عربي ودولي

رئيس الوزراء الفلسطيني يدعو العالم لإنقاذ «حل الدولتين» وفالس يؤكد أن باريس ستستضيف المؤتمر الدولي حول الشرق الأوسط في 3 حزيران

دعا رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد اللـه العالم أمس للتدخل من أجل إنقاذ حل الدولتين الذي «بدأ يتلاشى».
وقال الحمد اللـه في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس في رام اللـه: «الاستيطان يقضي على حل الدولتين الذي علينا أن نعرف أنه بدأ يتلاشى».
وأضاف: «وإذا لم تقم الأسرة الدولية بإنقاذ حل الدولتين سننتهي بدولة واحدة ذات نظامين وهذا يذكرنا بنظام الفصل العنصري السابق في جنوب إفريقيا».
وأوضح الحمد اللـه أن «هناك الآن 650 ألف مستوطن (في الأراضي الفلسطينية) وهذا بشكل صارخ ينتهك القانون الدولي ومبادئ حقوق الإنسان».
وقال «الحكومة الإسرائيلية تجنح نحو مزيد من التطرف والعنصرية ويبث قادتها الحقد والكراهية ضد شعبنا وتتوسع في استيطانها وتصادر المزيد من الأرض الفلسطينية».
ودعا الحمد اللـه إلى «مساءلة إسرائيل على انتهاكاتها المستمرة فلا يمكن القبول بغطرسة وتعنت إسرائيل أو الاستسلام لمنطق القوة الغاشمة».
وثمن الحمد اللـه «عالياً الجهود التي تبذلها فرنسا لعقد المؤتمر الدولي للسلام».
وقال «نؤكد التزامنا الكامل والمطلق بقرارات الشرعية الدولية وكافة الاتفاقات الموقعة».
وأعلنت فرنسا عن عقد اجتماع تحضيري على مستوى وزراء الخارجية للتحضير لإطلاق مبادرة جديدة تعيد الفلسطينيين والإسرائيليين إلى طاولة المفاوضات، الأمر الذي رفضه الكيان الإسرائيلي.
وقال الحمد اللـه في رده على سؤال حول دعوة رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لعقد مفاوضات مباشرة برعاية فرنسية كبديل عن المبادرة «نتنياهو من خلال الحديث عن اللقاء الثلاثي يحاول تشتيت المبادرة الفرنسية وإبعاد فكرة المؤتمر الفرنسي والمبادرة الفرنسية التي نقيمها وندعمها بشكل ايجابي».
وقال فالس: «كل ما سمعته يؤكد ضرورة أن نعمل كل ما بوسعنا لإعادة إطلاق عملية السلام». وأضاف: «أكدنا على تصميمنا الكامل لحل الصراع» الإسرائيلي الفلسطيني.
وجدد فالس موقف فرنسا من الاستيطان وقال: «نحن ندين الاستيطان واستمرار الاستيطان يهدد فكرة حل الدولتين».
وأوضح فالس أن المؤتمر التحضيري الذي يسبق إطلاق المبادرة الفرنسية سيعقد في الثالث من حزيران وستحضره الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وعدد من الدول العربية وسيعقد من دون الفلسطينيين والإسرائيليين.
وقال: «نعتقد أن السلام لا بد منه للأمن والاستقرار في المنطقة ولأننا نعرف نحن الفرنسيين والأوروبيين أن أمننا واستقرارنا يتوقف على السلام في المنطقة والسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين».
وأضاف: «كل ما من شأنه أن يعزز الحوار المباشر بشكل صادق وبناء يكون في الاتجاه الصحيح».
في السياق أكد رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس أمس الثلاثاء أن المؤتمر الدولي حول الشرق الأوسط المزمع عقده في سياق المبادرة الفرنسية، سيجري في 3 حزيران في باريس بحضور وزير الخارجية الأميركي جون كيري، على حين يدعو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى مفاوضات ثنائية مع الفلسطينيين.
وقال فالس في مقابلة أجرتها معه إذاعة «أوروب 1» الفرنسية من القدس: «الإسرائيليون يعلمون أن هذا المؤتمر الدولي سيعقد في 3 حزيران في باريس، ويعلمون أن الأميركيين مثلاً سيحضرون من خلال وزير الخارجية جون كيري، ويعلمون أيضاً أنه يجب التحاور بأي ثمن مع الدول العربية، وأفكر بمصر والأردن، إنما كذلك بالسعودية حتماً في الغد».
وأضاف: إن «قوة» فرنسا تكمن في «قدرتها على التحدث إلى الجميع ولدينا علاقات جيدة مع الجميع».
ورفض نتنياهو الإثنين الاقتراح الفرنسي بعقد مؤتمر دولي لإعادة إطلاق جهود السلام المتعثرة مع الفلسطينيين، واقترح بالمقابل إجراء محادثات ثنائية مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في باريس.
وأكد نتنياهو أن المفاوضات الثنائية هي «الطريق الوحيد للمضي قدماً في مفاوضات السلام». وأعلنت فرنسا أنها ستستضيف في الثالث من حزيران اجتماعاً دولياً حول عملية السلام بحضور الدول الكبرى وفي غياب الإسرائيليين والفلسطينيين. والهدف بحسب باريس هو التمهيد لعقد مؤتمر في الخريف يشارك فيه الطرفان. وتعارض إسرائيل بشدة عقد مؤتمر دولي. ويرى نتنياهو أن على الفلسطينيين والإسرائيليين استئناف مفاوضات السلام المباشرة من دون شروط مسبقة. غير أن فالس رأى أن «هذا المؤتمر الدولي مفيد لأنه يجب أن يوجد غداً الظروف، والإطار الذي يمكن للفلسطينيين والإسرائيليين فيه إجراء محادثات مباشرة. لأن السائد اليوم هو الوضع الراهن».
وحذّر بأن «الوضع الراهن قنبلة موقوتة، ولأننا أصدقاء لإسرائيل وللفلسطينيين، نعتبر أنه ينبغي إحلال السلام».
وحرص على التأكيد: «إننا لا نتحرك خلف ظهر الإسرائيليين أو الفلسطينيين، بل نقوم بذلك بعزم على معاودة حوار متوازن بين السلطتين، وبين الحكومتين، وصولاً، إلى قيام دولتين، دولة إسرائيلية ودولة فلسطينية».
(أ ف ب – رويترز)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن