عربي ودولي

أوباما يأسف لقرار كاميرون التنحي … الدول المؤسسة للاتحاد الأوروبي تطالب لندن ببدء آلية الانفصال بأسرع وقت.. والمفوض الأوروبي البريطاني للخدمات المالية يستقيل

يستبعد المراقبون أن تتخطى ارتدادات الزلزال في لندن أسوار بريطانيا وأوروبا إلى الشرق الأوسط حيث الكلمة الأولى والأخيرة لواشنطن. وعلى الرغم من أن بريطانيا تعتبر الحليف الأوروبي الأوثق لأميركا، بما يفترضه ذلك من تحرر أوروبي ولو جزئياً من سطوة بريطانيا في توجيه السياسة الخارجية انطلاقاً ما تحدده واشنطن، إلا أن ذلك إن حصل فسيظل تحرراً نسبياً جداً.
وقد تكون وحدة البيت الأوروبي ووحدة المملكة المتحدة الأكثر تأثراً بتداعيات زلزال الاستفتاء البريطاني ولا سيما في الجانبين الاقتصادي والمالي. لكن التساؤلات تكثر عن التأثيرات في الجانب السياسي والعسكري والإستراتيجي للاتحاد الأوروبي داخلياً وإقليمياً ودولياً.
وطالبت الدول الست المؤسسة للاتحاد الأوروبي أمس السبت بريطانيا بالشروع «في أسرع وقت ممكن» في آلية الخروج من الاتحاد الأوروبي، على حين أكدت فرنسا أن تعيين رئيس جديد للحكومة البريطانية أمر «ملح».
وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أمس في ختام اجتماع لوزراء خارجية الدول الست المؤسسة للاتحاد الأوروبي في برلين: «نقول هنا معاً إن هذه العملية يجب أن تبدأ بأسرع وقت حتى لا نجد أنفسنا غارقين في مأزق».
وكان الوزير الألماني يتحدث محوطاً بوزراء خارجية فرنسا جان مارك ايرولت وهولندا بيرت كوندرس وإيطاليا باولو جنتيلوني وبلجيكا ديدييه ريندرز ولوكسمبورغ جان إسلبورن.
وأضاف: «يجب أن تكون لدينا إمكانية الاهتمام بمستقبل أوروبا»، مطالباً بتطبيق المادة 50 من اتفاقية لشبونة التي تنص على انسحاب طوعي وأحادي من الاتحاد الأوروبي.
من جهته، دعا وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت إلى تعيين رئيس وزراء بريطاني جديد بأسرع وقت ممكن خلفاً لديفيد كاميرون الذي استقال إثر قرار البريطانيين الانسحاب من الاتحاد الأوروبي.
وقال آيرولت بعد لقاء مع نظرائه من الدول الخمس الأخرى المؤسسة للاتحاد الأوروبي: «بالتأكيد يجب تعيين رئيس وزراء جديد، الأمر سيستغرق على الأرجح بضعة أيام لكنه ملح» من دون المزيد من التوضيحات.
وأكد الوزير الفرنسي: «نطلب احترام المادة 50 وتطبيقها. الأمر ملح ويخدم مصلحة البريطانيين والأوروبيين على حد سواء. نطلب احترام (الدول) الـ27 الأخرى». وبدوره دعا وزير الخارجية الهولندي أيضاً إلى «طي الصفحة في أسرع وقت ممكن».
وشدد الوزراء الستة على ضرورة أن تقترب أوروبا من مواطنيها وتلبي تطلعاتهم وخصوصاً عبر مكافحة الأزمة الاقتصادية والبطالة والعمل على حل أزمة الهجرة وحتى القضايا الأمنية بعد اعتداءات بروكسل وباريس. وقال شتاينماير: «علينا إعداد الردود معاً والبرهنة على أن أوروبا ليست ضرورية فحسب بل ومؤهلة أيضاً»، وأضاف: «نأمل في أن نتمكن من التركيز على هذه الردود وهذه هي رسالتنا للندن».
في بروكسل، أعلن المفوض الأوروبي للخدمات المالية البريطاني جوناثان هيل أمس استقالته من هذا المنصب، معبراً عن «خيبة أمله الكبيرة» من قرار مواطنيه مغادرة الاتحاد.
وقال هيل في بيان بعد يومين على الاستفتاء الذي قررت فيه أغلبية البريطانيين الخروج من الاتحاد الأوروبي: «بما أننا ننتقل إلى مرحلة جديدة، أعتقد أنه ليس من الجيد أن أواصل العمل بصفتي مفوضاً بريطانياً وكأن شيئاً لم يحدث».
بدوره عبر الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال مكالمة هاتفية أجراها مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن أسفه لقرار الأخير الاستقالة من منصبه، واصفاً إياه بـ«الصديق والشريك الموثوق».
وبحث الرئيس الأميركي مع رئيس الوزراء البريطاني الجمعة نتائج الاستفتاء الذي شهدته بريطانيا مؤخراً حول عضويتها في الاتحاد الأوروبي، وخلص إلى تقدم معسكر الراغبين في الانسحاب ببلادهم من الاتحاد الأوروبي على خصومهم في الرأي الرافضين لهذا الانسحاب.
وورد في بيان صادر عن البيت الأبيض: إن «الرئيس الأميركي عبر لرئيس الوزراء البريطاني عن أسفه إزاء قراره الاستقالة، مؤكداً أنه يرى في رئيس الوزراء البريطاني صديقاً وشريكاً موثوقاً».
وأشاد الرئيس الأميركي بالنصائح والتوصيات التي قدمها كاميرون، وبتمسكه بالقيم الديمقراطية والعلاقات المتميزة بين بلاده الولايات المتحدة، وبلدان الفضاء الأطلسي كله».
وأكد الرئيس الأميركي لديفيد كاميرون، أنه ورغم النتائج التي خلص إليها الاستفتاء على عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، إلا أن «العلاقات المتميزة بين الولايات المتحدة وبريطانيا، سوف تبقى إلى جانب عضوية بريطانيا في حلف الناتو، العماد الأهم لأمن الولايات المتحدة الخارجي، وسياستها الاقتصادية».
وجاء في البيان كذلك: إن أوباما وكاميرون، قد أعربا عن ثقتهما التامة بمواصلة بريطانيا والاتحاد الأوروبي العمل الفعال بما يضمن الاستقرار المالي، ويكفل الازدهار المشترك للجانبين.
هذا، وخلص استفتاء البريطانيين الخميس على استمرار عضوية بلادهم في الاتحاد الأوروبي، إلى فوز المعسكر المؤيد للانسحاب على معارضيه، حيث أجاب من أدلوا بأصواتهم في هذا الاستفتاء عن السؤال الذي طرحته عليهم بطاقة الاستفتاء، وفحواه: «هل على المملكة المتحدة البقاء عضواً في الاتحاد الأوروبي أم الانسحاب منه».
وبلغ عدد المقترعين المحتملين في الاستفتاء على بقاء بريطانيا في قوام الاتحاد الأوروبي أو الانسحاب منه 46.5 مليون شخص حسب لجنة الانتخابات البريطانية.
وأظهرت النتائج النهائية لاستفتاء بريطانيا المعلنة رسمياً الجمعة، فوز معسكر «الخروج» من الاتحاد الأوروبي بنسبة 51.9% من أصوات المقترعين، مقابل 48.1% من الأصوات حصدها أصحاب مؤيدي البقاء في الفضاء الأوروبي الموحد.
وقد تتفكك المملكة المتحدة ذاتها بعد أن قالت زعيمة أسكتلندا -حيث أيد ثلثا الناخبين البقاء في الاتحاد الأوروبي-: إن إجراء استفتاء جديد على الاستقلال عن باقي بريطانيا أمر مرجح جداً.
أ ف ب- روسيا اليوم – رويترز

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن