رياضة

رباعية أرجنتينية جديرة تضعه في نهائي كوبا أميركا … ميسي الهداف التاريخي لمنتخب الأرجنتين

واصل منتخب الأرجنتين عروضه القوية في نهائيات كوبا أميركا بنسختها الخامسة والأربعين المقامة بشكل استثنائي في الولايات المتحدة الأميركية احتفالاً بمئوية انطلاق البطولة، فبعد الفوز على تشيلي بهدفين لهدف في المباراة الأولى ثم على بنما في الحصة التدريبية بخمسة أهداف نظيفة ثم على بوليفيا بثلاثة أهداف من دون رد، كان الدور على فنزويلا بأربعة أهداف لهدف ضمن الدور ربع النهائي ثم كان الانتصار الكاسح صباح أمس على منتخب الولايات المتحدة في أولى مباراتي نصف النهائي بأربعة أهداف نظيفة في مباراة كان نجمها الأول من دون منازع ليونيل ميسي الذي دخل التاريخ عندما سجل الهدف الثاني بطريقة ترفع لها القبعات واصلاً للهدف الخامس والخمسين الذي ينصبه هدافاً تاريخياً لمنتخب التانغو متجاوزاً غابرييل باتيستوتا صاحب الأربعة والخمسين هدفاً وفق سجلات الفيفا وهو الذي سجل ستة وخمسين هدفاً وفق مصادر أخرى، لكن ذلك لا ينفي أن ليونيل ميسي يتطلع للمزيد من الأهداف كي يصعب المهمة على من يأتي بعده.
ويمكن القول: إن الإبداعات التي يقدمها ليونيل ميسي على الأراضي الأميركية تطارد رونالدو الذي يظهر شبه عاجز في قيادة البرتغال خلال النهائيات الأوروبية إلا إذا كان له رأي مغاير في وقت متأهل مساء أمس بمواجهة المجر.

فوز مستحق
عندما يقول المدرب الألماني كلينزمان مدرب منتخب أميركا إنه لا يخجل من النتيجة الثقيلة التي آلت إليها المباراة فهذا دليل على أن المنتخب الأرجنتيني ركب موج المباراة من البداية وحتى النهاية فكان الفوز المستحق بشهادة كل من شاهد المباراة.
وعندما يقول ميسي نستحق اللقب فهذا يعني أن لاعبي المنتخب الأرجنتيني تكبر ثقتهم مباراة بعد مباراة نحو تحقيق اللقب المنشود الغائب عن خزائن منتخب التانغو منذ عام 1993 في الإكوادور.
وعندما يقول هيغواين نكافح بكل السبل للفوز باللقب القاري فهذا يعني أن الفوز باللقب السبيل الوحيد لإعادة الثقة إلى الجمهور الأرجنتيني الذي يساند منتخبه حتى النخاع ويضيع الحلم هباء منثوراً في اللحظات الأخيرة، غير أن ما شاهدناه خلال المباريات الخمس يوحي أن هناك تركيزاً تاماً نحو تحقيق الحلم وبالتالي الوقوف جنباً إلى جنب مع منتخب الأورغواي بشأن المنتخبات الأكثر فوزاً باللقب برصيد خمسة عشر لقباً.

سيناريو الأهداف
لم يمهل المنتخب الأرجنتيني صاحب الضيافة المنتخب الأميركي في طرق شباكه وحصل ذلك في الدقيقة الثالثة برأسية لافيزي مستثمراً تمريرة ليونيل ميسي الذكية، ثم كان تعميق الفارق في الدقيقة الثانية والثلاثين بركلة حرة مباشرة تكفل بها ميسي وقف حيالها حارس أميركا غوزان عاجزاً كل العجز، وانتهت المباراة بشكل فعلي عند الدقيقة الخمسين التي شهدت ثالث الأهداف عن طريق المهاجم هيغواين المنفرد بالمرمى، وأكد ميسي حضوره عندما مرر بإتقان لغونزالو هيغواين الذي وقع على رابع الأهداف، ليصل منتخب الأرجنتين إلى الهدف الثامن عشر في خمس مباريات بمعدل ثلاثة أهداف ونصف الهدف تقريباً في المباراة الواحدة.
ووصل ميسي بذلك إلى الهدف الخامس منافساً على لقب الهداف لأن الصدارة بحوزة التشيلياني فارغاس الذي لعب منتخبه في مباراة نصف النهائي الثانية بمواجهة كولومبيا فجر اليوم، كما رفع هيغواين رصيده إلى أربعة أهداف.
ومعلوم أن ميسي أحد ثلاثة لاعبين سجلوا الهاترك في هذه البطولة إلى جوار البرازيلي كوتينيو والتشيلياني فارغاس الذي سجل سوبر هاتريك بمرمى المكسيك، وجاء هاتريك ليوني ميسي عندما نزل بديلاً أمام بنما، ليكون ثاني لاعب بتاريخ مسابقة كوبا أميركا يسجل الهاتريك عندما ينزل بديلاً.

وجهة نظر
عندما تكون الصحيفة بين يديكم أعزائي القراء نكون قد عرفنا الطرف الثاني الذي سيخوض نهائي البطولة الخامسة والأربعين، وأياً كانت هوية الطرف الثاني فإن منتخب الأرجنتين يتطلع للتتويج الخامس عشر فجر الإثنين المقبل.
فإذا كان خصمه منتخب كولومبيا فسنكون على موعدٍ مع نهائي خاص يحدث للمرة الأولى، ولم يسبق لكولومبيا أن لعبت النهائي إلا عام 1975 عندما خسرت اللقب لمصلحة البيرو بطريقة الذهاب والإياب، و2001 عندما توجت أمام جماهيرها على حساب المكسيك.
أما إذا كان تشيلي الطرف الثاني فسنكون على موعد مع إعادة لنهائي النسخة الفائتة بسرعة قياسية حيث سبق لتشيلي الفوز قبل عام بركلات الترجيح أمام جماهيره، لكن ما هو مهم أن منتخب الأرجنتين يخوض النهائي الثالث على التوالي بعد نهائي كأس العالم 2014 الذي خسره بهدف أمام ألمانيا، ونهائي النسخة الفائتة للبطولة القارية، علماً أن المنتخبين تقابلا في التصفيات المونديالية على الأراضي التشيليانية وفاز منتخب الأرجنتين، كما تقابلا في أولى مباريات البطولة الحالية وفاز المنتخب الأرجنتيني أيضاً، وكان منتخب الأرجنتين قد تجاوز كولومبيا في ربع نهائي البطولة الفائتة بركلات الترجيح.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن