رياضة

عبد الحي لـ«الوطن»: لم يكن لدى الاتحاد … خطة طوارئ وتراجع السلة ليس مادياً فقط

| مهند الحسني

تمر السلة السورية بمرحلة مهمة خاصة بعد نتائج المنتخب الأخيرة في بطولة غرب آسيا، التي تركت الكثير من الاستهجان لدى عشاق اللعبة، وفتحت بالمقابل أبواباً كثيرة أمام أسئلة لم يجد عشاق اللعبة لها إجابات شافية، الأمر الذي دفع بالاتحاد إلى عقد جلسة مناقشة مع أهل الخبرة من أجل الوصول إلى تصورات جديدة لإعادة بناء هيكلية منتخبات السلة للمرحلة المقبلة.
«الوطن» حيال هذا الوضع التقت لاعبنا الدولي أنور عبد الحي وأجرت معه الحوار التالي:

ما رأيك بجلسة مناقشة هموم السلة هل ستؤتي ثمارها؟
أن تأتي متأخراَ خير من ألا تأتي أبداً، ما أعنيه أنه بكل المقاييس الجلسة كانت إيجابية، وثمارها ستكون بتطبيق ما ورد فيها من أفكار، وأعتقد أن كل من حضر هو شخص يهتم للرياضة السورية ولسمعة السلة السورية تحديداً.
و أرفض رفضاً قاطعاً تحميل تراجع كرة السلة للجانب المادي، وأستطيع الإجابة بكل سهولة (ماذا فعلتم عندما كانت الدولة بعافيتها، ولم تكن هناك ضائقة مادية)؟.

هناك بعض المطالب خرجت عن إطارها المنطقي ضمن الجلسة؟
لا يمكن القول إنه هناك مطالب، ولكن هي طروحات واقتراحات، بما أن الهدف الرئيسي للاتحاد الرياضي ولاتحاد كرة السلة هو الاستماع للخبرات واقتراحاتهم وهو ما يمنعنا من القول إنها كانت مطالب، ولكن كانت اقتراحات ومن حق الاتحاد السوري أخذ ما يراه مناسبا منها وترك ما يصعب تنفيذه، وغالباً بتحضير المنتخبات، ولا يمكن وضع حدود للخطط المطروحة وبالطبع انا لا أعني فقط الشق المالي.

طالب الكابتن طريف الاتحاد بالاستقالة فهل أنت تؤيد طلبه؟
الجواب يبدأ من رضا الشارع السلوي عن أداء الاتحاد، وأعتقد أنه لا يوجد قناعة عند الجمهور السلوي بعمل الاتحاد حالياً، وبعدها أتت النتائج السيئة في بطولة غرب آسيا رغم وجود ميشيل معدنلي مع الفريق، وكما تعلم على الصعيد العالمي إذا أخطأ أي اتحاد أو لم يحقق النتائج المرجوة منه، يقدم استقالته، وهنا يأتي دور وزارة الرياضة أو الاتحاد الرياضي كما هو معمول به في سورية لرفض أو قبول هذه الاستقالة.
فمن وجهه نظري كان من المفروض تقديم الاستقالة، وكلي ثقة أن الاتحاد الرياضي لن يوافق عليها، وسيعطي فرصة أخيرة لهذا الاتحاد لسد العيوب والعمل على إرضاء الشارع الرياضي ومحبي السلة السورية.

الاتحاد قدم الكثير للعبة لكن أعداد المنتخبات بحاجة لتوافر الأموال؟
أخالفك الرأي بهذا المجال فالاتحاد لم يقدم للعبة إلا تراجعها، وبمجرد بدء الأزمة في وطننا الحبيب لم يستطع هذا الاتحاد إيجاد خطة وإستراتيجية خاصة بالأزمات، رغم أني كنت من أشد المشجعين لهذا الاتحاد في بداية عمله بسبب حضوري لأول الاجتماعات والمؤتمرات الصحفية وقناعتي بخطة الإعداد الموضوعة من قبله، ولكن للأسف أثبت الاتحاد الحالي إخفاقه في إعداد خطة طوارئ بسبب الحرب الدائرة (كما فعل الاتحاد اللبناني والعراقي سابقاً والكرواتي على المستوى العالمي) هل تتخيل أن يوغسلافيا تم تقسيمها إلى ست دول وبحرب شنيعة كما نعلم ودمار كبير، ورغم ذلك فالدول الست موجودة في نهائيات أوروبا (علماً أن هذه الدول الست لا يتجاوز تعدادها السكاني سبعة ملايين نسمة).
ومن جهة أخرى فأنا أثني على جهود الاتحاد الكبيرة لإتمام الدوري المحلي ومسابقة الكأس بجميع الفئات العمرية، مع تحفظي على موضوع الأجور المتدنية للحكام.

هل صحيح أنك ستكون بالفترة القريبة ضمن كادر الاتحاد؟
لا أعلم بصراحة، فأنا كما تعلم لا أبدأ بأي عمل إلا بدراسة حول مدى نجاحي فيه، وإذا كنت موجوداً بالاتحاد فهذا يعني أن هناك بعض المقومات التي سوف أطالب بها لنجاحي بهذا العمل (وهي مقومات ليست مادية).

يقال إن هناك أشخاصاً وضعوا القوطرش أمام معلومات مغلوطة لذلك هاجم الاتحاد؟
يجب أن تسأل الذي قال هذا عن مدى صحة المعلومات التي وصلت ليد القوطرش، فأنا دعيت للاجتماع من دون علمي بفحوى الاجتماع، وما الموضوع المطروح، ولذلك بالإجابة الأولى قلت لك إنه يجب استمرار هذه الاجتماعات للاستفادة منها.
ومن جهة أخرى فطريف هو من أعلام كرة السلة السورية، وإذا هاجم الاتحاد فهو من غيرته على سلتنا وتراجعها، وبالنهاية هي كانت جلسة استماع من اتحاد كرة السلة للخبرات السلوية السورية، وللاتحاد بعدها حرية الأخذ أو عدم الأخذ بهذه الأطروحات، وهذا ما يميز شفافية الاتحاد بهذه الجلسة، وطلبه المساعدة من الاتحاد الرياضي والخبرات السورية لانتشال اللعبة هو مؤشر ايجابي.

فكرتك بإعداد المنتخبات نالت رضى الكثيرين فماذا عنها؟
بصراحة هي فكرة روتينية جداً، ومعمول بها بعدة اتحادات أوروبية وخاصة في ظروف الطوارئ والحرب وازدياد الهجرة من اللاعبين والمدربين، ولكن فكرتي لا تتوقف على ما ذكرت من إعداد فريق صغار لا تتجاوز أعمارهم 14 سنة وأطوالهم فارعة، وتأمين الظروف المناسبة لهم لصناعة النجوم، علماً أن كلفة هذا المشروع لا تتجاوز كلفة سفر المنتخب السوري للبطولة الآسيوية، ولكن والأهم هو إدخال الرياضة المدرسية في هذا المجال لرفد فرق الصغار بالأندية، وهناك عدة أفكار أخرى تمكننا من تطوير السلة السورية، وقد أعددت ملفاً في هذا المجال، ولكن لا يمكن تطبيقه إلا إذا كان الاتحاد والأندية والمدارس تعمل بنفس الروح.

ماذا ستقدم للاتحاد واللعبة بعد دخولك لعضويته؟
لا أستطيع حالياً الإجابة عن هذا السؤال لأني لا أعرف ماذا يملك الاتحاد حالياً، ولكن لدي عدة أفكار، وكلها تتعلق بالفئات العمرية الصغيرة من الممكن أن تؤدي لاستعادة تعافي وتوازن سلتنا. وأنا مع فكرة عدم التدخل بعملي من أي شخص كان، وبالمقابل محاسبتي إذا لم أقم بالإيفاء بوعودي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن