ثقافة وفن

تجميل دمشق والبداية من عرنوس…إعادة إحياء النصب التذكاري في الحديقة

عامر فؤاد عامر: 

يتفانون بحبٍّ في تقديم صورة جماليّة يستحقّها الوطن، وذلك من خلال ورشة عمل فنيّة مهمّتها إعادة تأهيل تمثال الرئيس الراحل «حافظ الأسد»، وترميم ساحة عرنوس وصولاً إلى لوحة مزيّنة تليق بمدينة دمشق، وهم مجموعة من المتطوعين يعملون بإشراف الفنان التشكيلي «اسماعيل توتونجي»، وبرعاية وإشراف مجلس محافظة مدينة دمشق، وقيادة فرع اتحاد شبيبة الثورة في مدينة دمشق، وعن هذا النشاط الذي بدأ في يوم 31 أيار وصولاً إلى 10 حزيران كان لنا هذا المشهد الخاصّ لصحيفة «الوطن».

ألوان مقاومة

انقسم المشاركون إلى مجموعاتٍ مكلّفة عبر ساعات اليوم الواحد لمجموعة من المهام، التي تتلقى أعمالها المطلوبة منها بصورةٍ يوميّةٍ ومنظمةٍ، فكان لهم أن جهزوا القطع الإسمنتية في حديقة عرنوس باللون الأبيض استعداداً لصبغها بألوانٍ منتقاةٍ من وحي المكان والفترة، وبعدها انطلقوا كخليّة نحلٍ مع الفنان التشكيلي «اسماعيل توتونجي» لترميم تمثال الرئيس الراحل «حافظ الأسد» ومنحه صورته الجديدة، وعن هذه الخطوات وغيرها من النشاطات التي تمّ الاتفاق عليها قدّم الفنان «اسماعيل توتونجي» تصريحه الخاصّ لـ«الوطن»: «مشروعنا الفنّي هنا يتجسد في مجموعة من النشاطات؛ أهمها ترميم تمثال السيد الرئيس «حافظ الأسد»، ثمّ ترميم الحديقة في ساحة عرنوس، مع إجراء مجموعة من التعديلات في هذه الساحة من أعمال رسم ولوحات جداريّة، وتلوين القطع الإسمنتية، بألوان مثل الأحمر، والأزرق، والأخضر، وهي ألوانٌ تقاوم وتتحمل عوامل الطبيعة وتقلّباتها، وأيضاً في جزء مهمّ من عملنا سنقوم بترميم تمثال علم البعث وعلم الجمهوريّة العربيّة السوريّة، بدءاً من الكتلة الجذريّة لقاعدة التمثال، وصعوداً إلى قمته، وسنقوم أيضاً بإلباسه أوراقاً ذهبيّة، وفي كلّ يوم نقسّم العمل، ونقوم به تدريجيّاً، ونتعاون معاً لنصل إلى النتيجة النهائيّة».

استعداداً ليوم التدشين
يشارك في النشاط ويرعاه عدّة جهات، فهناك طلاب من كليّة الفنون الجميلة، ورفاق تمّ انتقاؤهم بناء على موهبتهم في الرسم والتشكيل، والرعاية والدعم جاؤوا من محافظة مدينة دمشق، وفرع اتحاد شبيبة الثورة في دمشق أيضاً، وعن هذا الجانب التنظيمي يضيف الفنان «توتونجي» قائلاً: «أخذت تفويضاً من اتحاد الفنانين التشكيليين العرب للإشراف على هذا العمل الفني، وأيضاً من محافظ مدينة دمشق، ومن فرع اتحاد شبيبة الثورة، وكلّ ذلك لإنجاز هذا العمل كونه رمزاً مهماً من المدينة، وهناك كادر كبير يعمل من إداريين ورفاق مشاركين من طلاب في كليّة الفنون الجميلة، ومن رفاق شبيبيين موهوبين يرغبون في العمل التطوعي، والمساهمة في تقديم وبذل جهد للبلد، وسنبقى على عملنا ونشاطنا هذا إلى يوم التدشين أي العاشر من حزيران، يوم وفاة الرئيس الراحل حافظ الأسد، ليكون يوم التدشين فرصة لإعادة إحياء هذه الذكرى، وتجديداً لحالة الوفاء والتقدير لوطننا الغالي سورية».
عمق وانتماء

ومن بين المشاركين والمهتمين في العمل التقينا الرفيق «رشيد عطوان» وهو عضو في قيادة فرع دمشق لاتحاد شبيبة الثورة – مسؤول مكتب الفنون، والذي حدّثنا عن هذه المناسبة وأهميتها: «انطلقت الفكرة إحياءً للذكرى الخامسة عشرة لوفاة الرئيس المؤسس «حافظ الأسد»، وقد أحببنا كشبيبة الثورة أن نقدم شيئاً رمزيّاً لمن أسس اتحاد شبيبة الثورة، كما أنه نوع من التكريم له كونه قدم إنجازات كبيرة للبلد، فهو باني سورية الحديثة، فجاءت فكرة ترميم النصب التذكاري الذي تأسس عام 1986 واليوم نحن في العام 2015 ونتيجة عوامل الطبيعة أصبح عليه بعض التغييرات، فأحببنا أن نجمّله، ونخضعه لبعض أعمال الترميم والتجميل، بطريقة جديدة، إضافة لتجميل الساحة المحيطة به من جداريّات وأرضيّات، وهذا هو اليوم الثاني للورشة نعمل فيه على وضع بقع من الألوان المنتقاة سنقوم بنشرها على الأرض وتوزيعها بصورة فنيّة، وتأتي أهمية هذا العمل من خلال أن الحرب على سورية هدفها إلغاء هويّتنا، واستهداف تاريخنا، وثقافتنا، وهذا النصب يعبّر عن تاريخنا، وعمق انتمائنا للرئيس الراحل حافظ الأسد، والذي قاد سورية خلال ثلاثين عاماًً نحو برّ الأمان ورفع رأس الأمة العربية». وعن المشاركين في العمل يضيف «رشيد عطوان»: «هم عبارة عن مجموعة من الرفاق رفدونا من كليّة الفنون الجميلة في دمشق، بالإضافة إلى مجموعة من الرفاق المميّزين في مجال الرسم والتشكيل في الفرع، وقد تمّ انتقاؤهم من خلال تميّزهم في هذا المجال، وكلّ ذلك تحضيراً ليوم 10 حزيران، وبالتعاون مع مجلس مدينة دمشق، ومحافظ المدينة الذي دعمنا بصورة كبيرة بالمستلزمات والتسهيلات والموافقات».

من أجواء العمل
ومن بين المجموعات التي تعمل، وتقدّم وقتها، وجهدها، لهذا العمل الفني كان أن التقينا الرفيق «باسل خيّاط» مشرف المجموعات، وعضو قيادة رابطة المهاجرين في اتحاد شبيبة الثورة – رئيس مجلس الأنشطة الفنيّة، وعن نشاطه في العمل المشترك وإعادة إحياء الحديقة في منطقة عرنوس يقول: «لدينا عدد من الرفاق الذين يشاركون في هذه الفعاليّة وعملنا على تقسيمهم إلى مجموعات، فمنهم من يشارك في الفترة الصباحيّة التي تمتد من أولى ساعات الصباح، ولغاية الساعة 12 ظهراً فقط، وبعدها تأتي فترة من الراحة حتى الساعة 4 بعد الظهر، وهي طويلة بسبب ارتفاع درجة حرارة الشمس، لتأتي بعدها الفترة المسائيّة التي تكلّف بها مجموعات جديدة أيضاً، وهكذا نبقى على دورة النشاط يوميّاً». المتطوعة «هدايات حقي» من رابطة المهاجرين تقول: «قمنا بدهن التمثال، ثم سنطليه بالمعجون، ثم تلوينه بالبرونز، شاركت في وقت سابق في فعالية «الشام بيتنا» عند جسر الرئيس، وهذه التجربة الثانية لي في مثل هذه النشاطات التي ستزيد ساحة عرنوس جمالاً وأناقة». وأيضاً المتطوعة «أريج سعيد» من رابطة المهاجرين حدثتنا: «أحببت أن أشارك في هذا الإنجاز، ولاسيما أنه تمثال للرئيس الراحل حافظ الأسد، وهذه أول مرّة أشارك في هكذا فعاليّة، وأيضاً سنلوّن القطع الإسمنتية من جديد، وأرى أن التعامل جميل جداً في هذا النشاط، ونحن نتناوب على العمل، ونتشارك كلّنا لإتمامه بنجاح».

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن