اقتصاد

لانحسار جبهات العمل.. الترقيع سمة عمل الطرق والجسور في درعا

بعد أن كان يتصدى فرع مؤسسة الطرق والجسور في محافظة درعا لأكثر المشاريع ضخامة ونوعية بات عمله في ظل الظروف الراهنة لا يتعدى الترقيعات والصيانات البسيطة التي لا يتناسب مقاسها مع إمكانات الفرع من خبرات فنية وآليات، وذلك بسبب عدم وجود جبهات عمل تتمثل بمشاريع طرق وجسور نوعية وكبيرة، حيث تضاءل تنفيذ مشاريع تعبيد وتزفيت الطرق في محافظة درعا كما في باقي المحافظات الساخنة بشكل كبير جداً بعد أن تسببت الحرب التي تشن على البلاد في توقف الحركة العمرانية السكنية والصناعية التي تحتاج إلى طرقات جديدة تخدمها، كما لم يعد مجدياً إنفاق مبالغ مالية كبيرة على مثل هذه المشاريع في ظل استهدافها الممنهج من المجموعات المسلحة حيث تم تفخيخ ونسف العديد من الطرق والعبارات والجسور كان آخرها جسر الهرير، أضف لذلك أن اﻻحتياج أكثر إلحاحاً للمبالغ التي يمكن أن ترصد لهذه المشاريع في تأمين معيشة وصمود المواطن في هذه الظروف اﻻستثنائية، كما أن ارتفاع أسعار المواد التي تدخل في التنفيذ زاد سعرها بنحو عشرة أضعاف إذ أصبح سعر المتر المكعب الواحد من الإسفلت 35500 ليرة سورية إلى جانب أن تأمين تلك المواد من بقايا مقالع وحصويات وسائل إسفلتي فيه صعوبة كبيرة لكونه يستقدم من مناطق بعيدة، وبسبب ذلك اقتصر العمل حالياً على الضروري والإسعافي، وفي هذا السياق أوضح المهندس غسان الزعبي مدير فرع درعا للشركة العامة للطرق والجسور أنه تم خلال العام الجاري القيام بتنفيذ صيانة إسعافية لأوتستراد دمشق درعا بقيمة 15 مليون ليرة سورية وحالياً يتم تنفيذ صيانات لطرق مختلفة ضمن مدينة درعا بقيمة 20 مليون ليرة سورية بإجمالي كميات بلغت للمشروعين 950 متراً مكعباً من المجبول الإسفلتي، ولفت الزعبي إلى أن قلة المشاريع قلصت موارد الفرع بشكل كبير علماً أن صرف رواتب العاملين يعتمد بشكل كامل على العوائد من تلك المشاريع وأمل مدير الفرع في أن تتحسن الظروف بما ينعكس على تأمين جبهات عمل إضافية لكون الفرع بجاهزية تامة لتنفيذ أي عقود في هذا المجال وبما ينعكس إيجاباً على تحسين الموارد وتأمين الرواتب، مشيراً إلى أنه تسرب من العمل في الفرع خلال الأحداث أكثر من 120 عاملاً لأسباب مختلفة والمتبقي حالياً نحو 100 عامل ولسد النقص الحاصل في الكادر الفني تم تعيين عدد من العمال المؤقتين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن