رياضة

مدربنا العثمان: أصواتنا بمجلس الشعب يجب أن تساهم في إيجاد تشريعات ومفاهيم الرعاية

| مهند الحسني

قدم المدرب الوطني عماد عثمان الكثير للسلة السورية، سواء مع ناديه الجيش مروراً بتمثيله للمنتخب، وانتهاء برحلته التدريبية التي كانت حافلة بالإنجازات المحلية والخارجية، ولم تتوقف انجازاته عند هذه الحدود بل واصل نجاحه في تجربته الاحترافية الجديدة مع السلة الإماراتية.
«الوطن» اتصلت به وأجرت معه الحوار التالي.
ما الفرق بين السلة الإماراتية والسورية؟
بشكل عام السلة الإماراتية تعمل من خلال موارد بشرية محدودة، وعدد اللاعبين الموهوبين أيضاً قليل نظراً لتوجه الأغلبية لكرة القدم، فكرة السلة ليست اللعبة التي يمكن أن تنافس كرة القدم، ولكن الموارد المادية في الأندية الإماراتية ضخمة مقارنة مع أنديتنا، فكل ناد لديه ملاعب وصالة ووسائط نقل خاصة، وإضافة إلى ذلك المدربون المحترفون والمفرغون، أما السلة السورية فالآية مقلوبة، إذ إن الأندية تعمل ضمن موارد مادية أقل، ولا تملك الملاعب والصالات الكافية، وهناك نقص في مدربي المراحل السنية بسبب هجرة المدربين لتحسين ظروف حياتهم حتى قبل الأزمة، فعقود مدربي المراحل العمرية ضعيفة ولا تلبي الطموح، بالمقابل فإن الموارد البشرية في سورية كبيرة وعلى الرغم من كل الظروف نجد الأعداد الكبيرة من الشبان والشابات المتعلقين بكرة السلة.
كيف ترى مستوى السلة السورية في ظل الأزمة الحالية؟
الرياضة تحتاج إلى عوامل كثيرة حتى ترتقي لمستوى الإبداع، وأهم العوامل توافر الموارد المادية، وتوافر حالة من الاستقرار والأمان وتوافر الموارد البشرية، والأزمة السورية أثرت بشكل كبير في هذه العوامل، ما أدى إلى هجرة كوادر اللعبة من مدربين وأجيال من اللاعبين، وأي بلد بالعالم يتعرض لمثل ذلك فسوف تتراجع الرياضة لديه بشكل ملحوظ، وهنا لابد من تحية كل إنسان يعمل ومن خلال موقعه في الحفاظ على ما تبقى من الرياضة، وفي الأندية الإماراتية دائماً ينظرون نظرة تقدير وإعجاب للسوريين الذين مازالوا يمارسون الرياضة على الرغم من الظروف القاسية، مع ذلك يجب ألا نستسلم لهذا الواقع، وأن نعمل لنجد الحلول ولو كانت آنية.
كيف يمكن لاتحاد السلة أن يبني منتخباً في مثل هذه الظروف؟
إذا كان القصد أن نبني منتخباً ينافس المنتخبات المحيطة بِنَا، فالموضوع لا يتعلق بالأزمة فقط، لأننا منذ فترة طويلة لم نبن منتخباً قوياً ينافس بقية المنتخبات المجاورة، صحيح أن الأزمة الحالية زادت من الصعوبات والمعوقات، لكن يجب ألا نجعلها العامل الذي يبرر لنا الاستسلام والجمود بل العكس، هذا هو الوقت الذي يجب أن تتضافر فيه جهود الجميع لإيجاد الدعم والحلول، فأصواتنا بمجلس الشعب كرياضيين يجب أن تساهم في إيجاد تشريعات حديثة تواكب العصر، وتساعد على إدخال مفاهيم الرعاية والإعلان للأندية وللاتحاد، والاستفادة منها بفاعلية أكبر، أي علينا أن نحول الرياضة من عبء مادي على كاهل الدولة إلى مصدر للاستثمار والدخل كما يجب أن نبادر إلى إقناع الشركات الوطنية بدعم المنتخبات، كل هذا يجب أن يتم عن طريق تضافر الجهود، والتعاون وتوزيع الأدوار بين اتحاد السلة والأندية والمهتمين، فالعمل يجب أن يكون بشكل جماعي، ويجب ألا نحمله إلى جهة واحدة فقط.
هل تفكر بالعودة لناديك الجيش؟
نادي الجيش لم يغب عن تفكيري مطلقاً، ولا لحظة، فقد أمضيت فيه عدة مواسم ممتازة، ومن جميع النواحي وحظيت بتعامل احترافي ممتاز يجعلني دائماً أفكر بالعودة إليه، وتحقيق نتائج على المستوى الخارجي.
لو عرض عليك تدريب منتخب سورية هل توافق في هذه الفترة؟
أنا دائماً أبحث عن أفضل الظروف المهنية والشخصية لي ولعائلتي، وسبق لي العمل مع المنتخب في ظل الاتحاد الحالي، ومما يشجع أي مدرب هما الدعم والحرية اللذان يحظى بهما المدرب من أعضاء الاتحاد بشكل عام، ومن رئيس الاتحاد بشكل خاص، ومما لفت انتباهي من خلال متابعتي لردود الأفعال بعد مشاركتنا الأخيرة بغرب آسيا، هما الدعم والمساندة اللذان تلقاهما الجهاز الفني من رئيس الاتحاد، ولم أشاهد تقاذفاً للمسؤولية بين الاتحاد والجهاز الفني وهذا عامل صحي ومشجع.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن