الأولى

داعش يفك الحصار عن مارع مقابل صفقة الرقة

| حلب – الوطن

استجابت واشنطن لرغبة أنقرة بوقف زحف «قوات سورية الديمقراطية»، ذات الأغلبية الكردية، باتجاه مدينة الرقة من ريفها الشمالي، وتحويل وجهتها إلى منبج، مقابل إيعاز الأخيرة لتنظيم داعش الإرهابي بمنع تهديد مدينة إعزاز الحدودية شمال حلب وفك الحصار عن بلدة مارع أمس.
مصدر معارض مقرب من تجمع «فاستقم كما أمرت» أفاد لـ«الوطن»، بأن داعش انسحب فجأة من قرى كلجبرين وكفركلبين وصندف، الواقعة على الطريق الذي يصل مارع بإعزاز فالحدود التركية والتي سيطر عليها في 27 الشهر الفائت، الأمر الذي سمح بفك الحصار عنها ومن دون قتال سوى غارات لـ«التحالف الدولي» على محيط هذه القرى للإيهام بأنه ساعد المجموعات المسلحة داخل مارع بطرد التنظيم من طريق إمدادها الوحيد مع تركيا.
وأوضح المصدر بأن المجموعات المسلحة داخل مارع استبقت العملية بتوحيد صفوفها تحت راية «لواء المعتصم» بغية توحيد جهودها العسكرية بقتال داعش الذي انسحب من القرى الواقعة على الطريق الرئيسي الذي يربطها مع إعزاز قبل بدء أي عمل عسكري ضده سوى تنفيذ طلعات استطلاع لسلاح الجو في «التحالف الدولي»، لكن تلك الفصائل أصدرت بياناً ادعت فيه بأنها نفذت هجوماً ضد داعش أرغمه على التقهقر وفك الحصار عن مارع.
وأشارت مصادر معارضة مقربة من «الجبهة الشامية»، أكبر تشكيل عسكري في ريف حلب الشمالي، لـ«الوطن» إلى نجاح المساعي التي بذلتها الحكومة التركية لدى الإدارة الأميركية بمنع سقوط مارع، ذات البعد الرمزي، لكونها معقل ميليشيا «لواء التوحيد» الإخواني بيد داعش والحؤول دون تهديد إعزاز المعقل الأخير لميليشيات المعارضة شمال حلب وتضم بوابة السلامة الحدودية المعبر الوحيد لدعمهم اللوجستي، وذلك في مقابل توسط واشنطن لدى «الديمقراطية» و«وحدات حماية الشعب» الكردية فيها بوقف هجماتهم نحو الرقة عاصمة التنظيم من عين عيسى، وهو ما توقعته «الوطن» في عدد سابق بعد حصار مارع.
ودلت المعطيات الميدانية في الأيام الأخيرة بأن هدف عمليات «سورية الديمقراطية» تبدل جذرياً بعبوره ضفة نهر الفرات من الشرق للغرب، وكان ذلك خطاً أحمر لتركيا فيما سبق، والإغارة على منبج التي تضم أعداداً كبيرة من التركمان السوريين، لطرد داعش منها في وقت جمدت «القوات» عمليتها العسكرية التي كانت تستهدفه في الرقة أهم معقل له.
وكان داعش خلط أوراق واشنطن الميدانية عندما أوعزت لـ«الديمقراطية» بمهاجمة الرقة، بالضغط على حليفتها أنقرة ومحاصرة مارع وشن هجمات على إعزاز مشترطاً وقف عملية الرقة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن