عربي ودولي

تركيا تربط مجدداً بين الاتفاق حول الهجرة وإعفاء مواطنيها من تأشيرات الدخول إلى أوروبا

حذّرت تركيا من أنها ستتخلى عن الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي حول خفض تدفق المهاجرين في حال عدم إعفاء مواطنيها من تأشيرات الدخول إلى دول منطقة شنغن. وبينما يتزايد التوتر بين الأوروبيين وتركيا حول هذه المسألة، اعتبر وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو أنه سيكون من «المستحيل» لأنقرة أن تعدل قوانينها حول مكافحة الإرهاب بموجب مطالب الأوروبيين مقابل إعفاء الأتراك من تأشيرات الدخول.
وقال جاوش أوغلو لمجموعة صغيرة من الصحفيين: «قلنا لهم نحن لا نهدد. لكن هناك واقعا. أبرمنا اتفاقين مرتبطين ببعضهما البعض»، وأضاف: إن أنقرة يمكنها إذا اقتضى الأمر، اتخاذ إجراءات «إدارية» لعرقلة الاتفاق حول المهاجرين.
ويصر قادة الاتحاد الأوروبي على أن تستوفي تركيا 72 معياراً قبل أن يتم إعفاء مواطنيها من التأشيرات، كما يطالبون بتعديل قوانين مكافحة الإرهاب.
وقال جاوش أوغلو: «عن أي تعريف يتحدثون؟ في أوروبا، لدى كل بلد تعريف مختلف عن الإرهاب»، مشيراً إلى أن فرنسا اتخذت إجراءات صارمة بعد اعتداءات كانون الثاني وتشرين الثاني 2015.
وأضاف: إن تركيا تكافح عدداً من المنظمات «الإرهابية» بينها تنظيم «داعش» وحزب العمال الكردستاني، حسب تعبيره. وقال «في هذه الظروف من المستحيل تعديل القوانين المتعلقة بالإرهاب».
ورغم التوتر الحالي، قال وزير الخارجية التركي: إن الجهود الدبلوماسية ستتكثف في الأسابيع المقبلة لحل مسألة تأشيرات الدخول، وأوضح أن محادثات على مستوى الخبراء بين تركيا والاتحاد الأوروبي ستجري في الأيام المقبلة ويمكن أن تتبعها قمة تضم أردوغان والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ومسؤولين أوروبيين كباراً.
وقال: «سنضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق ونجعله جاهزاً قبل اجتماع مجلس الاتحاد الأوروبي في 7-8 تموز. لدينا التصميم على ذلك»، وأضاف الوزير التركي إن الاتفاق الذي ينص على إعادة مهاجرين إلى تركيا بعد وصولهم إلى الجزر اليونانية، يسير «بشكل ناجح».
وأشار إلى أن تركيا استقبلت حتى الآن أكثر من 400 مهاجر بموجب الاتفاق وأن 130 سورية من مخيمات تركية أعيد توطينهن في دول الاتحاد الأوروبي، وأضاف: «لقد التزمنا بوعدنا».
وتزايد القلق الأوروبي حول مصير الاتفاق بعد الاستقالة المفاجئة لرئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو الذي أجرى مفاوضات حول هذا الاتفاق مع الأوروبيين، في خطوة اعتبرت استبعادا لأردوغان عن هذا الملف.
وقلل جاوش أوغلو من شأن هذا القلق. وقال: إن الاتحاد الأوروبي يجب ألا يستخدم التغيير الحكومي «ذريعة» لعرقلة جهود تركيا المستمرة منذ ثلاثة عقود للانضمام إلى الكتلة، والتي شهدت تباطؤا لعدة أسباب، أحدها القضية القبرصية.
وتساءل داود أوغلو: «ما الداعي للقلق حيال هذه الحكومة الجديدة؟» في إشارة إلى الحكومة التي يترأسها رئيس الوزراء الجديد بن علي يلديريم حليف أردوغان.
واعتبر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي يقوم بحملة من أجل بقاء بلاده في الاتحاد الأوروبي، أن مسألة انضمام تركيا «ليست مطروحة» بشكل ملح.
وقال الوزير التركي «هذا ليس رأي رئيس الوزراء كاميرون الفعلي، لأن بريطانيا لطالما دعمتنا»، واصفاً تصريحاته بأنها جزء من حملة محلية للتصدي لدعوات خروج بريطانيا قبل الاستفتاء المقرر في 23 حزيران.
أ ف ب- سانا- وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن