عربي ودولي

استشهاد خمسة أشخاص في أربع عمليات انتحارية في بلدة القاع اللبنانية … قوى لبنانية تستنكر التفجيرات وتعتبرها نتاجاً جديداً للفكر الإرهابي الظلامي

استنكرت قوى حزبية وشخصيات سياسية لبنانية التفجيرات الإرهابية التي نفذها انتحاريون في بلدة القاع في البقاع اللبناني صباح أمس حيث فجر أربعة انتحاريين إرهابيين أنفسهم في بلدة القاع اللبنانية الحدودية مع سورية، ما تسبب باستشهاد خمسة أشخاص وإصابة 15 آخرين بجروح بينهم أربعة عناصر من الجيش اللبناني.
هذا وأدان حزب اللـه تلك التفجيرات وقال في بيان له: إن «هذه الجريمة هي نتاج جديد للفكر الإرهابي الظلامي الذي بات ينتشر في المنطقة كالوباء والذي يشكل خطراً كبيراً على أهلها ويهدد لبنان وأبناءه من مختلف المناطق والطوائف والانتماءات دون تمييز كما أنها نتيجة للدعم السري والعلني الذي تقدمه بعض الدول والكيانات في المنطقة والعالم لهؤلاء الإرهابيين القتلة سواء على مستوى التسليح والتجهيز أو على مستوى الدعم الإعلامي والاحتضان المعنوي والحماية السياسية».
وشدد الحزب في بيانه على أن هذا الفكر التكفيري يجب أن يحارب بقوة وأن يتم كشفه وفضح أهدافه ومخططاته والعمل على منع تمدده وانتشاره بعكس ما يفعله البعض من السياسيين في لبنان الذين يمارسون أكبر عملية تضليل لإخفاء فظاعة هذه الأفكار الحاقدة عبر استخدام منصات إعلامية وإطلاق تصريحات سياسية مملوءة بالتبريرات وحافلة بالأعذار التي تغطي على فظاعة ما يرتكبه هؤلاء الإرهابيون.
من جهته استنكر نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان عبد الأمير قبلان بشدة التفجيرات الإرهابية الانتحارية التي وقعت أمس في بلدة القاع شرق لبنان، معتبراً أنها تكشف عن همجية الإرهاب التكفيري وامتهانه القتل.
ودعا قبلان في بيان له أمس اللبنانيين إلى التضامن مع الجيش اللبناني والمقاومة ومع سورية في مواجهة الإرهاب التكفيري والتنسيق بين الجيشين اللبناني والسوري لدرء الأخطار عن الشعبين والدولتين.
بدوره أدان تجمع العلماء المسلمين في لبنان الأعمال الإرهابية التي وقعت أمس في القاع، مؤكداً خطورة الوضع الأمني في هذه المرحلة وخاصة مع الخسائر الكبيرة التي تمنى بها الجماعات الإرهابية التكفيرية على يد الجيش العربي السوري وحلفائه.
كما استنكر رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان في تصريح له هذه التفجيرات الإرهابية وقال: «إن هذه العمليات الإرهابية يجب أن تزيدنا تماسكاً وقوة وقناعة بالوحدة الوطنية التي يجب أن تكون فوق كل اعتبار».
من جهته وصف رئيس حزب التوحيد العربي اللبناني وئام وهاب في بيان له هذه التفجيرات بالعمل الجبان، داعياً الأجهزة العسكرية والأمنية إلى تكثيف الجهود من أجل تفويت الفرصة على الإرهابيين المتربصين بأمن لبنان واستقراره.
وقال وهاب: «إن أبناء القاع لن تثنيهم هذه الأعمال الإرهابية عن ممارسة دورهم المقاوم والتمسك بوحدة أرضهم والذود عن الوطن بوجه المتآمرين والإرهابيين».
من جانبه لفت الأمين العام لحركة النضال اللبناني العربي النائب السابق فيصل الداوود في بيان له إلى أن أبناء القاع هم خزان الجيش اللبناني الذي يحمي السيادة الوطنية ويقف مع المقاومة في مواجهة الإرهاب.
كما بيّن المفتي الجعفري الممتاز أحمد قبلان أن التفجيرات الإرهابية التي استهدفت بلدة القاع جريمة موصوفة بحق جميع اللبنانيين، داعياً إياهم إلى التنبه الشديد واتخاذ كل الإجراءات والاحتياطات الكفيلة بإفشال مثل هذه الأعمال الإجرامية والإرهابية.
وكان أربعة انتحاريين إرهابيين فجروا أنفسهم فجر أمس في بلدة القاع اللبنانية الحدودية مع سورية، ما تسبب باستشهاد خمسة أشخاص وإصابة 15 آخرين بجروح بينهم أربعة عناصر من الجيش اللبناني.
وشهدت المنطقة خلال فترة طويلة من الأزمة السورية أحداثاً أمنية ناتجة بمعظمها عن تسلل مسلحين عبر الحدود من وإلى سورية، لكن الحدود أقفلت تماماً قبل أشهر طويلة مع سيطرة الجيش العربي السوري على الجانب السوري منها، وتشديد القوى الأمنية اللبنانية رقابتها على المناطق الحدودية.
وتريثت المصادر الأمنية في إعطاء أي تفسير، في انتظار التحقيقات، وإن كانت مؤشرات أولية تدل على أن الانتحاريين قد يكونون أقدموا على تفجير أنفسهم بعد انكشاف أمرهم، وذلك قبل بلوغ أهدافهم حسب فرانس برس.
وصدر بيان عن قيادة الجيش اللبناني جاء فيه: «عند الساعة 4.20 من فجر اليوم (أمس)، أقدم أحد الإرهابيين داخل بلدة القاع على تفجير نفسه بحزام ناسف أمام منزل أحد المواطنين، تلاه إقدام ثلاثة إرهابيين آخرين على تفجير أنفسهم بأحزمة ناسفة في أوقات متتالية وفي الطريق المحاذي للمنزل المذكور».
وأفاد الأمين العام للصليب الأحمر اللبناني جورج كتانة لوكالة فرانس برس عن «مقتل خمسة أشخاص جراء هذه التفجيرات» وإصابة 15 آخرين بجروح، لافتاً إلى أن عدداً من الجرحى «في حالات خطرة».
وأوضح بيان الجيش أن بين الجرحى أربعة عسكريين، «كانوا في عداد إحدى دوريات الجيش التي توجهت إلى موقع الانفجار الأول».
وقال: إن قوى الجيش «فرضت طوقاً أمنياً حول المحلة المستهدفة وباشرت عملية تفتيش واسعة في البلدة ومحيطها بحثاً عن مشبوهين». وحضر عدد من الخبراء العسكريين للكشف على مواقع الانفجارات، وتولت الشرطة العسكرية التحقيق في الحادث، بحسب الجيش.
وقال رئيس بلدية القاع بشير مطر: إن «القتلى الخمسة من أبناء البلدة».
وأضاف: «كان بإمكان الحصيلة أن تكون أكبر لو لم نتدارك الوضع»، مشيراً إلى أن السكان شكوا في الانتحاريين وبدؤوا يلاحقونهم، وإلى أنه أطلق النار شخصياً على «الانتحاري الرابع لكنه أقدم على تفجير نفسه في الوقت ذاته». وتابع: «القاع هي بوابة لبنان»، معرباً عن اعتقاده بأن أبناء القاع «أفشلوا مخطط تفجير كبيراً».
وتأتي هذه التفجيرات بعد ساعات من إعلان وكالة «أعماق» القريبة من تنظيم داعش الإرهابي أن منفذ التفجير الانتحاري الذي استهدف فجر الثلاثاء الماضي بسيارة مفخخة موقعاً عسكرياً أردنياً على الحدود مع سورية وأوقع سبعة قتلى و13 جريحاً هو أحد عناصر داعش.
وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن