عربي ودولي

ميركل قلقة بـ«شدة» إزاء رفع البرلمان التركي الحصانة عن عشرات النواب … يلديريم رئيساً للحزب الحاكم والنظام الرئاسي «أولوية لتركيا»

انتخب أمس الأحد بن علي يلديريم وزير النقل المقرب من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على رأس حزب العدالة والتنمية وسيصبح بالتالي الرئيس المقبل للحكومة، وذلك خلال مؤتمر استثنائي للحزب الحاكم كان فيه المرشح الوحيد لهذا المنصب، وفق ما أوردت وسائل الإعلام.
وحصل يلديريم على أصوات جميع مندوبي الحزب الإسلامي المحافظ على أن يتم تكليفه اعتباراً من مساء أمس تشكيل الحكومة الجديدة بعد استقالة رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو.
وولد يلدريم في مدينة أرزينجان في 20 كانون الأول 1955، وتخصص في الهندسة والملاحة البحرية، وأشرف على العديد من مشاريع البنى التحتية والنقل البحري، وتولى وزارة المواصلات في جميع حكومات حزب العدالة والتنمية منذ 2002، باستثناء الفترة من 2013 إلى 2015.
وأعلن يلديريم خلال المؤتمر أن الانتقال إلى نظام رئاسي بحسب ما يدعو إليه الرئيس رجب طيب أردوغان يشكل «أولوية لتركيا» وهو ما سيعزز سلطة أردوغان على أجهزة الدولة، موضحاً «ما علينا القيام به بشكل أولي هو الانتقال من نظام الأمر الواقع هذا إلى نظام قانوني» من خلال تغيير الدستور لإقامة نظام سياسي رئاسي. وقال يلديريم (60 عاماً) رفيق الدرب السياسي لأردوغان أن «رئيسنا يحمل مسؤولية شعبنا. ما علينا إنجازه هو دستور جديد ونظام رئاسي»، وأعرب في خطابه عن ولائه ووفائه لمرشده الذي وصفه بأنه «رجل الشعب».
وفيما يتعلق بالتحديات التي تواجهها أنقرة، قال يلديريم: «الحرب ضد الإرهاب ستتواصل، ولن تؤدي التغييرات المرتقبة في الحكومة إلى تعطيل حربنا ضد الإرهابيين»، مضيفاً: «من هنا أعلن أننا لن ننهي العمليات العسكرية والأمنية حتى نطهر تركيا من الإرهابيين ونقضي على المخاطر التي تهدد أمننا».
وتعليقا على موضوع انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي لفت يلديريم إلى أن الاتحاد الأوروبي «وضع حداً للغموض حيال عضوية كاملة لتركيا»، بعدما أبدى عدد من القادة الأوروبيين شكوكا جدية حول هذا الاحتمال، قائلاً: «حان الوقت لنعرف ما رأي الاتحاد الأوروبي حيال تركيا».
واعتبر أيضاً أن هناك ارتباكاً في التعاطي مع ملف اللاجئين، وهو ملف أبرمت بشأنه أنقرة اتفاقاً مع بروكسل في آذار الماضي. وقدمت تركيا طلب انضمام إلى الاتحاد الأوروبي عام 1987 وهي تخوض مفاوضات شاقة بهذا الصدد منذ 2005.
وسيسمح وصول رجل موال جداً للرئيس إلى السلطة، لأردوغان بترسيخ سلطته في الجهاز التنفيذي وطي صفحة داود أوغلو الذي اختلف معه خصوصاً حول النزاع الكردي الذي استؤنف الصيف الماضي، وطريقة التفاوض حول اتفاق حاسم تم التوصل إليه مع الأوروبيين في آذار للحد من تدفق المهاجرين على الاتحاد الأوروبي.
وكتب الخبير السياسي غوخان باتشيك أن «يلديريم قد يكون آخر رئيس للوزراء في تركيا لن يشغل سوى دور نائب لأردوغان في النظام (الرئاسي) الذي يريد إقامته». ويتوقع هذا المحلل أيضاً أن يستعيد أردوغان من جديد هيمنته على السياسة الخارجية والاقتصاد في الحكومة الجديدة.
وضاعف الرئيس التركي أيضاً تصريحاته الموجهة للمفوضية الأوروبية ما أدى إلى التشكيك في اتفاق حول إعفاء الأتراك من تأشيرات الدخول إلى دول شنغن، وهي نقطة مهمة في اتفاق أوسع حول المهاجرين. ويثير احتمال تعزيز سلطة أردوغان قلق الذين يتهمونه بالميل إلى الاستبداد.
وفي آخر مؤشر إلى هذا الاستقطاب الحاد، أقر البرلمان التركي بأغلبية كبيرة الجمعة إصلاحاً دستورياً مثيراً للجدل يرمي إلى رفع الحصانة عن نواب مهددين بإجراءات قانونية بحقهم في حين تعيش البلاد على وقع معارك دامية بين قوات الأمن التركية وحزب العمال الكردستاني.
وفي السياق أعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن قلقها الشديد إزاء رفع البرلمان التركي الحصانة عن العشرات من نواب المعارضة مشيرة إلى أنها ستبحث عدداً من المسائل الخلافية في تركيا خلال زيارتها إلى أنقرة أمس.
وقالت ميركل في مقابلة مع مجلة فرانكفورتر الغماين سونتاغ تسايتونغ الأسبوعية الألمانية أمس «بالطبع فإن بعض التطورات في تركيا تشكل مصدر مخاوف كبيرة»، مبدية قلقها الشديد إزاء احتمال رفع الحصانة عن عدد كبير من النواب المعارضين في البرلمان التركي معتبرة أن ذلك سيكون له عواقب وخيمة. وكان البرلمان التركي الذي يهيمن عليه حزب العدالة والتنمية الحاكم أقر الجمعة تعديلا دستوريا يسمح برفع الحصانة البرلمانية عن 138من نوابه بزعم وجود ملفات تحقيق بحقهم.
وأضافت ميركل: «إننا سنضع دائماً على الطاولة الجوانب الحساسة لتطور أي بلد سواء في اللقاءات العامة أو الخاصة» مؤكدة أنها تتابع بعناية كيف تنفذ تركيا التزاماتها.
(أ ف ب– روسيا اليوم- رويترز)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن