رياضة

البرتغالي أطفأ جذوة الناري وويلز تضمن مقعداً بربع نهائي اليورو … من يكسب الجولة.. التيكي تاكا أم الكاتناشيو؟

| خالد عرنوس

تختتم اليوم منافسات دور الـ16 لكأس الأمم الأوروبية بنسختها الخامسة عشرة والمقامة حالياً في فرنسا بمباراتين يلتقي في الثانية منتخبا إنكلترا وآيسلندا في أول لقاء بينهما في البطولات الكبرى والتي يحاول من خلالها منتخب الأسود الثلاثة الإنكليزي تفادي مفاجآت الفريق الأزرق الصغير الذي دخل للمرة الأولى بين الكبار وباغت منتخبات المجموعة السادسة وتأهل عنها وتنطلق هذه المباراة في الساعة العاشرة على أرض ملعب أليانزا ريفيرا في نيس بصفارة الحكم السلوفيني سكومينا, وتسبق هذه المباراة قمة مواجهات ثمن النهائي بين اللاروخا الإسباني والآتزوري الإيطالي في إعادة لنهائي يورو 2012 وهي المواجهة بين جمالية الكرة الهجومية المتمثلة بالتيكي تاكا لبطل أوروبا وصلابة الكرة الدفاعية التي يرفع رايتها الكاتناشيو الآتية من بلاد الكالشيو وتقام المباراة على ملعب فرنسا الدولي في سان دوني بصفارة الحكم التركي سونيت شاكير بداية من الساعة السابعة، وكانت مباريات الدور الثاني ليورو (فرنسا 2016) شهدت تأهل منتخب بولندا بفضل ركلات الترجيح على حساب نظيره السويسري عقب التعادل 1/1 بعد 120 دقيقة، وتجاوز منتخب ويلز جاره الإيرلندي الشمالي بهدف وحيد ضامناً حضوراً بريطانياً في دور الثمانية، واحتاج المنتخب البرتغالي إلى وقت إضافي وكثير من الحظ والتوفيق ليتجاوز نظيره الكرواتي في أقوى مباراة في هذا الدور حتى الآن.
وأمس حققت فرنساً فوزاً صعباً على إيرلندا بهدفين مقابل هدف واحد، فواصلت مسيرتها في البطولة لتنتقل إلى دور الثمانية, وتقدمت إيرلندا مبكراً بركلة جزاء سجلها روني برادي د2 وحاولت فرنسا تعديل النتيجة، لكن ذلك تأخر حتى الدقيقة 58 عندما سجل غريزمان التعادل، وأدرك الفوز بعد ثلاث دقائق بهدف غريزمان أيضاً، التطورات الدراماتيكية للمباراة لم يستغلها المنتخب الفرنسي وخصوصاً بعد طرد شان دوفي في الدقيقة 66 لتبقى النتيجة على حالها حتى صافرة الحكم النهائية.

للمرة الأولى
بما أن المباراتين الأوليين من ثمن النهائي جمعتا أربعة منتخبات تلج هذا الدور للمرة الأولى فكان إنجازاً بكل المقاييس للفائزين منهما على اعتبار أنها المرة الأولى وهذا ما حدث بالنسبة لمنتخب ويلز الذي أسعفته النيران الصديقة من جاره الإيرلندي الشمالي الذي خرج مرفوع الرأس وغير قانع بعدالة كرة القدم كما عبر مدريه مايكل أونيل، على عكس النجم الويلزي غاريث بيل الذي صرح بأنه ورفاقه كانوا منتظرين الفوز والتأهل، وبهذا أصبح الويلزي أول منتخب بريطاني (عدا إنكلترا) الذي يصل هذا الدور بتاريخ البطولة، وإذا كانت النيران الصديقة سبباً بتأهل ويلز فإن البولنديين احتاجوا إلى ركلات الأعصاب الترجيحية والتي خانت غرانيت تشاكا الوحيد الذي أهدر بين عشرة لاعبين ليحرم الناتي السويسري من التأهل ونجمه شاكيري من الاحتفال كما يجب بالهدف الذي سجله في المباراة وهو من أجمل أهداف البطولة تاريخياً وقد جاء في الدقيقة 82 بلعبة خلفية مزدوجة (دبل كيك) رداً على هدف التقدم البولندي عبر بوايشتشوفسكي (39).

الحظ وسوءه!
في القمة المنتظرة بين البرتغال وكرواتيا كانت كل الأنظار متجهة نحو النجم رونالدو وزميله ناني الذي احتفل بمباراته الدولية المئة وبالطبع نحو مواجهتهما مع راكتيتش ومودريتش، إلا أن المباراة التكتيكية العالية التي خاضها المدربان جعلت من المباراة فيلماً مملاً طوال 105 دقائق، بعدما أرغما الجمهور على البقاء وقتين إضافيين.
وخلال ربع الساعة الأخير فطن الفريقان إلا أنهما سيقعان في مطب ركلات الحظ فآثرا الهجوم وخاصة الناري الكرواتي الذي أراد لاعبوه إلحاق السيلكيسيون بجاره اللاروخا وكانوا قريبين من ذلك لولا الحظ وتألق الحارس البرتغالي باتريسيو، ولأن الدنيا حظوظ فقد كان الجانب البرتغالي مولعاً في هذا الأمر فمن هجمة كاد السبق يعلن كرواتياً ارتدت الكرة سريعاً إلى رفاق رونالدو وبهجمة عنترية استطاع البديل كواريزما ترجمة تسديدة رونالدو المرتدة من الحارس إلى هدف قاتل أطاح بالناري خارج البطولة وأهل البرتغالي.

نهائي مبكر
قلبت خسارة إسبانيا أمام كرواتيا موازين البطولة بكل المقاييس فهي إن لم تؤثر في تأهل اللاروخا إلى الدور الثاني لكنها أكملت عقد المنتخبات الكبيرة في طرف واحد يصفون بعضهم في الطريق إلى النهائي وهاهو يصطدم بالمنتخب الإيطالي في إعادة لنهائي يورو 2012 والذي انتهى يومها إسبانياً بنتيجة لم تكن في الحسبان (4/صفر).
اليوم الوضع يختلف كثيراً فالفريقان بدلا الكثير من عناصرهما ولاسيما الآتزوري الذي يقوده المدرب كونتي الذي استغنى عن مخضرمين وضم مخضرمين آخرين، ويحسب له أنه نجح في مرة من المرات القليلة في ضمان تجاوز مبكر لدوري المجموعات وعلى الرغم من خسارته المباراة الثالثة في المجموعة والتي لم تؤثر في صدارته لها فإن المنتخب أظهر صورة متجددة لصلابة الكاتناشيو قادرة على العودة من خلالها إلى منصات التتويج التي هربت من أصحاب العشق الدفاعي في مناسبتين قاريتين.

ثأر أم تأكيد؟
قبل نهائي يورو 2012 لم يكن أحد ليجرؤ على توقع فوز اللاروخا بالأربعة وخاصة أن الفريقين تعادلا يومها بالدور الأول بهدف لهدف، واليوم لايمكن التنبؤ بما سيحدث في اللقاء السادس بين المنتخبين في البطولة، فكلاهما مرشح بالأساس للمنافسة إلا أن مواجهتهما جاءت مبكرة لتطيح بأحد كبيرين من ثمن النهائي.. ديل بوسكي وكونتي وبالطبع لاعبوهما سيكونون أمام امتحان قاس، فاللاروخا الذي شكك كثيرون بمقدرته على الحفاظ على لقبه قدم مباراتين جميلتين وأيضاً الآتزوري المتشوق لرد الاعتبار قدم مباراتين مثاليتين قبل أن يخسرا في المباراة الأخيرة ومعنى الكلام إن مواجهة العاصمة باريس ستفرز الفريق الأقدر على المضي في البطولة.

ربع النهائي ليس هدفاً
عندما يقول واين روني نجم إنكلترا وقائدها إن ربع النهائي ليس طموح منتخب الأسود الثلاثة فهو محق بهذا الكلام، فالوصول إلى دور الثمانية في بطولة كبيرة صغير على آباء كرة القدم وخوض النهائي للمرة الأولى في البطولة سيكون له وقعه في الشارع البريطاني، وعلى الرغم من سهولة المنافس في لقاء اليوم فإن الأنظار ستكون مشدودة إلى المنتخب الآيسلندي الذي أطاح بهولندا في التصفيات وكاد يطيح بالبرتغال في النهائيات، وأكثر ما يخشاه الإنكليز على منتخبهم هو استهتاره بإمكانيات الآيسلنديين الذين يميلون للتكتل الدفاعي والارتداد الهجومي الخاطف الذي آتى أكله حتى الآن فهاهو المنتخب القادم من الشمال البارد يخوض أهم مبارياته التاريخية على الإطلاق.

مواجهات سابقة
• 4 مباريات فقط جمعت منتخبا إنكلترا وآيسلندا وكلها في الإطار الودي ففاز الأول مرتين وتعادلا مثلهما والأهداف 10/3.
• تتعادل إسبانيا وإيطاليا تاريخياً من خلال 10 انتصارات لكل منهما و14 تعادلاً في 34 مباراة جمعت منتخبي البلدين والأهداف 40/34 لمصلحة الطليان، ومنها خمس مرات في اليورو ففاز الإسبان 4/صفر في 2012 بعد التعادل 1/1 وتعادلا في 2008 وفاز الإسبان بركلات الترجيح (ربع النهائي) وفي 1988 فاز الطليان 1/صفر وتعادلا سلباً في بطولة 1980.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن