تجاري السويداء اشترى في ثلاثة أيام مليون دولار
| عبير صيموعة
بعد تراجع سعر صرف الأخضر بدأت سياسة شد الأحزمة لدى جميع الفعاليات والجهات الرقابية المعنية تزامنا مع قدوم شهر رمضان المبارك وما زال المواطن بحالة من الدهشة ينتظر ما سيؤول إليه الوضع ويترقب بحذر أسعار المواد الغذائية وما سيطرأ عليها من انخفاضات وهل ستكون تلك الإجراءات حاسمة بالقدر الذي يتوقعه المواطن أم سيبقى لتجار الجملة في السويداء وأصحاب المستودعات كلمتهم الأولى والأخيرة من جهة التحكم بالأسواق والتلاعب بقوت المواطنين وخاصة بعد أن شهد ارتفاع الدولار أمام الليرة خلال الأسابيع الماضية تلاعبا في الأسعار واحتكاراً بالمواد، الأمر الذي أفرغ الجيوب وزاد من حدة النقمة على الوضع الاقتصادي المتردي، وبالتواصل مع أحد أصحاب مستودعات المواد الغذائية في السويداء أكد أن الانخفاض لامس بعض السلع الغذائية وبنسب طفيفة حيث بلغ الانخفاض في أسعار السكر 10% ومواد التنظيف 8% والزيوت 5% وو.. الخ، إلا أن هذه النسب في الانخفاض ما زالت خجولة أمام الارتفاعات الأخيرة التي أصابت جميع المواد بعد جنون الدولار الأخير.
أما مؤسسات التدخل الإيجابي، وبعد تصريح رؤساء الفروع في المؤسسة الاستهلاكية والخزن والتسويق وسندس بأن قرار التخفيض يعود إلى الإدارات العامة في دمشق، فإن جولة صغيرة لـ«الوطن» على صالات الفروع في المدينة كانت كافية لتؤكد أن الإجراءات المتخذة أسفرت عن انخفاض حقيقي للأسعار خاصة مواد السكر والشاي والسمنة والزيت النباتي وهي متوافرة لدى المؤسسات وبأسعار منافسة وذلك بعد أن سجلت ارتفاعات في أسعارها سابقاً علما أن أسعار الألبان والأجبان ما زالت من دون ضبط أو كبح.
ولعل المستهجن على ساحة المحافظة ما شهده فرع المصرف التجاري السوري من إقبال شديد لبيع الدولار وشراء الليرة السورية حيث انتعشت الثقة بها، بينما أصيب المتلاعبون بسوق الصرف وتجار الأزمة بالصدمة حيث أشار أحد موظفي المصرف (فضل عدم ذكر اسمه) إلى أنه خلال ثلاثة أيام فقط قام المصرف بشراء ما يزيد على مليون دولار من المواطنين بعد أن سجل سعر الصرف في الفرع أعلى من السوق السوداء في المحافظة.
ليبقى سؤال المواطن الأكثر إلحاحاً: هل سيواصل سعر الدولار انخفاضه أم سيعود كالعاصفة ليسجل ارتفاعات جديدة يربك معها الجميع ويمعن في إفقار المواطن وخاصة أن الإجراءات الأخيرة للفريق الاقتصادي أثبتت فشلها وعجزها عن تأمين الاستقرار في أبسط احتياجات المواطن الأساسية.