شؤون محلية

غسل كلى 400 مريض شهرياً بـ30 ألفاً للمريض من صندوق العافية

| محمود الصالح

استطاعت الأيادي البيضاء في بلادنا أن تخفف من آثار هذه الأزمة التي تعصف في البلاد منذ أكثر من 5 سنوات والتي أدت إلى ارتفاع متوحش في كل الأسعار يقابله تراجع ومحدودية كبيرة في الموارد، الأمر الذي وسع بشكل كبير دائرة الفقر واختفاء الطبقة الوسطى من المجتمع تلك الطبقة التي كانت تشكل الحامل الاجتماعي الأساسي. هذه الحال فرضت على مؤسسات المجتمع المدني أن تضاعف جهودها عشرات المرات للاستجابة للطلب المتزايد للفقراء ممن تعرضوا لفقدان أموالهم وأرباب عائلاتهم.
«الوطن» كانت قد بدأت بتسليط الضوء على الجهود الخيرية في البلاد. أمس كنا في مركز اتحاد الجمعيات الخيرية وفيه «صندوق العافية» هذا الصندوق الذي شكل خلال السنوات الماضية ملجأ لآلاف المرضى والمحتاجين من جميع المحافظات السورية وفيه مجموعة من الأقسام الطبية المتميزة ابتداء بقسم العيادات الذي يستقبل المرضى وتجرى لهم فيه الفحوصات المطلوبة وتطلب لهم من خلاله التحاليل والصور التي يقوم الصندوق بإجرائها على نفقته في المخابر والمراكز الشعاعية الخاصة وعلى ضوء كل حالة ويتم إجراء العمل الجراحي اللازم إذا كان المريض يحتاج إليه، وهذه العمليات يمكن أن يتم إجراؤها في المشافي الخاصة وكذلك في الأجنحة الخاصة في المشافي العامة ويتحمل الصندوق جميع التكاليف بالنسبة للعمليات الجراحية الصغرى.
أما العمليات الجراحية الكبرى فيساهم الصندوق بالجزء الأكبر وهي عمليات (القلب والمفاصل والجراحة العصبية وغيرها) وفي حال كان وضع المريض المادي صعباً أو لا يستطيع تقديم أي شيء تتم الاستعانة بالجمعيات الخيرية لتساهم مع الصندوق في تحمل تكاليف إجراء العمليات الجراحية الكبرى، وفي العام الماضي بلغ عدد العمليات التي أجراها الصندوق بحدود 41 ألف عملية بكلفة تقارب 800 مليون ليرة ويتابع وضع المريض بعد إجراء العملية الجراحية حيث تقدم له كل الأدوية. وفي حال كان المريض لا يحتاج إلى إجراء عمل جراحي يتم وصف الدواء اللازم ويعطى من صيدلية الصندوق وهناك أدوية دائمة وأدوية نوعية وجميعها متوافرة وتقدم للمرضى حيث يصل عدد المرضى الذين يحصلون على الدواء من «صندوق العافية» 2700 مريض شهرياً وتبلغ كلفة الوصفة الواحدة للمريض بحدود 10 آلاف ليرة.
هذا ما أكدته مديرة صندوق العافية بدمشق خلال زيارة «الوطن» إلى هذا الصندوق وأضافت قائلة: يستقبل «صندوق العافية» يوميا بحدود 150 مريضاً بشكل وسطي تقدم لهم جميع الخدمات العلاجية وعن شروط الاستفادة من خدمات الصندوق أكدت المديرة أن الشرط الوحيد أن يكون المتقدم فقيراً بغض النظر عن مكان سكنه ويتم تحديد درجة الفقر من خلال الدراسة الاجتماعية التي تجرى لكل مريض في مركز الصندوق من قبل فريق مدرب على هذه الدراسات.
وعن الخدمات الصحية النوعية أكدت مديرة الصندوق أن هناك خدمات لمرضى الكلية حيث يوجد 400 مريض مسجلين لغسل الكلية، في كل يوم 18 مريضاً وهناك 18 جهاز غسل كلية لدى الصندوق وتصل كلفة الغسل للمريض الواحد شهرياً إلى 30 ألف ليرة سورية. ويقوم الصندوق بعمليات زراعة القرنية والحلزون ويقدم السماعات للمرضى وخصوصاً الأطفال. والخدمة المتميزة للصندوق هي إجراء زراعة نقي العظام في حالات محددة. وتصل قيمة الخدمات السنوية إلى أكثر من مليار ليرة سنويا تقدمها الأيادي الخيرة في بلادنا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن