عربي ودولي

انتقادات أميركية و«أممية» وإيرانية بعد إسقاط جنسية الشيخ عيسى قاسم

قوبل قرار البحرين إسقاط جنسية أبرز مرجع «شيعي» فيها الشيخ عيسى قاسم، بانتقادات حادة ولاسيما من طهران التي حذرت من أن الخطوة قد «تشعل» المنطقة، في ظل تشدد متزايد من قبل المنامة بحق المعارضين.
وعبرت الخارجية الأميركية عن قلقها من تجريد البحرين الشيخ عيسى قاسم من جنسيته وأكدت أنها ستتابع هذه القضية. فيما عبر الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه من القرار واعتبر أن ذلك يقلل من فرص قيام حوار وطني. في حين أدانت إيران القرار وأكدت أن مثل هذه الإجراءات تبدد آمال الحوار في البحرين.
وقال جون كيربي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية: إن الولايات المتحدة قلقة من تجريد البحرين الشيخ عيسى قاسم من جنسيته بتهمة إثارة الانقسامات، وأضاف: «نشعر بالقلق من القرار الصادر بحقه»، مشيراً إلى أن بلاده «لا علم لها بأي دليل موثوق يدعم هذا الإجراء».
وأكد كيربي أن قلق بلاده زاد جراء تقارير بأن الشيخ قاسم لم يكن قادراً على الرد على الاتهامات ضده قبل اتخاذ هذا القرار أو الاعتراض عليه من خلال عملية قانونية تتسم بالشفافية، ولفت إلى أن بلاده سوف تواصل متابعة هذه القضية عن كثب، داعياً كل الأطراف إلى ضبط النفس في التعامل مع هذا التطور.
ومن جانبه، عبّر الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه من خطوة السلطات في البحرين، وقال متحدث باسمه إن الأمر قد يقوّض الخطوات الإصلاحية التي وعد بها ملك البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
وأشار المتحدث إلى أن الأمين العام مستاء من التقارير التي وردت عن مضايقة المدافعين عن حقوق الإنسان في البحرين، وعن نزع جنسياتهم جراء ممارستهم حقوقهم في التعبير عن الرأي والتجمع السلمي والتي تقلل من فرص قيام حوار وطني جامع يخدم مصلحة شعب المملكة.
وبدوره أدان قائد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي خامنئي سحب نظام آل خليفة للجنسية من قاسم داعياً المجتمعات الإسلامية إلى عدم السكوت عن هذا الظلم.
وقال خامنئي: إن «إقدام نظام آل خليفة على خطوة خطيرة وبعيدة عن العقل هو في إطار خدمته لأميركا وأياديها وخاصة النظام السعودي».
من جهتها أدانت الخارجية الإيرانية تصعيد الممارسات الأمنية ضد الزعماء الدينيين والوطنيين في البحرين وأكدت أن مثل هذه الإجراءات تبدد الآمال بإصلاح الأمور عن طريق الحوار، ونصحت الخارجية الحكومة البحرينية بإنهاء الإجراءات الخارجة عن القانون وتجنب تدمير جسور التواصل مع الشعب، وعقد حوار وطني جاد لتسوية الأزمة.
وبدوره أكد قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني أن التعرض لحرمة الشيخ قاسم هو خط أحمر لدى الشعب ويشعل النار في البحرين والمنطقة بأسرها.
إلى ذلك قال رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني إنه «على حكام البحرين أخذ العبرة من مصير شاه إيران».
ومن جهته أدان «حزب الله» في لبنان القرار البحريني، واعتبر أن الخطوة «بالغة الخطورة».
ولفت «حزب الله» إلى أن السلطة في البحرين وصلت إلى نهاية الطريق بالتعاطي مع الحراك الشعبي السلمي، داعياً الشعب البحريني إلى «التعبير الحاسم عن غضبه وسخطه».
إلى ذلك طالب رئيس منتدى البحرين لحقوق الإنسان يوسف ربيع المجتمع الدولي بالتدخل قبل ارتكاب سلطات البحرين ما سماه «المجزرة بحق المتظاهرين أمام بيت الشيخ عيسى قاسم».
وأكد ربيع أن سلطات البحرين ألغت إجازات الكوادر الطبية بمستشفى السلمانية تحسباً لدهم المتظاهرين سلمياً على قرار سحب الجنسية من الشيخ عيسى قاسم.
وخلال مسيرة حاشدة في الدراز رفضاً لإسقاط السلطات البحرينية الجنسية عن الشيخ قاسم، وتجمع الأهالي قرب منزله خرج الشيخ عيسى وطلب من المعتصمين فك اعتصامهم الاحتجاجي. وكانت القوات الأمنية البحرينية أقفلت دوار سار لمنع المواطنين من الوصول إلى منزل الشيخ في الدراز.
وأطلقت دعوات للتظاهر أمس الثلاثاء تنديداً بما وصف بـ«الحملة التحريضية السلطوية الشرسة ضده».
يشار إلى أن نظام آل خليفة يواصل استهدافه للرموز الدينية والسياسية في البحرين في إطار محاولاته لمعاقبة البحرينيين على خلفية مطالبهم الإصلاحية حيث قام بتعليق عمل جمعية الوفاق الوطني المعارضة وحل جمعيتي التوعية والرسالة ومصادرة أموالهما إضافة إلى الاستمرار في ممارسة القمع بحق معارضيه.
رويترز – أ ف ب- وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن