عربي ودولي

بعد مقتل شرطي وصديقته في باريس … هولاند يهدد بمنع التظاهرات وفرنسا تعيش أجواء حزن

بعد يومين على مقتل شرطي وصديقته بأيدي إرهابي قرب باريس، تسود أجواء الحزن والقلق في فرنسا تزامنا مع استمرار مباريات كأس أوروبا 2016، في وقت أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس أن التظاهرات قد تمنع في فرنسا في الأيام المقبلة في حال عدم «ضمان» حماية «الممتلكات والأشخاص»، وفق ما نقل عنه المتحدث باسم الحكومة ستيفان لو فول. وشارك الرئيس فرنسوا هولاند ظهر أمس في دقيقة صمت في وزارة الداخلية تكريما للضحيتين اللذين قتلا في منزلهما مساء الإثنين في منطقة باريس بيد العروسي عبالة (25 عاما) الذي أعلن مبايعته لتنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية. وشاركت كل دوائر الشرطة في البلاد في دقيقة صمت وكذلك في المدينة التي شهدت الهجوم على بعد 60 كلم غرب باريس.
وأثار الهجوم الجديد انتقادات فورية من المعارضة اليمينية دفعت رئيس الوزراء مانويل فالس إلى الدفاع عن قرارات السلطات الفرنسية.
ورفض فالس اتهام أجهزة الاستخبارات ومكافحة الإرهاب بـ«عدم التيقظ» و«الإهمال» في مراقبة العروسي عبالة المعروف بتطرفه الذي أدين في 2013 لمشاركته في شبكة إرهابية. وتوقع فالس تعرض فرنسا لهجمات جديدة قائلاً: «سيموت أبرياء آخرون. إنه أمر يصعب قوله لكن للأسف هذا هو الواقع».
وبعد سبعة أشهر من اعتداءات 13 تشرين الثاني في باريس، وهي الأكثر دموية في فرنسا (130 قتيلاً)، فإن عملية القتل المزدوجة الإثنين جاءت بعد مجزرة في ملهي ليلي للمثليين في اورلاندو في الولايات المتحدة أسفرت الأحد عن مقتل 49 شخصا.
وبعد الاعتداء الأخير في فرنسا واعتداء اورلاندو الذي تبناه أيضاً تنظيم داعش، اتفق هولاند ونظيره الأميركي باراك أوباما في اتصال هاتفي مساء الثلاثاء على «تعزيز التعاون» بين الأجهزة الأميركية والفرنسية في مواجهة التهديدات الإرهابية «في تطور مستمر»، بحسب الرئاسة الفرنسية.
وأكد هولاند أن درجة التيقظ «رفعت إلى مستواها الأقصى» بسبب مخاوف من وقوع اعتداءات خلال كأس أوروبا 2016 الذي يستمر حتى العاشر من تموز.
وفي تسجيل فيديو قال العروسي عبالة قبل أن يقتل بأيدي الشرطة، «سنجعل من كأس أوروبا مقبرة».
وتوعد عبالة في التسجيل الذي نشره على فيسبوك من منزل ضحيتيه بحسب وكالة فرانس برس «نعد لكم مفاجآت أخرى لكاس أوروبا. لن أقول أكثر من ذلك. سنجعل من كأس أوروبا مقبرة»، ودعا إلى «قتل شرطيين وصحفيين وحراس السجون ومغني الراب».
وقام عبالة بقتل الشرطي جان باتيست سالفين (42 عاماً) مساعد قائد شرطة إيفلين ثم احتجز صديقته جيسيكا شنايدر (36 عاماً) التي تعمل موظفة إدارية في المخفر المجاور قبل أن يذبحهما أمام طفلهما البالغ ثلاث سنوات ونصف سنة والذي عثرت عليه السلطات «في حالة صدمة» وتم نقله إلى المستشفى.
وأوقفت السلطات ثلاثة مشتبه بهم في الـ27 والـ29 والـ44 من العمر، اثنان منهم كان حكم عليهما مع عبالة في العام 2013 في قضية خلية باكستان وأحدهما توجه إلى باكستان في كانون الثاني 2011 قبل أن يتم توقيفه بعدها بثلاثة أشهر ويبعد إلى فرنسا.
ومنذ مطلع العام 2016 ركزت الشرطة على علاقة محتملة له بخلية تجند الشبان للقتال في صفوف التنظيمات الإرهابية في سورية.
وصعدت المعارضة لهجتها وطالبت بوضع الأفراد المتشددين غير المدانين في مراكز اعتقال لكن فالس رفض هذا الطلب مؤكداً عدم وجود أي «إهمال».
وفي غضون ما تشهده فرنسا من توترات أعلن الرئيس الفرنسي أمس أن التظاهرات قد تمنع داخل فرنسا في الأيام المقبلة في حال عدم «ضمان» حماية «الممتلكات والأشخاص»، وفق ما نقل عنه المتحدث باسم الحكومة ستيفان لو فول. ونقل لو فول عن هولاند قوله خلال اجتماع مجلس الوزراء «في وقت تستقبل فرنسا كأس أوروبا (لكرة القدم) وتواجه الإرهاب، قد لا يتم السماح بالتظاهر إذا لم يتم ضمان شروط حماية الممتلكات والأشخاص». وأضاف الرئيس الفرنسي «إذا لم تتوافر الشروط لحماية الممتلكات الخاصة أو العامة، وهي لم تتوافر حتى الآن، عندها ستتخذ قرارات عدم السماح بالتظاهرة في كل حالة على حدة».
وجاء كلام هولاند غداة تظاهرة جديدة عنيفة في باريس ضد إصلاح قانون العمل أصيب خلالها أربعون شخصاً واعتقل 44 آخرون. وطاولت أعمال العنف مستشفى نيكير للأطفال.
وأكد رئيس الوزراء الفرنسي خلال زيارة دعم أمس للعاملين في المستشفى أن هذه الأعمال «مرفوضة».
بدوره، قال المدير العام لجهاز المساعدة العامة في باريس مارتان هيرش في رسالة وجهها مساء الأحد إلى طاقم المستشفى «لا شيء يمكنه أن يفسر أو يبرر عملاً عنيفاً ضد مستشفى».
من جهة أخرى، أبدى المتحدث باسم الحكومة أسفه لكون أعمال العنف هذه «لم تستدع أي تنديد من جانب (فيليب) مارتينز»، الأمين العام للكونفدرالية العامة للعمل (سي جي تي) التي تتقدم الحركة الاحتجاجية الاجتماعية منذ نحو ثلاثة أشهر.
وأخذ فالس على النقابة تبنيها موقفا «ملتبسا» حيال مثيري الشغب متوعدا بحظر بعض المسيرات.
أ ف ب

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن