رياضة

بين ميسي ورونالدو

| محمود قرقورا

لا يمكن الحديث عن ليونيل ميسي من دون اقتران ذلك بالحديث عن شريكه المباشر في اقتسام الأضواء والشهرة خلال السنوات الثماني الأخيرة كريستيانو رونالدو، حيث القاسم المشترك بينهما العجز عن قيادة منتخبيهما نحو منصة الشرف لأحد الألقاب الكبرى.
يبدو أن بطولة كوبا أميركا المقامة في الولايات المتحدة التي اقتربت من وضع أوزارها بطولة ليونيل ميسي لكن ذلك يتطلب شرطاً لازماً وهو فوز منتخب التانغو باللقب، في الوقت الذي رد فيه كريستيانو على المنتقدين أمام المجر عندما سجل هدفين ملعوبين.
لا نلتفت للهاتريك الذي سجله ميسي في مرمى بنما عندما أضحى ثاني لاعب بديل بتاريخ البطولة الممتدة مئة عام يسجل هاتريك بعد البرازيلي باولو فالينتايم بمرمى الأورغواي عام 1959.
فما قدمه ليونيل ميسي أمام فنزويلا بربع النهائي موضع احترام للمتابع، فالأمر لا يقتصر على هدف سهل تحقيقه وإنما على التمريرة التي جاء منها الهدف الأول لهيغواين وذاك النوع من التمريرات لا نشاهده إلا من عباقرة اللعبة أمثال بلاتيني وجيرارد وزيكو وألونسو.
وما شاهدناه من إبداعات للبرغوث أمام الولايات المتحدة بنصف النهائي لا نجد مثيلها بمباراة واحدة للاعب بعينه، فتمريرة الهدف الأول للافتزي خارقة وتمريرة الهدف الرابع لهيغواين مدهشة، والهدف الذي سجله من ركلة حرة مباشرة أشبه بحلم.
حاجة ليونيل ميسي للقب دولي تفوق حاجة منتخب بلاده لأنه يتعرض لهذا الانتقاد على مدار ثلاثمئة وخمسة وستين يوماً، وكلنا يتذكر رفضه استلام جائزة أفضل لاعب في البطولة الفائتة حزناً على لقب ضائع لأن الألقاب الفردية لم تعد همه واهتمامه، إذ لا مكان في خزائنه للقب فردي جديد.
وفق هذه المعطيات نجد أن العالم أجمع يتعاطف معه بذات الدرجة التي يتعاطف فيها الكثيرون مع كريستيانو رونالدو في النهائيات القارية المقامة في فرنسا، حيث وصل قطارها إلى دور الستة عشر وموقعة البرتغال في وقت متأخر أمس تعد صعبة بمواجهة كرواتيا قاهرة الماتادور بعد أربع عشرة مباراة في النهائيات القارية من دون خسارة.
النقاد يرون أن ميسي قريب هذه المرة وهذا معناه الحفاظ على الكرة الذهبية من دون منافس إلا إذا فاز رونالدو بلقب اليورو وموعدنا بعد ستة أشهر للحكم أن استعجلنا النتائج أم لا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن