رياضة

في الدور النهائي لدوري كرة القدم … هل الكلمة للقوة الهجومية أم للمتانة الدفاعية؟

| نورس النجار

أصدر الاتحاد العربي السوري لكرة القدم بلاغه حول إقامة الدور النهائي من الدوري الكروي الذي يجمع ستة فرق تتنافس على بطولة الدوري، من الفرق من يحمل في جعبته ثلاث نقاط وهما فريقا الوحدة والجيش ومن يحمل معه نقطتين وهما الاتحاد والكرامة، ومن يحمل نقطة واحدة وهما فريقا الشرطة والمحافظة، وتبدأ مباريات الدور النهائي في الثاني عشر من تموز وتنتهي في الرابع والعشرين منه، والفاصل الزمني بين كل جولة ثلاثة أيام وتجري المباريات في ملاعب اللاذقية باعتبارها أرضاً محايدة بين الفرق الستة المتنافسة على بطولة الدوري هذا الموسم، وهذا الكلام حتى كتابة هذه السطور لأن اتحاد اللعبة قد يجد نفسه مجبراً لنقل التجمع إلى دمشق.
الصراع سيكون كبيراً بين الفرق لنيل صدارة الدور النهائي المؤلف من خمس جولات من مرحلة واحدة تلعب فيها الفرق خمس مباريات من دون أي مجال للتعويض إضافة لنقاط التمايز التي ترجح كفة فريق على آخر الأمر الذي سيشعل المنافسة من الفرق التي تملك نقطة تمايز واحدة.
ستطمح الفرق التي خرجت من بطولة كأس الجمهورية لتعويض خروجها عبر منافسات الدور النهائي علّها تستطيع التصدر والظفر بالمشاركة ببطولة كأس الاتحاد الآسيوي.
في ضوء ذلك سنشهد دخولاً ساخناً من الشرطة والاتحاد بالإضافة للجيش والوحدة باعتبار أن بطولة كأس الجمهورية بين الجيش والوحدة، والخاسر بإحدى البطولتين سيجد تعويضه بالأخرى.
يرى المراقبون أن الكرامة والمحافظة خارج إطار المنافسة، فلا أمل لهما في ظل وجود فرق أفضل منهما، الفريقان اجتهدا ووصلا للدور النهائي ولكن بعد الأدوار الأولى لم نلحظ جديّة منهما بالاستعداد حتى مشاركتهما بكأس الجمهورية كانت متواضعة أكثر منها للمنافسة، ويرى المراقبون أن تأهل الفريقين إلى الدور النهائي جاء على حساب تواضع الفرق الأخرى في مجموعتهما، لذلك فإن المنافسة بالدرجة الأولى ستحسمها فرق المجموعة الثانية التي ضمت الوحدة والاتحاد والشرطة إضافة لفريق الجيش من المجموعة الأولى.
بالنسبة للمحافظة والكرامة فسيقومان بخلط أوراق اللعب وقد يساهمان بتنصيب البطل، فالفريقان سيعملان للخروج بأقل الخسائر الممكنة والتعادل بالنسبة لهما سيكون فوزاً.

حظوظ
تم اعتماد اللاذقية (حتى الآن) أرضاً لجميع الفرق بالدور النهائي وجاءت ملاعب اللاذقية أرضاً محايدة وهذا وضع الفرق أمام مستوى واحد من التكافؤ والحظوظ، فالفرق التي كانت تستقوي بالأرض والجمهور فقدت ميزتها وهذا ما تفتقده باقي الفرق فجاءت القسمة بالأرض عادلة بين الجميع.
المشكلة التي تشتكي منها جميع الفرق ستكون في حالتين اثنتين أولاهما: أرض الملاعب السيئة التي قد تفقد المباريات رونقها، وقد تتسبب بإصابة بعض اللاعبين، وهذا يتطلب الحذر والانتباه الشديدين.
ثانيهما حرارة الجو والرطوبة العالية التي قد تصيب الفرق بالإرهاق الشديد، واتحاد كرة القدم لا يأبه بإرهاق وتعب اللاعبين فهو لم يمارس كرة القدم في حياته ففرض وقت المباراة الساعة الخامسة والذي كان من المفترض أن تجري تحت الأضواء الكاشفة!

الفرق بالميزان
بعيداً عن مؤثرات الأرض والجمهور والحرارة وغيرها، فإن التساؤل الذي يفرض نفسه: هل الكلمة الفصل في النهائيات ستكون للفرق القوية هجومياً، أم إن الأسلوب الدفاعي الذي تنتهجه بعض الفرق سيكون نافعاً وسيحدث فارقاً في نتائج المباريات.
أفضل الفرق هجومياً هما الوحدة والاتحاد وقد سجلا أكثر من غيرهما في الدوري يليهما الشرطة والجيش وأخيراً الكرامة والمحافظة.
لمن ستميل كفة الميزان مع وجود الحساسية والحذر في المباريات التي لا تقبل القسمة على اثنين وليس فيها أي مجال للتعويض، يرى المراقبون أن الأسلوب الهجومي قد لا يكون نافعاً في ظل الحذر الكبير من الفرق التي بهدف واحد قد تغرد خارج المنافسة وبالمقابل البقاء بمتانة دفاعية من دون أي مبادرات لم يزد أمور الفريقين إلا سوءاً وهنا لابد من تغيير التكتيك ليتم خطف النقاط الثلاث، الحالة الهجومية التي شاهدناها خلال مراحل الدوري الأولى هل سنراها في المرحلة النهائية الأهم، أم إن المتانة الدفاعية سيكون لها كلام آخر؟!

ثغرات
الدور النهائي بشكله الحالي يحوي بعضاً من الثغرات نذكر منها، في البداية نقاط التمايز بين الفرق غير العادلة، والتي تضرب بالعدالة عرض الحائط، فيدخل فريق بجعبته ثلاث نقاط وبفوزين أصبح طريقه سالكاً بالمقابل الفريق الذي يملك نقطة تمايز وحيدة فخسارة واحدة ستخرجه خارج المنافسة، لا ندري من أين تم ابتداع نقاط التمايز، ومهما يكن فهي فكرة ليست نافعة لدورينا النهائي ويجب إعادة النظر بها.
إقامة الدور النهائي بشكل مسلوق ومن مرحلة واحدة من دون وجود أي مجال للتعويض للفرق من الثغرات الكبيرة جداً في الدوري فكيف تكون الأدوار الأولى من مرحلتين بذهاب وإياب والدور الأهم من مرحلة واحدة، فالخاسر في مباراة واحدة ستضيع جميع آماله في المنافسة واستكمال مسيرته في الدور النهائي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن