الأخبار البارزةشؤون محلية

ميتم سيد قريش أسرة دمشقية كبيرة … 200 يتيم يتلقون الرعاية المتميزة

| محمود الصالح

لا تزال الأيادي البيضاء تؤدي دورها الإنساني والاجتماعي في بلادنا في مختلف جوانب الحياة من جمعيات خيرية ومقرات لرعاية الأيتام ومطابخ لإطعام المهجرين ومشاف خيرية لمعالجة الفقراء. مؤسسات تعمل وفق رؤى معينة وبجهود كثير منها تطوعية.
«الوطن» رصدت اليوم واقع العمل في إحدى المؤسسات الخيرية في دمشق. إنه ميتم سيد قريش الخيري هذه المؤسسة الإنسانية العريقة في تاريخها ومنجزاتها حيث تأسس الميتم عام 1880 وتوقف بعد عامين من تأسيسه حتى عام 1963 حيث عاد إلى نشاطه من جديد بجهود الأيدي الخيرة من أبناء دمشق وغيرها من المحافظات. يعتبر ميتم سيد قريش من أهم مراكز إيواء ورعاية الأيتام في سورية وهو بيت كبير يضم أسرة يتجاوز عددها 200 شخص وفي بعض السنوات وصل العدد إلى 240 شخصاً. يعيش الجميع في الميتم طلابا ومشرفين وإدارة حياة أسرية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، هذا ما أكدته السيدة هيفاء خليل مديرة الميتم خلال زيارة «الوطن» إلى هذا الميتم في منطقة المزة فيلات غربية بالقرب من برج تاله. عن نظام هذا الميتم قال خليل: يتم قبول الأطفال في الميتم ممن هم في الصف السابع وما فوق وحتى انتهاء التحصيل العلمي للطالب ولا يقبل في الميتم إلا من يتابعون دراستهم من الأيتام أو من هم بحكم الأيتام واليتيم هو من فقد أحد والديه أو كليهما أما من هم بمنزلة اليتيم فهو من فقد والده أو سجن بحكم نهائي أو أن الوالد مريض مرضا يجعله غير قادر على إعالة أسرته. الطفل والشاب في الميتم غير مسؤولين عن أي شيء حيث نوفر لهما المنامة والطعام واللباس بكل أنواعه العادي والمدرسي والرياضي والطبابة وكل ما يحتاجه الطفل أو الشاب لأن هذا الميتم عبارة عن بيت كبير يوفر لأبنائه كل ما يحتاجون إليه حتى إننا نوفر للطلاب في الجامعة كل ما يحتاجونه وهناك البعض من الطلاب المسجلين في جامعات خاصة ندفع لهم قسط الجامعة، وبالتأكيد الميتم يقدم الدفاتر والأقلام وكل ما يحتاجه الطالب في حياته الدراسية والخاصة.
حتى إننا نقدم للطلاب أجرة الطريق بشكل أسبوعي عندما يسافرون إلى أهلهم وكذلك نعطيهم مصروف جيب، مبلغ ألف ليرة سورية أسبوعيا. وعن حياة الطلاب في الميتم بينت خليل أن هناك برنامجاً يومياً يبدأ من الصباح بتناول الإفطار في المطعم والتوجه إلى مدارسهم برفقة المشرفين لكل مجموعة والمدارس قريبة من مكان الميتم، وعند عودتهم من المدرسة يكون المشرف بانتظار مجموعته وبعد استراحة قصيرة يتم تناول الغداء ومن ثم قضاء قيلولة وبعدها هناك فترة دراسة ضمن قاعات في كل قاعة 12 طالباً بحضور المشرف المناوب ويتم الاطلاع على دروسهم ومساعدتهم في أداء واجباتهم الدراسية، حيث يقوم المشرف بدور الأب بالنسبة للطالب من خلال مناقشته وتفهم مشاكله وحلها إن وجدت والتواصل مع المدرسة بشكل يومي للوقوف على حياة الطالب الدراسية، وجميع العاملين في الميتم هم من أصحاب الشهادات الجامعية والتخصصات الاجتماعية المطلوبة.
وبينت الخليل أن الميتم يستوعب 240 طالباً من مختلف الأعمار ولكن لم نصل إلى هذا الرقم إلا في عام 2005 وفي العام الماضي كان العدد 170 طالباً وعن النفقات التي يتكبدها الميتم سنويا أوضحت الخليل أنه في عام 2014 بلغت النفقات بحدود 40 مليوناً وكان عدد الطلاب حينها 203 طلاب وبذلك تكون تكلفة الطالب على الميتم ما يقارب 200 ألف ليرة سنوياً والآن وبعد الارتفاع الكبير في الأسعار بالتأكيد زادت كلفة الطالب كثيرا. وعن إيرادات الميتم أوضحت الخليل أن الميتم يملك عقارات مؤجرة وهناك تبرعات من رجال الأعمال وأهل الخير وهناك إمكانية لكفالة الأيتام لدينا لمن يرغب حيث نقبل كفالة اليتيم بمبلغ 12 ألفاً كفالة كاملة و8 آلاف ليرة كفالة دراسية فقط. وتمنت الخليل على الأيادي الخيرة في البلد المساهمة في توفير المواد العينية سواء الغذاء أو اللباس للطلاب في هذا الميتم. وختمت قائلة نحن نعيش هنا كأسرة كبيرة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى وحتى بعد انتهاء حياة الطالب من الميتم وشقه لطريقه بعمل جديد أو زواج لا ينسى الميتم ويتردد الكثير من أبناء الميتم إليه، وهناك من أبناء هذا الميتم الأطباء والمهندسون وأحدهم الآن حائز دكتوراه في اللغة العربية وهم فخر لنا جميعاً لأننا نعتبرهم بمنزلة أبناء لنا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن