي تحارب فيها مجموعات إسلامية من جيش الإسلام أو أحرار الشام ضد مجموعات لداعش لاحتلال مواقعها وسلب الغنائم.. فالكل يعرف أن أقصر مسافة لمحاربة داعش هي الاصطفاف إلى جانب الجيش السوري والقيادة السورية التي تحارب هذا الإرهاب منذ ظهوره قبل سنوات..
والملاحظ هو أن عدداً من الدول والقوى الغربية أدرك أن توظيف دور داعش وإرهابها لمصلحته لم يعد يجدي نفعاً لهم ما دام الجيش السوري يستعيد من داعش بقتاله الأراضي التي يسيطرون عليها ويشدد الحصار على داعش من خلالها. ولهذا السبب بدؤوا يقللون اعتمادهم على تسخير داعش ويتجهون نحو قواعد لعبة جديدة تقوم على تسخير مجموعات وأطراف أخرى ضد الجيش السوري رغم أنها تحمل خطاب داعش التكفيري والإرهابي نفسه. وهذا ما بدأت ترسمه تلك الدول والقوى الغربية والإقليمية من خلال عمليات الاقتتال الداخلي بين مختلف المجموعات على طريقة سلب مواقع يحتلها داعش لكي تقيم فيها مجموعات لا تختلف عن داعش أو النصرة.. فالخطة كما يبدو وجدت أن المجتمع الدولي يعتبر داعش من أشد الإرهابيين وهي تريد إزاحة اسم داعش لكي تحل محله أسماء أخرى يستمر أصحابها بشن العمليات المسلحة ضد الجيش السوري وهي من نسيجه التكفيري نفسه.
ومن خلال هذه الخطة تسعى تلك القوى إلى تعبئة كل فراغ يمكن أن ينشأ من انحسار قدرة داعش ومجموعاتها بمجموعات ما تزال تصر على منع وضعها ضمن قائمة الإرهاب وخصوصاً بعد أن عملت على ترويجها في جلسات جنيف كأطراف معارضة.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه في ظل هذه القواعد الجديدة للعدوان: هل ستنجح تلك الخطة في فرض هذه القواعد؟
إن الواقع الملموس على الأرض لا يدل على احتمال انتقال هذه الخطة إلى الأمر الواقع لأن جميع المناطق التي تسيطر عليها داعش في الرقة أو التي تسيطر عليها النصرة في إدلب محاصرة وستظل قابلة للحصار حتى لو حل محل داعش والنصرة فيها أي مجموعات مسلحة ولا يمكن نقل أي منطقة تسيطر عليها أي مجموعات مسلحة إلى صفة الشرعية الوطنية إلا بمصالحة أو تسوية لأوضاع الموجودين فيها مع الجيش السوري والحكومة وهذا ما تؤكده سيادة سورية على كل بقعة أرض فيها لذلك يرى بعض الخبراء الأوروبيين في المنطقة أن الغرب إجمالاً لن يكون بمقدوره أن يفرض أهدافه أو مصالحه في سورية ويستشهد هؤلاء بعدم قدرتهم على تحقيق كل أهدافهم في العراق رغم أن إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش الابن احتلت كل أراضيه منذ عام 2003 فالعراق ما زال يقاوم رغم ما وظفته ضده دول الخليج.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن