سورية

كشفت عن مجزرة في اشتبرق بحق نحو 200 مواطن…سورية لمجلس الأمن: أوقف العدوان التركي

اتهمت سورية أمس تركيا بتقديم الدعم الواضح والصريح لتسلل قطعان الإرهابيين إلى مدينتي إدلب وجسر الشغور وبلدة اشتبرق، مطالبةً مجلس الأمن الدولي بوقف العدوان التركي على أراضيها ومعاقبة مرتكبيه وداعميه بوصفه «تهديداً للأمن والسلم في المنطقة والعالم» واتخاذ «الإجراءات الرادعة والفورية» بحق النظام التركي لقيامه بهذا العدوان وانتهاك القرارات الدولية المتعلقة بمكافحة الإرهاب.
وأكدت أن أحلام «قطعان الإرهابيين» في إدلب ما هي إلا «أوهام وسراب». وإذ أعربت عن ثقتها الكاملة بالجيش العربي السوري في التصدي للعدوان، أكدت حرصها على إنجاح الحوار الوطني وتمسكها بالثوابت وبمسار موسكو.
حيا رئيس المجلس وائل الحلقي خلال جلسة مجلس الوزراء الأسبوعية التي عقدت أمس، حسب بيان صادر عن رئاسة مجلس الوزراء تلقت «الوطن» نسخة منه، «الصمود البطولي والأسطوري» للجيش في وجه قطعان المجموعات الإرهابية القادمة من تركيا وغيرها من دول الجوار المدعومة مادياً وعسكرياً من بعض الدول العربية والغربية وإسرائيل، وأشار إلى أن التصعيد الإرهابي الذي شهدته سورية مؤخراً، والمترافق مع تصاعد الحرب الإعلامية والنفسية التي تلفق الإشاعات والأكاذيب ضد الدولة السورية جاء من أجل تحقيق «نصر وهمي» هنا وهناك.
وقال الحلقي موجهاً كلامه للإرهابيين وداعميهم: «نؤكد لهم أن أحلامهم مجرد أوهام وسراب، وأن شعبنا الصامد يعي هذه الإشاعات وأهدافها، وأن المجازر الوحشية التي ترتكبها المجموعات الإرهابية في بعض مناطق ريف إدلب وحلب وغيرها لن تخيف أو ترهب الشعب السوري الصامد والمقاوم بل تزيده إصراراً على المقاومة ودحر الإرهاب»، وشدد على أن الشعب قادر بفضل «تلاحمه مع قيادته وجيشه على دحر العدوان وتحقيق النصر».
من جهة أخرى، قدم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم عرضاً لآخر المستجدات السياسية على الساحة الدولية، أشار خلاله إلى التصعيد العسكري للمجموعات الإرهابية المسلحة في معظم المناطق خاصة في محافظة إدلب، محملاً السعودية وقطر وتركيا مسؤولية هذا التصعيد والدعم الذي يقدمونه للمجموعات الإرهابية المسلحة برعاية صهيوأميركية.
ولفت المعلم إلى سعي السعودية الحثيث للتآمر على دول المنطقة وخاصة سورية، مؤكداً ثقته بمقدرة الجيش بدحر هذا العدوان وهزيمته بالتوازي مع حرص الحكومة على إنجاح الحوار الوطني السوري السوري وتمسكها بالثوابت الوطنية وبمسار موسكو، الذي أعطى ثماراً إيجابية تعزز آفاق الحل السياسي السوري السوري على الأرض السورية دون تدخل أو إملاءات خارجية.
في سياق متصل، وجهت وزارة الخارجية والمغتربين رسالتين متطابقتين إلى كل من رئيس مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة، جاء فيهما: «ننقل إلى علمكم معلومات في غاية الخطورة حول قيام الحكومة التركية بتقديم الدعم الواضح والصريح لتسلل قطعان الإرهابيين إلى مدينة إدلب بداية شهر نيسان الجاري ومدينة جسر الشغور وبلدة اشتبرق قبل يومين».
وكشفت الوزارة في رسالتيها اللتين نقلت وكالة «سانا» مقتطفات منهما عن ارتكاب الجماعات الإرهابية المسلحة بما فيها «جبهة النصرة» «مجزرة» قبل يومين في بلدة اشتبرق «حيث ذبح الإرهابيون ما يقارب مئتي مدني أغلبهم من النساء والأطفال وتركت جثث هؤلاء الضحايا مرمية في الأراضي الزراعية بالعراء».
وأشارت إلى أن الدور الذي لعبه ضباط تابعون لأجهزة المخابرات التركية «انطلاقاً من مركز متقدم لهم تم إنشاؤه على الحدود التركية السورية بدعم من النظامين السعودي والقطري، في «إدارة وتقديم الدعم اللوجيستي والعسكري لتسهيل تسلل نحو خمسة آلاف إرهابي أجنبي أغلبيتهم من «جبهة النصرة» الإرهابية المدرجة على قوائم مجلس الأمن للكيانات الإرهابية إلى داخل الأراضي السورية» ما أسفر عن اقتحام قطعان النصرة مدينة جسر الشغور وقتلت أهاليها وشردتهم.
وأكدت الخارجية أن «هجمات الجماعات الإرهابية المسلحة التي استهدفت جسر الشغور واشتبرق مؤخراً ومن قبلهما مدن إدلب وكسب وحلب ونفذت بدعم لوجستي وإسناد ناري كثيف من الجيش التركي هي عدوان تركي مباشر على سورية، كما أنها دليل واضح ومتجدد على الانخراط العلني للحكومة التركية بمؤسساتها السياسية والعسكرية والأمنية في دعم الإرهاب والاعتداء على سيادة دولة عضو في منظمة الأمم المتحدة في انتهاك فاضح لميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بمكافحة الإرهاب».
وبحسب الرسالتين فقد طالبت سورية مجلس الأمن، استناداً إلى الولاية المناطة به، بوقف هذا العدوان التركي عليها ومعاقبة مرتكبيه وداعميه باعتباره يشكل تهديداً للأمن والسلم في المنطقة والعالم. كما طالبته باتخاذ الإجراءات الرادعة والفورية بحق النظام التركي لقيامه بالعدوان على سورية وانتهاك قرارات المجلس المتعلقة بمكافحة الإرهاب ولاسيما قراراته ذات الأرقام (2170) و(2178) و(2199).
من جهة أخرى، ذكرت وزارة الإعلام أن سورية تتعرض لحملة إعلامية معدة مسبقاً تتوافق والمواجهات مع المجموعات الإرهابية المسلحة في جسر الشغور وإدلب والحسكة ودرعا.
وذكرت الوزارة أن بعض المحطات الفضائية المعادية تبث، بالتنسيق مع صحف ومجلات غربية ومواقع الكترونية وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» و«تويتر»، أخباراً كاذبة وإشاعات متنوعة أمنية وعسكرية واقتصادية وسياسية ضمن حملة تستهدف المواطن السوري والمقاتل العربي السوري والقوات المسلحة في آن معاً. وأشارت إلى أنها لحظت «حجم التنسيق المستمر والمتواتر في تداول الشائعات لبث الذعر وإرهاب الناس واختلاق قصص وروايات والربط بين معطيات سياسية وأخرى ميدانية لتصوير ما يحدث وكأنه تحول نوعي في مسار المواجهات مع الجيش العربي السوري»، لافتةً إلى أن بعض المواقع تتداول صوراً مفبركة وتضخيماً لبعض الأحداث من أجل منح المصداقية لتلك الأخبار ولاسيما بعد دخول المجموعات المسلحة إلى مدينة جسر الشغور.
وشددت وزارة الإعلام على أن الشعب الذي تصدى في الأوقات الأصعب والأكثر تحدياً لهذه الحرب عليه لا يمكن أن تنطلي حرب الشائعات عليه مجدداً مهما بلغت من تصعيد متوقع خلال المراحل القادمة، مؤكدةً أن وعي السوريين لطبيعة الدور التركي الرئيسي والأدوار الملحقة به سعودياً وقطرياً، إضافة للصبر والثبات، هي عناصر راسخة سوف تتصدى وتواجه الحرب الإعلامية واسعة النطاق ومتعددة الأدوات التي تشن علينا هذه الأيام. ووجهت الوزارة «تحية تقدير لقواتنا المسلحة واحترام كامل لوعي شعبنا وإدراكه لمحاولات العبث بذاكرته وحضوره ودوره ومعنوياته العالية دائماً».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن