عربي ودولي

الناتو سيدرب ضباطاً في العراق … القوات العراقية تستعيد مناطق من داعش وتقضي على عشرات الإرهابيين

وافق وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي أمس من حيث المبدأ على تدريب ضباط عراقيين في بلادهم لكن الولايات المتحدة اعتبرت أن على الحلف أن يقوم بالمزيد لإلحاق الهزيمة بتنظيم داعش بشكل أسرع.
وأوصى الوزراء أمس بأن يبدأ الحلف تدريب ضباط في الجيش العراقي داخل بلادهم من خلال تمديد بعثة تدريب مركزه في الأردن.
وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ: إن «الهدف هو إعطاء الموافقة في قمة وارسو» حين يجتمع قادة دول وحكومات الأعضاء الثمانية والعشرين في الحلف في 8 و9 تموز.
لكن رغم إصرار الولايات المتحدة يماطل أعضاء الحلف حول مسالة استخدام طائرات الاستطلاع المزودة نظام «آواكس» التابعة للأطلسي لدعم عمليات التحالف في سورية والعراق بعد أن وعدت في أيار «بدراسة إمكانية» تحليق هذه الطائرات فوق تركيا والبحر المتوسط لتشكل ما يشبه قوسا حول العراق وسورية وليبيا خصوصاً.
وطائرات «آواكس» مزودة بنظام رادار متطور ومفيد جداً في إطار الغارات الجوية.
لكن وبدلاً من إعطاء الضوء الأخضر، طلب الوزراء من السلطات العسكرية «تقديم المشورة» مؤجلين اتخاذ قرار إلى قمة وارسو.
وحاول وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر مداراة خيبة أمله معرباً عن أمله بأن يتم بحث القرارين في تموز وقال: إنه يرى «فرصاً أكبر» لانخراط الحلف في عمليات التحالف الدولي.
وأضاف قبل مغادرة الاجتماع: «ثمنت ما يدور النقاش حوله ولكن أعتقد أن الحلف الأطلسي يمكن أن يفعل المزيد لتسريع هزيمة تنظيم داعش».
ويدرب الحلف الأطلسي ضباطاً عراقيين في مجال الطب العسكري ونزع الألغام والعبوات الناسفة والتخطيط العسكري لكن انطلاقاً من إحدى القواعد في الأردن. وبحلول نهاية 2016 «سيستفيد المئات من الضباط العراقيين» من برامج التدريب هذه بحسب وكالة «فرانس برس».
ميدانياً استعادت القوات العراقية السيطرة على منطقتين وناظمين اروائيين في محافظتي نينوى والأنبار وقضت على العشرات من مسلحي تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية عن خلية الإعلام الحربي قولها في بيان: إن «القوات العراقية استعادت السيطرة على سدة وناظم الهيتاويين الواقع على مشروع الثرثار باتجاه نهر الفرات جنوب شرق الفلوجة وحررت قرى الزعانثة والذيبان والعطر وسيطرت على جسر عباس جميل من تنظيم داعش الإرهابي».
وذكرت الخلية أن القوات العراقية ألقت القبض على 500 من مسلحي التنظيم حاولوا التسلل مع العوائل النازحة من الفلوجة.
إلى ذلك قال مصدر في خلية الإعلام الحربي: «إن قوات عراقية مشتركة تمكنت من استعادة السيطرة على منطقة النصر في ناحية القيارة جنوب مدينة الموصل ومنطقة الجفة في مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار بعد معارك مع تنظيم داعش أسفرت عن مقتل عشرات الإرهابيين وتدمير العديد من السيارات المسلحة والمفخخة».
وأشار المصدر إلى أن القوات العراقية تمكنت من قتل أربعة مسلحين من تنظيم داعش ضمن عمليات التحرير للمحور الجنوبي لمدينة الفلوجة وتدمير مقر للإرهابيين وتفجير سيارة مفخخة.
إلى ذلك يعاني سكان الفلوجة حصاراً خانقاً وسط استمرار المعارك منذ ثلاثة أسابيع بين القوات العراقية وتنظيم داعش الذي يحتجز المدنيين رهائن خلال دفاعه عن معقله، ما يرغم عشرات الآف من السكان على الفرار من منازلهم.
وقد تمكنت القوات الأمنية من السيطرة على مواقع مهمة في الأحياء الجنوبية من الفلوجة خلال أول أسبوعين من المعارك، وتقاتل حالياً للسيطرة على منطقة جبيل، في جنوب المدينة، وفقا لمصادر أمنية.
وأكد ضابط برتبة عقيد في شرطة الأنبار أن «قوات مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية وشرطة الأنبار تواصل عملية تحرير منطقة جبيل وسط مقاومة عنيفة لتنظيم داعش».
ويسير تقدم القوات العراقية بشكل بطيء نظراً للرمز الذي تمثله الفلوجة بالنسبة لداعش، لكنها تواصل فرض حصار مشدد لن يترك للمتطرفين من خيار سوى القتال حتى الموت.
كما يؤدى استخدام المدنيين دروعا بشرية من قبل الإرهابيين إلى عرقلة تقدم القوات نحو أهدافها.
وتمكن ما لا يقل عن 43 ألف شخصاً من النزوح إلى خارج المدينة منذ انطلاق العمليات قبل ثلاثة أسابيع، وفقا للمنظمة الدولية للهجرة.
لكن أغلبيتهم فرت من مناطق تقع على أطراف الفلوجة، بينما لا يزال سكان مركز الفلوجة يواجهون مصاعب كبيرة للهرب.
ومحاولات الهرب شديدة الخطورة نظرا للعبوات الناسفة على الطرق وقيام المسلحين بإطلاق النار وقتل عشرات المدنيين خلال الأيام الماضية.
وقرر الجيش العراقي الأسبوع الماضي فتح ممر لمساعدة المدنيين على الخروج.
وساعد هذا الأمر الآلاف على الفرار لكن ما زالت هناك صعوبة للوصول إليه انطلاقا من بعض أحياء المدينة إضافة إلى المخاطر الناجمة عن ذلك.
وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن