عربي ودولي

الجيش العراقي يتقدم في المدينة.. وداعش يستنجد بـ«فرق الموت».. وقلق أممي على مصير المدنيين … عملية استعادة الفلوجة تمنح العبادي متنفساً من الأزمة السياسية

منحت عملية استعادة مدينة الفلوجة من تنظيم داعش رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي متنفساً في الأزمة السياسية العاصفة التي تمر بها البلاد من خلال تحويل انتباه المطالبين بإصلاحات سياسية.
وانطلاق العملية العسكرية لاستعادة الفلوجة (50 كلم غرب بغداد)، يمنح العبادي فرصة لتقديم نفسه كقائد عام للقوات المسلحة يقاتل الإرهاب في مقابل صورته كرئيس وزراء بمواجهة متظاهرين غاضبين اقتحموا مكتبه قبل أيام قليلة.
ونقلت وسائل الإعلام لقطات للعبادي مرتدياً زياً عسكرياً للقوات الخاصة أثناء تفقده مقر قيادة العمليات في معركة الفلوجة، أبرز معاقل التنظيم في العراق.
ووضعت صور للعبادي على مواقع التواصل الاجتماعي مرفقة بعبارة «رئيس الوزراء يدير المعارك» على الخطوط الأمامية في الجبهة.
وقال باترك سكينر الضابط السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي إيه» أن الفلوجة «بالنسبة للعبادي، ليست مسألة إلهاء فقط. لكنها قد تظهر مستوى معيناً من السيطرة الفعلية والقيادة لبغداد إذا تم تنفيذها بشكل جيد».
وتابع: «إنها ليست مثل الحكم الرشيد لكنه يحتاج إلى كل ما يمكن الحصول عليه الآن».
ويقول مراقبون: إن «عملية الفلوجة تشكل للعبادي في الأزمة السياسية متنفساً مؤقتاً في أحسن الأحوال». وبغض النظر عن مدى النجاح الذي سيتحقق ضد تنظيم داعش في الفلوجة، فإن العراقيين سيواصلون المطالبة بإصلاحات جذرية».
ميدانياً أعلن قائد قوات الشرطة الاتحادية العراقية، الفريق رائد شاكر جودت، أمس عن اختراق الخطوط الدفاعية لداعش والتقدم باتجاه مركز مدينة الفلوجة.
وأوضح جودت، في بيان، أن «لواء المغاوير الخامس حرر قرية حديد البو ناصر واخترق الخطوط الدفاعية للعدو وتقدم باتجاه مركز مدينة الفلوجة».
وفي وقت سابق، قال جودت: إن القوات العراقية تتقدم بسرعة باتجاه «أهدافها المرسومة» في الفلوجة. كما أنه أكد تقدم قواته نحو شرق الفلوجة من ثلاثة محاور، مشيراً إلى مقتل 10 إرهابيين وتدمير أربع سيارات مفخخة كان يقودها انتحاريون.
كما أعلنت الشرطة الاتحادية العراقية أمس عن تحرير قريتين ومعمل للمواد الإنشائية شمال مدينة الفلوجة إثر اشتباكات عنيفة دارت بينها وبين عناصر داعش في ناحية الصقلاوية.
إلى ذلك أفادت حركة النجباء، إحدى فصائل الحشد الشعبي في العراق، بأن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني اجتمع مع قادة الفصائل لبحث تحرير الفلوجة من قبضة داعش. ونشر الإعلام الحربي للحركة على صفحتها في موقع «الفيسبوك» للتواصل الاجتماعي صوراً لقائد فيلق القدس سليماني وهو في أحد الاجتماعات المنعقدة في غرفة عمليات تحرير الفلوجة.
كما نشرت وزارة الدفاع العراقية لقطات فيديو لغارات ينفذها سلاح الجو العراقي على معاقل التنظيم في مدينة الفلوجة.
وأوضحت وزارة الدفاع أن الغارات التي نفذت استهدفت ناقلات نفط وسيارات أقلت مسلحين من التنظيم الإرهابي.
وكان رئيس الوزراء العراقي أعلن ليلة الأحد الإثنين انطلاق المعركة لاستعادة الفلوجة التي سقطت بأيدي داعش في كانون الثاني عام 2014. وأوضح العبادي أن الخطة للمعركة وضعت قبل شهرين، لكن بغداد اضطرت لتأجيل تنفيذها بسبب الخلافات السياسية وتردي الأوضاع الأمنية في العاصمة.
في المقابل سخر تنظيم داعش جميع إمكانياته للدخول في معركة الموت بمدينة الفلوجة، بعد أن تعهدت حكومة بغداد ببدء تحرير المدينة رسمياً.
وليس سهلاً أن يتخلى التنظيم عن مهد نفوذه في العراق، بل سيحرق الأخضر واليابس كما هدد قادته، للتمسك بحصن الفلوجة، وسيلعب ورقته الأخيرة، بعدما أعلنت بغداد الحرب على التنظيم في معقله، بحسب تقارير إعلامية.
وبوادر هذه الحرب تبدو أنها ستكون دموية إلى أبعد الحدود بعد أن كشفت صحيفة «الإندبندنت» في تقريرها، عن خطة داعش بنشر فرق الموت في الفلوجة لقتل الباحثين عن الهرب من المدينة أو من ينوون إعلان استسلامهم وولائهم لحكومة بغداد.
ونقل التقرير عن الناشط العراقي، أحمد الدليمي، أن مئات من المسلحين انتشروا في شوارع المدينة ولديهم أوامر بإعدام أي شخص يحاول الفرار أو يضع علماً أبيض فوق منزله ويلوح به في إشارة للاستسلام.
انتشار «فرق الموت» في شوارع المدينة بمثابة العقاب المسلط لكل من يستجيب للنداء الذي أطلقته بغداد، ودعت فيه إلى مغادرة المدينة، إن استطاعوا، وطالبت المدنيين العالقين فيها برفع راية بيضاء للدلالة على أماكن وجودهم، والابتعاد عن مقار داعش وتجمعاته التي سيتم التعامل معها كأهداف للطيران الحربي، حسب بيان القوات العراقية. وحول هذه المسألة، يقول رئيس الوزراء العراقي: إن عملية «كسر الإرهاب» تسير بنجاح، رغم وجود بعض التحديات، أبرزها وجود المدنيين مؤكداً أن أولوية المهمة هي إنقاذ العراقيين من إرهاب داعش، كما ستبذل أقصى الجهود من أجل الحرص على أرواح المدنيين.
تطمينات العبادي حول مصير المدنيين، تأتي في أعقاب تصاعد مخاوف المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية والحقوقية، إزاء سلامة المدنيين في الفلوجة، فضلاً عن وجود 50 ألف مدني لا يزالون عالقين هناك، بحسب ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمم المتحدة.
وعليه فإن المنظمة الأممية، تطالب بتأمين ممرات آمنة للسكان الذين يحاولون الهروب ولاسيما أنهم يواجهون بالتزامن مع ذلك، واحدة من أكبر المشكلات وهي ارتفاع درجة الحرارة وخطر الجفاف.
وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن