قضايا وآراء

مع الدعم الروسي أو من دونه.. لا للجائزة الكبرى

| بيروت – رفعت البدوي 

المشهد الدولي بشأن الأزمة السورية تشوبه الضبابية والتعقيد على الرغم من وجود اتفاق أميركي روسي على الخطوط العريضة بضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة السورية.
على الرغم من الاتفاق على العناوين والخطوط العريضة إلا أن ترجمة هذه الخطوط والدخول بتفاصيلها يترجمان خلافاً روسياً أميركياً بدءاً من تصنيف بعض التنظيمات في سورية بين إرهابية أو معتدلة وبين مشارك وغير قابل للمشاركة في محادثات جنيف للانضواء تحت المظلة الدولية للمشاركة والولوج بالحل السياسي في سورية.
أميركا وحلفاؤها ترفض حتى الساعة إطلاق صفة الإرهاب على التنظيمات التي تراها سورية وروسيا العائق الرئيسي أمام نجاح أي حل سياسي.
الناطق باسم البنتاغون يدلي بتصريح جاء فيه أن أميركا أدرجت تنظيم داعش ومتفرعاته في ليبيا والسعودية واليمن على لائحة الإرهاب لكن أميركا لم تدرج داعش ومتفرعاته في سورية والعراق على لائحة الإرهاب وكأن الإرهاب مسموح به في سورية ومرفوض في بلدان أخرى.
ولمنع تحقيق أي انتصار ساحق للجيش العربي السوري في الميدان العسكري تمّ إحياء العمل في غرفة العمليات المسماة (موك) في الأردن (military opreating cervices) والتي تضم خبراء وضباط مخابرات من كل من السعودية وقطر وتركيا وحتى إسرائيل تحديداً.
تصريح وزير الدفاع الروسي شويغو الذي بشرنا فيه بقيام أميركا وروسيا بعمليات جوية مشتركة ضد التنظيمات الإرهابية في سورية سرعان ما نفاه ورفضه الناطق باسم البنتاغون الأميركي.
أميركا تمارس عملية هدفها محاصرة روسيا عبر نشر الدرع الصاروخية في كل من بولونيا وبحر البلطيق وحتى تركيا إضافة إلى استمرار العقوبات الاقتصادية عليها بسبب الأزمة الأوكرانية وجزر القرم مترافقاً مع تدن في أسعار النفط.
إسرائيل تطالب بجائزة كبرى من أي اتفاق روسي أميركي بشأن حل الملف السوري وإلا فلن يكون، فالجائزة الكبرى التي تطلبها إسرائيل هي طمس القضية الفلسطينية والقضاء على حركات المقاومة وحزب اللـه في طليعتها.
المملكة العربية السعودية تبدي استعداداً مريباً بإعادة صياغة بنود المبادرة العربية بما يخدم إسرائيل على الشكل التالي:
أولاً إسقاط بند حق العودة للفلسطينيين، عدم ممانعة توطين الفلسطينيين حيث هم، عدم مطالبة الكيان الصهيوني بالانسحاب من الجولان المحتل.
المملكة السعودية متلطية بالحلف الإسلامي تتزعم حركة الاتصالات مع أركان العدو الإسرائيلي الذي صار حليفاً ولم يعد عدواً بحجة الترويج للمبادرة العربية (المعدلة حسب مصلحة إسرائيل) على الأسس التالية:
– تحويل الأنظار والبوصلة نحو التحشيد المذهبي والطائفي ونصب العداء ضد إيران بهدف تأمين سطوتهم على المنطقة من خلال التعاون مع إسرائيل
– دعم التنظيمات الإرهابية في المنطقة وسورية بهدف استنزافها وتدميرها وتفتيتها
– ضرب أي شكل من أشكال المقاومة في المنطقة والقضاء عليها.
– تهيئة الأجواء والمناخات في المنطقة من أجل تمرير عملية إهداء إسرائيل الجائزة الكبرى من دون أي مقاومة أو اعتراض.
أمام الابتزاز الأميركي لروسيا عن طريق دعمها للإرهاب وأمام التفريط العربي بفلسطين نجد أنفسنا أمام معادلة جديدة.
من المؤكد أن روسيا لا تهتم كثيراً باستعادة فلسطين لكنها مهتمة جداً بعدم وصول الإرهاب إليها وخاصة أنه وبناء عليه ستجد روسيا نفسها مضطرة لإعادة زخم الدعم العسكري للجيش العربي السوري بوتيرة عاليه أكثر من السابق.
الاستفادة من الدعم الروسي أمر مهم لكن يجب أن ندرك أنه مع الدعم الروسي أو من دونه لم يبق من خيار أمام قوى المقاومة في المنطقة بقيادة سورية إلا قرار خوض معركة حاسمة وحتى النهاية بهدف الحفاظ على سورية ووحدتها والقضاء على رأس الحربة في المشروع السعودي الإسرائيلي وعدم السماح للكيان الصهيوني بنيل الجائزة الكبرى التي وعد بها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن