من دفتر الوطن

نأسف لهذا الخلل!!

| عبد الفتاح العوض

نأسف لهذا الخلل..
فقد مات مجرد بضعة ملايين من البشر.. تقسمت دول.. وتحركت فتن، واشتعلت حرائق في عدد كبير من الدول.
نأسف لهذا الخلل.. للناس الذين ماتوا مع أحلامهم في بحار الأرض.. وللنساء اللواتي دَفنّ أبناءهن قبل أن يحين وقت الفرح بهم..
نأسف لهذا الخلل.. للأولاد الذين لم يتسن لهم الوقت للعب مع آبائهم ولا للبنات اللواتي لم يستطع آباؤهن مسح دمعاتهن الحزينة..
نأسف لهذا الخلل.. لهذه البيوت التي تحطمت على رؤوس أصحابها.. ولهذه الدروب التي ما عادت سالكة بين أصحابها..
نأسف لهذا الخلل.. لهذه الأحقاد التي نبتت مثل رؤوس الشياطين.. وصارت تحكمنا وتحكم قلوبنا وأفواهنا وأفكارنا.
أيها السادة..
تدمير سورية مجرد خلل.. غزو العراق مجرد خلل.. تقسيم السودان مجرد خلل.. ليبيا.. تونس.. اليمن.. كل هذا مجرد خلل!!
بعد كل هذا الخراب في منطقتنا تتلخص القصة بتقرير بريطاني يشبه ما يحدث في الكنيسة من «الاعتراف» الذي يخلصك من الإحساس بالذنب..!
بلير.. يأسف.. لكن بوش لا يجد مبرراً للاعتذار.. والبيت الأبيض يستفيد من «أخطائه»!!
لو كان التاريخ عادلاً فإن بوش وبلير وكثيراً من قادة العالم الآن في محاكم جرائم الحرب.
لكن مع الأسف لم نجد كثيراً من نجوم الحروب على مدى التاريخ في سجل المجرمين! الضحايا هم مساكين البشر.. ومساكين الدول، على حين الكبار يمتلكون حق الخطأ والخطيئة والصغار يدفعون أثمانها.. إذا أخطأ «الصغار» فهذه جرائم كبرى.. وإذا أخطأ الكبار فهذه هفوات صغرى.. لست ميالاً لأبثكم التشاؤم.. لكن فيما نراه حولنا أشياء كثيرة تجعل «العقل» حزيناً!
حائط الوزير
من عادة المسؤولين أن يضعوا لوحات على الحائط فيها حكمة ما.. ومن الحكم المشهورة «لو دامت لغيرك ما وصلت إليك»، والبعض يضع الآية الكريمة «يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين». لست واثقاً من أن السلوكيات تتفق كثيراً مع هذه الحكم فالبعض يتعامل معها على أنها لوحات تجميلية فقط.
في الدستور السوري الذي يقسم الوزراء على احترامه وفي المادة السادسة والعشرين جاء: «الخدمة العامة تكليف وشرف غايتها تحقيق المصلحة العامة وخدمة الشعب».
في الفقرة الثانية من المادة نفسها: «المواطنون متساوون في تولي وظائف الخدمة العامة»، دعونا نتجاوز الفقرة الثانية ونركز على الفقرة الأولى فهي تستحق أن تكون إحدى المقولات التي لا توضع على الحائط فقط بل يمكن اعتبارها صالحة لتكون سلوكاً يومياً، ‪لا كما يحدث الآن من أن الخدمة العامة للمصلحة الخاصة ولخدمة الأهل والأصحاب… والجيوب!!

أقوال:
الميزة الوحيدة التي تجمع بين الناجحين في العالم تكمن في قدرتهم على تحمل المسؤولية.
من أمارات الكرم الرحمة، ومن أمارات اللؤم القسوة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن