سورية

«الديمقراطية» تتقدم بثبات داخل منبج وداعش يستعمل المدنيين دروعاً بشرية

| دحام السلطان – الوطن – وكالات

وسعت «قوات سورية الديمقراطية» من سيطرتها داخل مدينة منبج بريف حلب الشمالي، وباتت على مسافة أقل من كيلو مترين من مركز المدينة، على حساب تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية، مدعومة بمستشارين غربيين وحملة جوية مكثفة لطيران التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، على حين ناشد «مجلس سورية الديمقراطية» المجتمع الدولي لتقديم الدعم لـ«الديمقراطية» وكذلك للمدنيين الذين يعانون داخل المدينة حيث يستعملهم التنظيم كدروع بشرية بعدما فخخ ما يقارب 80% من منازلهم.
وحسب ناشطين على موقع «فيسبوك» فقد سيطر مقاتلو «قوات مجلس منبج العسكري» على قرية الخطاف الواقعة 1 كم شرق مدينة منبج، بعدما سيطروا على دوار الشريعة الواقع في الجهة الغربية للمدينة. من جهتها باتت «قوات سورية الديمقراطية» تسيطر على أكثر من نصف المدينة.
ونقل الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» عن نشطاء أن «الديمقراطية» سيطرت على صوامع منبج، بعد هجوم عنيف نفذته مدعومة بطائرات التحالف الدولي، ضد التنظيم، موضحة أن الصوامع هي أعلى نقطة تسيطر عليها القوات، وأصبحت على مسافة أقل من 2 كم عن مركز المدينة، الأمر الذي أكده «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض موضحاً أن «الديمقراطية» انتزعت موقعاً يشرف على أكثر من نصف المدينة، ذات الأهمية الإستراتيجية لوقوعها على الحدود السورية التركية.
في المقابل ذكر نشطاء على فيسبوك من منبج أن التنظيم استعاد الصوامع «بعد هجوم مضاد وتفجير سيارتين مفخختين على نقاط تجمع قسد (قوات سورية الديمقراطية) قرب الصوامع لتصبح الصوامع تحت سيطرة داعش بشكل كامل».
وتعتبر السيطرة على صوامع منبج، أهم إنجاز حققته قوات سورية الديمقراطية منذ يومين خلال حملتها على منبج مستعينة بمستشارين غربيين وحملة جوية كثيفة من طائرات التحالف.
ونقل موقع «الجزيرة نت» عن وكالة الأناضول، أن القوات الكردية سيطرت على قرية طباش ودوار الكتاب غربي منبج، ووصلت للمرة الأولى إلى حدود المدينة من الجهة الغربية، مشيرة إلى أن داعش يستعمل سيارات مفخخة ويزرع ألغاما لصد هجمات القوات المذكورة.
وأشارت الوكالة نفسها إلى مقتل خمسة مدنيين وجرح 12 آخرين، بعد دخولهم حقل ألغام زرعه عناصر التنظيم في محيط منبج أثناء محاولة الهرب من المدينة بعد تدهور الأوضاع الإنسانية والمعيشية نتيجة الحصار.
من جهته أوضح قائد مجلس منبج العسكري عدنان أبو أمجد أن ما يعوق تحركاتهم وتقدمهم نحو مركز المدينة هو كثرة الألغام المزروعة وتفخيخ ما يقارب 80% من منازل المدنيين في الأحياء الغربية والجنوبية من المدينة، واستغلال «داعش» للمدنيين دروعا بشرية.
وأشار إلى أن أوضاع الأهالي داخل المدينة سيئة ويتعرضون للقنص أثناء محاولاتهم الفرار من المدينة باتجاه المناطق المحررة، وأنه حتى الآن قتل 6 مدنيين أثناء ذلك ولا تزال جثامينهم في الشوارع بسبب قناصي داعش المتمركزين فوق أسطح المباني، في وقت تزداد أوضاع مسلحي التنظيم سوءاً، لأن منبج محاصرة من جهاتها الأربع، وبين أن عدد قتلى التنظيم بلغ حتى الآن أكثر من 1300 مسلح.
ومن جهة ثانية طالب مجلس سورية الديمقراطي أمس السبت، المجتمع الدولي والأمم المتحدة بتقديم دعم أكبر لقوات «الديمقراطية» لمنع حدوث مجازر ضد سكان مناطق الشهباء ومدينة منبج بريف محافظة حلب، على يد مسلحي تنظيم داعش.
المجلس اعتبر في بيان له أن ما يفعله تنظيم داعش «أعمال إجرامية من اختطاف أكثر من 900 شخص من المدنيين حسب الأرقام الرسمية، وارتكابه المجازر بحق المدنيين»، وطالب المجتمع الدولي وفي مقدمته هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بتقديم المزيد من الدعم لقوات سورية الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، «وأن تفعل ما يلزم لمنع وقوع أي كوارث أو مجازر محتملة إذ إن المؤشرات الأولية تفضي إلى وقوعها».
وناشد البيان المنظمات الدولية المعنية «بتوفير ما يلزم للأعداد الهائلة من المدنيين الذين استطاعوا إبعاد أنفسهم عن مرمى نيران داعش، بعد أن أمّنت لهم «الديمقراطية» طرقاً آمنة في ذلك، لكنهم لا يزالون يفترشون اليوم في العراء في ظل ظروف معيشية قاسية وخاصة الرضع والأطفال والنساء وكبار السن».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن