اقتصاد

دباس: بسبب الهجرة.. الحرفيون أصبحوا قلة

| علي محمود سليمان

حذر رئيس اتحاد الحرفيين في دمشق مروان دباس من انخفاض سريع في أعداد اليد العاملة في المهن والحرف اليدوية ضمن سورية، نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة الناجمة عن الأزمة واستمرار الهجرة بشكل كبير إلى دول أوروبا.
وفي تصريح خاص لـ«الوطن» بينّ دباس أن دعوة الحرفيين للاستكتاب على مقاسم حرفية في مدينة عدرا الصناعية لم تتوقف وقد نقل العديد من الحرفيين ورشهم إلى تلك المقاسم، وخاصة في حرفة الدباغة، ولكنهم يعانون في صعوبات مرتبطة بالبنية التحتية وبشكل رئيسي في تأمين المياه لمنشآتهم الحرفية، مع ارتفاع أسعار صهاريج المياه، حيث وصل سعر صهريج المياه الواحد إلى 12 ألف ليرة سورية ومن المعروف أن أي ورشة دباغة تحتاج لأكثر من صهريج مياه في اليوم الواحد، مضيفاً إن مشاكل الحرفيين الأخرى بات الحديث فيها مكرراً فلم تتغير الحال كثيراً بالنسبة لانقطاع التيار الكهربائي وصعوبات تأمين المحروقات، يضاف إليها البعد في المسافة بالنسبة للحرفيين الذين يسكنون في دمشق وعليهم التوجه يومياً إلى مدينة عدرا الصناعية في ريف دمشق.
وشدد رئيس اتحاد الحرفيين في دمشق على أن الصعوبة الرئيسية التي تواجه قطاع الحرفيين هذه الأيام هي استمرار نزف اليد العاملة حتى وصلنا لمرحلة أصبحت اليد العاملة الحرفية شبه معدومة، نتيجة هجرة أعداد كبيرة ممن يملكون خبرات ومهرات في الحرف اليدوية، والموجودون حالياً أغلبهم حديث العهد ويحتاج لوقت طويل ليمتلكوا الخبرة المطلوبة، إضافة إلى أن أجور اليد العاملة ارتفعت عشرات الأضعاف وهذا يؤثر في تأمينها في ظل عدم وجود أسواق لتصريف كل المنتجات الحرفية.. وفيما يتعلق بالجمعيات التعاونية الخاصة بالحرفيين أشار دباس إلى أن أغلبية هذه الجمعيات كانت في ريف دمشق ونتيجة الأحداث وظروف الأزمة فقد انحل العديد منها وأغلقت وخاصة الجمعيات الخاصة بحرفيي النجارة والأخشاب، وقسم قليل انتقل إلى دمشق ولكنهم لم يعودوا إلى النشاط نفسه والفعالية السابقة.
ولفت دباس إلى أن ظاهرة الغش والتلاعب في المنتجات التي تباع في الأسواق لم تتوقف يوماً، ولكنها توسعت بشكل كبير وبدأت الناس بتعلم طرق مبتكرة في أساليب الغش بحيث لم يبق هناك أي مادة وسلعة غذائية إلا وأصبحت مغشوشة، بسبب الارتفاع الجنوني لأسعار المواد الحقيقة، حيث إن ارتفاع الأسعار أصبح ظاهرة تساهم فيها عدة جهات وكل منها تتهم الأخرى بالتسبب في ارتفاع الأسعار، وبالمحصلة فإن التاجر عندما ترتفع عليه تكلفة البضاعة سيقوم بوضع جميع التكاليف على السعر النهائي ليتحمله المستهلك.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن