سورية

سخر من حوار «الجزيرة» مع الجولاني واعتبر ذلك «من سخريات القدر»…مناع: من لا يؤمن بالحل السياسي لا مكان له في مؤتمر القاهرة ودول بالمنطقة «معروفة بالاسم» تدعم الإرهاب

وكالات: 

اعتبر رئيس تيار «قمح» المعارض هيثم مناع، أنه «لا يوجد حل عسكري بسورية وإنما يوجد فقط دمار عسكري»، مؤكداً أن مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية الذي سيعقد في الثامن من الشهر الجاري، سيشكل بوابة حل سياسي لأنه لا يعتمد على تمويل من أحد وإنما تمويل سوري، وغياب تام لأي إرادة خارجية وهذا ما قبلته مصر.
ورفض مناع النبرة التشاؤمية حوله المؤتمر الذي سيعقد تحت عنوان «المؤتمر الوطني للمعارضة من أجل حل سياسي في سورية» وبمشاركة 230 معارضاً من مختلف المشارب ويمثلون ما يناهز 35 حزباً معارضاً. وقال في تصريح نقلته وكالة «أ. ف. ب» للأنباء: إن «تنظيمات مثل داعش والنصرة تعيش وتزدهر لغياب الأمل في الحل السياسي: السوريون يائسون من غياب طرف يستطيع تخليصهم من تلك التنظيمات الإرهابية ولذا اختاروا النزوح من وطنهم.. والآن أكثر من 40% من الشعب لاجئ بدول الجوار.. ولو كان السوريون يرغبون في داعش والنصرة لما هربوا منهما».
وتابع: «نحن على يقين بأن الجيش السوري غير قادر بمفرده على كسب المعركة مع الإرهاب وكذلك الحال بالنسبة للفئات المقاتلة المعتدلة، ولكن كلاهما معا ومع وجود حاضنة شعبية مؤيدة للحل السياسي سيكونون قادرين على حسم معركة الخلاص من الإرهاب والديكتاتورية في وقت واحد».
وأوضح «وفق بيان جنيف يتم التفاوض بين المعارضة وممثلين عن الحكومة بمشاركة ممثلين للمجتمع المدني تحت إشراف الأمم المتحدة للتباحث في وضع هيئة حكم انتقالي تكون ممثلة بأكبر قدر ممكن لطوائف الشعب السوري سواء كانوا مدنيين أو عسكريين.. ويتوافق ذلك مع إصدار مجلس الأمن والمجتمع الدولي قرارات بمحاربة ومعاقبة كل من يدعم ويمول الإرهاب بسورية وكذلك من يسهل وصول الإرهابيين إليها».
وأضاف: «لا نتوهم بالطبع أن كل هذا سيتحقق بمؤتمر القاهرة، وإنما نقول إن إعادة مسار جنيف ودعمه بقرارات إلزامية من مجلس الأمن تنفذ بأجندة زمنية بتجريم ومعاقبة من يساند الإرهاب بسورية هو الخطوة الأولى على الطريق الصحيح».
وقال: «هناك دول معروفة بالاسم بالمنطقة لا تريد الحل السياسي لكونها تدعم الإرهاب بسورية، بل تسهل دخول الإرهابيين.. وهي الآن تعارض بشدة عقد مؤتمرنا وتهاجمه لخشيتها من كل خطوة نحو حل سياسي يعارض مصالحها ويعرض مسؤوليها للمحاسبة».
وتابع: «للأسف أصبحنا ملعبا لتصفية الخلافات الإقليمية.. هذا يريد أن يصفي حسابه مع إيران والآخر مع السعودية والدم السوري هو الضحية، وصار السوريون متهمين بالإرهاب في حين نحو نصف من يقاتلون في صفوف داعش والنصرة أجانب». وشدد بالقول: «يمكن للسوريين في ظل حكم انتقالي عادل مدعوم بقرارات دولية ملزمة أن يهزموا الجولاني والبغدادي وأمثالهما مهما كبرت شوكتهم وشوكة داعميهم».
وسخر مناع من تصريحات زعيم جبهة النصرة أبو محمد الجولاني في حواره مع قناة «الجزيرة» القطرية، وقال:”من مآسي القدر أن يصبح الجولاني منظراً ومفكراً، ومن مآسي القدر أيضاً أن يذهب صحفي لمقابلته.. ذلك الفاشل دراسيا الذي جاء بأموال (زعيم داعش أبو بكر) البغدادي ثم خرج عليه ويعيش على الارتزاق بات مفكرا.. بل ويطالب المسيحيين والعلويين والإسماعيليين بالعودة للإسلام لكي يأمنوا على حياتهم».
وفيما يتعلق بطبيعة المشاركين بالمؤتمر قال مناع:”كل شخص لا يؤمن بالحل السياسي ويتصور حاله مجاهدا وأنه منتصر لا محالة لا علاقة له بالمؤتمر.. وكل من يقف في وجه العملية السياسية هو خارج عن الشرعية بالنسبة لنا».
وأضاف: «المؤتمر يشارك به 35 حزباً من معارضة الداخل والخارج.. ولن يتم توجيه الدعوة لأي شخص له علاقة بمؤسسات النظام السوري، كما لم تتم دعوة أي مجموعة تتحالف مع كيان إرهابي كجماعة الإخوان المسلمين التي أعلنت أنها في تحالف مع النصرة».
وشدد: «نحن نريد تشكيل وفد من المعارضة يتمتع بالكفاءة والمصداقية والنزاهة والاحترام الاجتماعي والولاء لسورية أولا وأخيراً.. أما مرحلة التفاوض مع النظام بالمستقبل فستكون تحت إشراف الأمم المتحدة».
وفي رده على تساؤل حول إذا كان القائمون على مؤتمر القاهرة سيقبلون باستمرار الرئيس بشار الأسد على رأس السلطة خلال المرحلة الانتقالية، أجاب:”نحن لدينا خارطة طريق مذكور بها أن تصوراتنا للحل السياسي تنطلق من إدراكنا لاستحالة نجاح الخيار العسكري واستدامته واستمرار منظومة الحكم التي لا مكان لها بالمستقبل».
ومن المرتقب أن تصل شخصيات المعارضة السورية وممثلو التيارات والقوى المعارضة إلى القاهرة في السابع من الشهر الجاري، على أن تستمر أعمال المؤتمر يومين، ويغادر المجتمعون القاهرة في العاشر منه.
ويأمل القائمون على المؤتمر أن يستطيع حضور مؤتمر القاهرة التوافق على برنامج الحل السياسي للأزمة السورية، وينفون نيّة خلق إطار سياسي جديد للمعارضة، أو إيجاد بديل عن أي تيار معارض، أو قيادة جديدة، إنما خلق قوة مساعدة لكل هؤلاء، ويؤكدون على أن جدول الأعمال المرسوم ومحتويات وثائق المؤتمر كلها أمور تؤكد ذلك.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن