عربي ودولي

هولاند قلق إزاء العنف ضد الأجانب في جزيرة «مايوت» الفرنسية مرددين «الشرطيون خنازير وقتلة».. متظاهرون يضرمون النار في سيارة للشرطة خلال تجمع محظور في باريس

أضرم متظاهرون النار في سيارة للشرطة أمس الأربعاء وخرج منها شرطيان على عجل قرب ساحة الجمهورية في باريس خلال تجمع محظور ضد أعمال العنف التي ترتكبها الشرطة، وفق ما أفاد صحفي من وكالة «فرانس برس».
يأتي ذلك في حين اعتبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس أن الوضع في جزيرة مايوت الفرنسية يثير «قلقاً شديداً».
وردد نحو 300 متظاهر «الشرطيون خنازير وقتلة» و«الجميع يكره الشرطة» بعد أن صدتهم قوات الأمن في وقت سابق بواسطة الغاز المسيل للدموع في ساحة الجمهورية حيث نظمت نقابات الشرطة تجمعاً احتجاجاً على «الكراهية إزاء الشرطة».
وأوضحت قيادة الشرطة أن مئة إلى مئة وخمسين متظاهراً كانوا على بعد بضعة أمتار من الساحة عندما صادفوا سيارة الشرطة، وراح خمسة عشر من بينهم يضربون السيارة بقضبان حديدية، وبالقوة أخرجوا شرطيين كانا في داخلها ثم ألقوا زجاجة حارقة عبر النافذة الخلفية المكسورة. ووفق ما أفاد المصدر نفسه فقد أصيب الشرطيان بجروح طفيفة، وهما يعانيان كدمات.
وتفحمت السيارة تماماً، وعلى بعد بضعة أمتار منها كانت هناك لافتة من كرتون كتب عليها «دجاج مشوي، ادفعوا ما يحلو لكم».
وتظاهر عدة مئات من رجال الشرطة بملابس مدنية في ساحة الجمهورية بدعوة من نقاباتهم، تنديدا بـ«الكراهية إزاء الشرطة»، بعد شهرين من الصدامات التي اتخذت منحى عنيفاً في بعض الأحيان على هامش الاحتجاجات الاجتماعية ضد إصلاح قانون العمل الذي تفرضه الحكومة الاشتراكية.
وفي سياق آخر اعتبر الرئيس الفرنسي أمس أن الوضع في جزيرة مايوت الفرنسية يثير «قلقاً شديداً» بعدما طرد مئات الأجانب من منازلهم من قبل سكان يتهمونهم بـ«السرقة والاعتداء والقتل».
وقد طرد نحو ألف أجنبي معظمهم يتحدرون من جزر القمر ووضعهم قانوني في كانون الثاني من منازلهم، على أيدي مجموعات من سكان مايوت بحسب فرع الجمعية الوطنية المدافعة عن حقوق الأجانب في الجزيرة.
وقال هولاند كما نقل عنه المتحدث باسم الحكومة ستيفان لوفول في ختام اجتماع لمجلس الوزراء «نشهد وضعاً يثير قلقاً شديداً»، وأضاف: «يجب أن نتخذ كل الإجراءات اللازمة لتجنب الانتقال إلى شكل من أعمال العنف المتزايدة أكثر في هذه الدائرة».
وعمليات الطرد الأولى التي أعلن عنها مسبقاً، تمت في جنوب جزيرة مايوت، في وقت يجري التخطيط لعمليات طرد أخرى في الشمال. وتتخذ الشرطة خلال كل عملية ترتيبات ضخمة لاحتواء أي حوادث محتملة.
ولا تزال طريقة الطرد المعتمدة هي نفسها، إذ يوزع سكان منطقة محددة، بشكل جماعي، منشورات يعلنون من خلالها عمليات الطرد المقبلة. ويدعون إلى اتخاذ إجراءات «ضد الهجرة غير الشرعية» أو ضد «الأجانب» الذين يتهمونهم يومياً بارتكاب عمليات «سرقة واعتداءات وقتل» وبالاحتلال غير الشرعي للأراضي، وبالمسؤولية عن «اكتظاظ المدارس» وعن «نظام صحي يعمل فوق طاقته» في الجزيرة.
وتشهد مايوت التي تضم نسبة أجانب تبلغ 40% من مجموع سكانها، موجة هجرة قوية من جزر القمر المجاورة، الأمر الذي يساهم في زيادة التوتر.
والهجرة غير الشرعية تركت أثراً على النظام الصحي فيما أصبحت المدارس مكتظة بالكامل.
ولجأ أكثر من 500 شخص من الذين طردوا إلى ساحة الجمهورية في ماموتزو (كبرى مدن مايوت) حيث تهتم بأمرهم جمعيات خيرية محلية والصليب الأحمر وتحاول تأمين مساكن لهم وإعادة الأولاد إلى المدارس. ويقدم لهم سكان مواد غذائية وأدوية.
وفي بيان نشر مساء الثلاثاء نددت وزارتا الداخلية وأراضي ما وراء البحار الفرنسيتان «بأعمال العنف التي ارتكبت» وذكرتا بأن الأفراد الضالعين في ذلك سيحالون إلى القضاء.
(أ ف ب)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن