رياضة

في تعاقدات لاعبي السلة…حلال علينا حرام على غيرنا

مهند الحسني: 

يتمتع بعض القائمين على السلة السورية والعاملين في مفاصلها ومداخلها ومخارجها بموهبة استثنائية ترشحهم للظفر بجميع ألقاب مسابقات المواهب المعروضة على القنوات الفضائية، ولو قدر لهؤلاء الموهوبين تجاوز شرط السن الذي يحول من دون مشاركتهم لفعلوا، بعد أن أكل الزمن على أفكارهم البالية، وقدرتهم على بيع الأوهام، والظهور بمظهر الطاووس في الاستعراض، والقدرة على الاستباحة والتحريم وفق مقتضيات مصالحهم الضيقة.

حرام وحلال
عندما تكون أمورهم ميسرة ووفيرة يميلون ما مال الهواء باتجاه الاحتراف وتحرير العقود واللاعبين وضرورة ترسيخ حرية التعاقد والانتقال و و و، ما دام فقر الأندية في مصلحتهم، وفجأة يخلعون ثوب المصلحة الشخصية ويرتدون ثوب المصلحة العامة وحماية الأندية التي سبق لهم إفقارها، وجذب لاعبيها بكل أنواع الإغراءات، ولما ظهر لهم رغبة البعض في العمل، ونفض غبار التخلف والتعفن عن مفاصل كرة السلة، بدؤوا بحملاتهم الجحفلية في أروقة ومكاتب أصحاب القرار لعرقلة ذلك.

أعداء أصدقاء
لأن أعداء الأمس أمسوا أصدقاء اليوم ما دامت المصلحة مشتركة والوافد الجديد عدواً مشتركاً، فلا مانع أن نتجاهل حروب داحس والغبراء التي قامت بيننا والاتهامات المتبادلة بقرصنة اللاعبين واغتنام الموهوبين، لأن صفحة جديدة ستفتح ملفات الكسل والترهل، والوافد الجديد سيفضح نشاطه وحيوية ترهلنا، ويفقع بالوناتنا الوهمية التي ظهرنا بها أمام المسؤولين بأن تاريخ كرة السلة يبدأ وينتهي من عندنا.
حلال علينا أن نغري هذا الناشئ أو ذاك، وندمر نادياً صغيراً إذا اقتضت المصلحة ذلك، وحرام على غيرنا، وحلال علينا المنح المدرسية والجامعية لاقتناص لاعبي الأندية، ولكن حرام على غيرنا، ولا مانع من أن نغري لاعبي فرق الرجال بالدراهم ليتركوا أنديتهم، ولكن حرام على غيرنا أن يقدم عرضاً للاعب انتهى عقده مع ناديه.

تناقض غريب
إنه التناقض يا سادة، إنه الفصام الذي أودى بالرياضة السورية إلى الدرك الأسفل ما دام هذا الكرسي العام يجيّر لمجد شخصي، أو لمصلحة ضيقة، لا بد للمياه الراكدة أن تتحرك بهمة الطامحين الشباب مهما حلمت الطحالب والطفيليات بأن تبقى هذه المياه راكدة.
ما ذكرناه ليس سراً نود إفشاءه، ولا حادثة مغالى فيها، وإنما حقيقة ماثلة وملموسة ومسرحية هزلية تحصل فصولها حالياً، والمعنيون والمسؤولون بوضع حد لهذه الفوضى، مازالوا غير مبالين رغم أنها قضية مهمة قد تكون سبباً في إيصال السلة السورية إلى حد الهاوية لا سمح الله.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن