رياضة

في الدور النهائي لدوري كرة القدم … هل القوة الهجومية ستؤتي أكلها؟

| نورس النجار

استكمالاً لما نشرناه في الحلقة السابقة في قراءتنا للدور النهائي لدوري كرة القدم السوري، وحول السؤال لمن ستكون الغلبة للقوة الهجومية للفرق أم للمتانة الدفاعية، ندخل اليوم بموضوع القوة الهجومية للفرق، وما أسباب قوة هجوم الفريق من عدمه وما الظروف التي ساعدت بعض الفرق على التفوق هجومياً، على حين لم تستطع فرق أخرى استثمار الهجوم في مبارياتها.
هل المستوى الهجومي للفرق واحد أم انخفاض مستوى باقي الفرق مقارنة مع الفرق الستة المتأهلة إلى الدور النهائي هو سبب القوة الهجومية؟ هل الفرق التي سجلت أهدافاً كثيرة على فرق ضعيفة قادرة على التسجيل في الدور النهائي وتأكيد قوتها الهجومية؟
أسئلة كثيرة حول المقاربة الهجومية في دوري الكرة، لنرى التفاصيل التي ستجيب عن جميع هذه الأسئلة:

الوحدة أولاً
يتصدر فريق الوحدة الميزان الهجومي للفرق المتأهلة إلى الدور النهائي من دوري كرة القدم، حيث استطاع أن يسجل الفريق 47 هدفاً في 18 مباراة من 15 انتصاراً وثلاثة تعادلات ومن دون أي خسارة، وسجل هداف الدوري رجا رافع 16 هدفاً وماجد الحاج وأسامة أومري ثمانية أهداف وكل من نصوح نكدلي ومحمد الحسن ثلاثة أهداف وسجل أنس العاجي هدفين وسجل غيرهم هدفاً واحداً.
القوة الهجومية للوحدة جاءت من ثلاثة لاعبين هم رجا رافع وماجد الحاج وأسامة أومري الذين سجلوا 32 هدفاً من أهداف الفريق، ولا أحد ينكر أن الرافع والحاج من خبراتنا الهجومية ومن القناصين، وعلى الرغم من كبر سنهما إلا أنهما استطاعا التسجيل إضافة لأسامة أومري الشاب الهداف المرتقب لدورينا المحلي، فنوعية لاعبي الفريق كان لها تأثيرها الكبير في القوة الهجومية لفريق الوحدة.
نلاحظ أيضاً أن فريق الوحدة من هذه الأهداف سجل على فريق الاتحاد هدفين من خلال الفوز عليه إياباً 2/صفر والتعادل ذهاباً صفر/صفر وعلى فريق الشرطة ثلاثة أهداف بعد التعادل مرتين 3/3 وصفر/صفر، ومن ثم فالقوة الهجومية للفريق جاءت على حساب الفرق الضعيفة حيث سجل تسعة أهداف على النضال وستة أهداف على الفتوة وعلى مصفاة بانياس وسبعة على الجهاد وخمسة أهداف على النواعير وعلى الوثبة وأربعة أهداف على تشرين، وهنا نتساءل: هل الفاعلية الهجومية للفريق ستنجح مع فرق الشرطة والاتحاد والجيش والمحافظة والكرامة، فإن نفعت مع الفرق الضعيفة فكيف ستكون مع فرق الصفوة التي وصلت للدور النهائي؟

كفة التعادل
يتعادل فريقا الاتحاد والشرطة بعدد الأهداف المسجلة حيث سجل كلاهما 31 هدفاً إلا أن وقوع الشرطة في فخ التعادلات وتحديداً خلال مرحلة الإياب أوقعه في مأزق جعله يحتل المركز الثالث بعد أن كان المنافس الأقوى لفريق الوحدة وهو الفريق الوحيد الذي لم يستطع الوحدة تحقيق الفوز عليه، وإن بدأنا حديثنا عن الشرطة فهو يملك ضمن صفوفه هدافه محمد الأسعد الذي سجل عشرة أهداف وقد غاب عن التسجيل في مرحلة الإياب الأمر الذي أبعده عن المنافسة على قائمة الهدافين، وهذه حالة ليست جديدة على الأسعد فهو يبدأ مرحلة التسجيل بقوة ومع اقتراب الدوري من نهايته يقل عطاؤه، وهذه المزاجية في التهديف قد لا تكون معيناً للفريق في الدور النهائي، كما شارك مع الشرطة محمد الواكد مع نهاية الذهاب بعد إبلائه من الإصابة والذي سجل ستة أهداف للفريق، إضافة لمصطفى الشيخ يوسف ويوسف الأصيل اللذين سجلا أربعة أهداف، وبذلك فإن الشرطة لديه أكثر من لاعب قادر على التسجيل، وهذه حالة إيجابية في الفريق تدل على قوة الفاعلية الهجومية في الفريق، ولكنه كما فريق الوحدة فقد سجل الشرطة أهدافه على حساب ضعف الفرق الأخرى، فقد سجل على الوحدة ثلاثة أهداف وعلى الاتحاد هدفين فقط وهما بالمحصلة جيدان، لكن بالمقابل تلقى مرماه ثلاثة أهداف من الوحدة في الدوري وهدفين بالكأس من الاتحاد ما يدل على وجود نوع من التوازن مع فريقي الوحدة والاتحاد.
الاتحاد سجل كذلك 31 هدفاً ولم يسجل خلالها أي هدف على كل من فريقي الشرطة والوحدة على حين سجل تسعة أهداف على الجهاد وسبعة على مصفاة بانياس، وخمسة على الفتوة، وأربعة على النواعير وثلاثة أهداف على النواعير والنضال، وسجل له عبد اللـه نجار 9 أهداف ومحمد الأحمد ستة أهداف ورأفت مهتدي أربعة أهداف ورضوان قلعجي ثلاثة أهداف، وعلى الرغم من امتلاكه الهدافين الشباب إلا أنه لم يستطع التسجيل أمام الشرطة والوحدة ما يجعل قوته الهجومية أمام الفرق الضعيفة فاعلة حاله كحال الوحدة والشرطة.

تعقيب
اتصفت المجموعة الثانية بأنها أقوى من الأولى إلا أن الفارق كان شاسعاً بين فرق الشرطة والاتحاد والوحدة وباقي الفرق، الأمر الذي ساعد فرق الصدارة على تسجيل كم كبير من الأهداف إلا أنها لم تستطع أن تفعل ذلك في وجه خصومها ما يشير إلى أن القوة الهجومية لهذه الفرق لن تكون نافعة في الدور النهائي، الشرطة لم يسجل في أربع مباريات والاتحاد لم يسجل في ست مباريات، والوحدة لم يسجل في مباراتين، من الواضح أن القوة الهجومية تكمن عند فريق الوحدة ومن ثم الشرطة والاتحاد، ولكن ليس قانوناً أن تؤتي بثمارها في الدور النهائي لاسيما أن الوحدة لم يسجل بكأس الجمهورية سوى ثلاثة أهداف من مباراتين لعبهما، وإن كانت كفة القوة الهجومية هي الراجحة فالدوري من نصيب أحد فرق المجموعة الثانية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن