سورية

تواصل الإدانات الدولية.. والرئيس ‏الأسد يتلقى ‏برقية تعزية بضحايا الجريمة من نظيره ا‏لأرميني.. وساركسيان يعتبرها مروعة وغير مسوّغة … مجلس الأمن يدين «الهجمات الإرهابية» في جبلة وطرطوس ويطالب بمحاسبة مرتكبيها ورعاتهم .. الصمت الخليجي على الجريمة يتواصل… وارتفاع حصيلة الضحايا إلى 184

| وكالات

تلقى الرئيس بشار الأسد برقية تعزية من رئيس جمهورية أرمينيا سيرج ساركسيان بشهداء التفجيرات الإرهابية في جبلة وطرطوس، في وقت تواصلت فيه الإدانات الأممية الدولية والعربية والمحلية، للتفجيرات التي ارتفعت حصيلة ضحاياها إلى 184 شهيداً.
وجاء في بيان رئاسي بثته وكالة «سانا» للأنباء: «تلقى السيد الرئيس بشار الأسد برقية تعزية من رئيس جمهورية أرمينيا سيرج ساركسيان بشهداء التفجيرات الإرهابية في جبلة وطرطوس، معرباً فيها عن خالص التعازي للشعب السوري الصديق وذوي الضحايا، ومتمنياً لهم الصبر والسلوان والشفاء العاجل للمصابين».
وقال ساركسيان في البرقية: «تلقيت ببالغ الحزن والأسى نبأ العمليات الإرهابية المروعة في جبلة وطرطوس وغيرهما من المناطق الآهلة السورية التي أودت بحياة العشرات من الأبرياء وخلفت العديد من الجرحى».
وأضاف: «إن هذه الجرائم المروعة المرتكبة بحق سكان سورية المسالمين لا يمكن أن يكون لها أي مسوغ ونحن ندين بشدة الإرهاب بجميع أشكاله ونناشد المجتمع الدولي بتوحيد جهوده لمكافحة هذا الشر».
وشهدت مدينتا طرطوس وجبلة يوم الإثنين الماضي سلة تفجيرات إرهابية متزامنة ما تسبب باستشهاد وإصابة مئات المواطنين الأبرياء.
وارتفعت حصيلة ضحايا سلسلة التفجيرات الإرهابية، إلى 184 شهيداً، حسبما نقل الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» عن وكالة «إيفي» الإسبانية للأنباء، التي أوضحت أن 136 استشهدوا في جبلة، على حين استشهد 48 في طرطوس نتيجة 9 تفجيرات هزت المدينتين.
وعلى حين أظهرت تحقيقات أولية تورط «حركة أحرار الشام الإسلامية» في التفجيرات حسبما أفادت مصادر رسمية سورية، أعلن تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية مسؤوليته عن الهجمات التي أثارت إدانة دولية واسعة.
وأدان مجلس الأمن الدولي أمس بأشد العبارات الهجمات الإرهابية، وجاء في بيان صحفي له، أعدته البعثة الروسية في المجلس، وفق ما نقلت وكالة «سانا»: «يدين أعضاء مجلس الأمن بأشد العبارات الهجمات الإرهابية التي وقعت بتاريخ 23 أيار 2016 في جبلة وطرطوس بسورية والتي أعلن داعش مسؤوليته عنها»، معربين عن تعاطفهم العميق وتعازيهم لأسر الضحايا وكذلك لشعب الجمهورية العربية السورية ومتمنين الشفاء العاجل للمصابين.
وأعاد أعضاء مجلس الأمن تأكيد قلقهم البالغ لمواصلة داعش والمقاتلين الإرهابيين الأجانب الذين انضموا إلى التنظيم في سورية والجماعات التي بايعت داعش وجبهة النصرة وغيرهم من الأفراد والجماعات والمؤسسات والكيانات المرتبطة بداعش أو القاعدة عملياتهم في سورية.
كما أدان أعضاء المجلس الأثر السلبي لأعمالهم وحضورهم وإيديولوجيتهم المتطرفة العنيفة على استقرار سورية وعلى الدول المجاورة لها وعلى المنطقة وكذلك الأثر الإنساني المدمر في السكان المدنيين، مشددين على الحاجة إلى أن تتقيد جميع الدول الأعضاء بشكل كامل بالتزاماتها بموجب القرار 2178 لعام 2014.
وأكد أعضاء مجلس الأمن أن الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره يشكل «واحداً من أخطر التهديدات للسلم والأمن الدوليين»، وشددوا على أن الإرهاب لا يمكن ولا ينبغي أن يرتبط بأي دين أو جنسية أو حضارة.
وبحسب البيان، فإن «أعضاء المجلس يؤكدون ضرورة تقديم مرتكبي ومنظمي وممولي ورعاة هذه الأعمال الإرهابية الشنيعة إلى العدالة ومحاسبة المسؤولين عن هذه الهجمات الإرهابية».
وبيّن أعضاء المجلس، أن «أي أعمال إرهابية هي أعمال إجرامية وغير مسوغة بغضّ النظر عن دوافعها ومكانها وزمانها ومرتكبيها»، وشددوا على «ضرورة قيام جميع الدول بمكافحة الأعمال الإرهابية التي تهدد السلم والأمن الدوليين بكل الوسائل وفقاً لميثاق الأمم المتحدة والالتزامات الأخرى بموجب القوانين الدولية بما في ذلك قانون حقوق الإنسان الدولي والقانون الدولي للاجئين والقانون الإنساني الدولي».
وأشاروا إلى ضرورة اتخاذ تدابير لمنع وقمع تمويل الإرهاب والمنظمات الإرهابية والإرهابيين وفقاً لقراريه 2199 و2253 للعام 2015.
وأكد أعضاء المجلس «التزامهم القوي بسيادة واستقلال ووحدة أراضي سورية».
بدورها، أدانت وزارة الخارجية الإيرانية بشدة التفجيرات الإرهابية، وأعربت عن عميق مواساتها للحكومة والشعب السوري وخاصة أسر شهداء وجرحى هذه الأعمال الإرهابية.
وأكد المتحدث باسم الوزارة حسين جابري أنصاري، وفق ما نقلت «سانا» أن «الإرهاب والتطرف يشكلان خطراً جاداً على شعوب المنطقة وتهديداً للسلام والأمن العالمي وهذا يتطلب من المجتمع الدولي العمل بواجباته ومسؤولياته القانونية والأخلاقية في التصدي الشامل لهذه الظاهرة البغيضة واللاإنسانية».
كما أكدت وزارة خارجية كورية الديمقراطية أن التفجيرات الإرهابية «تشكل نتاجاً لمؤامرات دنيئة للإرهابيين والقوى الداعمة لهم، مشددة على تضامن بيونغ يانغ مع النضال العادل للشعب والحكومة في سورية في مواجهة الإرهاب».
ونقلت «سانا» عن وكالة الأنباء الكورية الديمقراطية، تصريحات لمتحدث باسم الوزارة قال فيها: «نجدد دعمنا الكامل وتضامننا مع النضال العادل للحكومة والشعب في الجمهورية العربية السورية لإحباط الأنشطة العدائية والتحدي الذي تشكله القوى المعادية لها ولتحقيق الأمن والاستقرار والحفاظ على سلامة ووحدة أراضي سورية».
وأضاف المتحدث: «إن هذه الأعمال الإرهابية تشكل نتاجاً لمؤامرات دنيئة للإرهابيين والقوى التي تقف خلفهم لإعاقة عملية التسوية للأزمة في سورية وخلق صعوبات في طريق نضال الجيش والشعب السوري في الدفاع عن سيادة ووحدة وأمن بلادهم».
وأكد موقف كوريا الديمقراطية الثابت والرافض لجميع أشكال الإرهاب.
كما أدانت وزارة الخارجية العراقية بشدة التفجيرات، وأكدت وقوف العراق إلى جانب الشعب السوري. ولفتت الوزارة في بيان نقلته «سانا» إلى أن «مثل هذه التفجيرات الإرهابية في سورية أو العراق وعدد من دول المنطقة يثبت مرة أخرى مدى شناعة ووحشية الفكر الذي ينتهجه إرهابيو تنظيم داعش ويؤكد ضرورة القيام بالمزيد من التنسيق والتعاون الدوليين للقضاء عليه واقتلاع جذوره».
من جهته أدان الحزب الشيوعي السلوفاكي التفجيرات الإرهابية، وأعرب عن تضامنه مع سورية في تصديها للإرهاب والفكر التكفيري الهدام الذي يهدد البشرية وأجيال المستقبل في جميع أنحاء العالم.
وأوضح رئيس الحزب جوزيف هردليشكا، في تصريح نقلته «سانا»، أن «هذه التفجيرات التي تمثل عملاً همجياً وإجرامياً بحق الأبرياء جاءت تنفيذاً لأجندة خارجية تهدف إلى النيل من الدولة السورية وزعزعة الاستقرار والأمن الإقليمي والدولي».
وشدد هردليشكا، على أن «الدول التي تقف وراء هؤلاء الإرهابيين والتكفيريين تتحمل المسؤولية الكاملة عن المأساة في سورية»، وأعرب عن ثقته بأن إيجاد حل للأزمة في سورية «يكون من خلال الحوار بين السوريين أنفسهم».
بدورها، أدانت منظمة الصحة العالمية التفجيرات، واعتبرت في بيان لها نقلته «سانا»، أن «استهداف المشفى انتهاك للقانون الدولي ونكسة خطرة للمجتمعات المحلية المتضررة وتحد إضافي أمام الأعمال الإنسانية في سورية».
ودعت المنظمة إلى احترام سلامة العاملين الصحيين والمرافق الصحية واحترام حيادهم والتقيد بالقانون الإنساني الدولي واتخاذ جميع التدابير الوقائية الضرورية.
من جانبها، أدانت هيئة أركان جيش التحرير الفلسطيني التفجيرات الإرهابية، واستنكرت «الصمت العربي المخزي إزاء مثل هذه المجازر ومرتكبيها».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن