رياضة

متعة العقوبة

| خالد عرنوس 

عاش جمهور كرة القدم في بلدنا على مدار أكثر من شهر أحداث أهم بطولتين قاريتين في العالم (كوبا أميركا ويورو 2016) ولزم الأمر ببعض المتابعين المولعين بها إلى الجلوس قرابة 12 ساعة متواصلة أو أكثر من أجل مشاهدة خمس مباريات في بعض الأيام وسط أجواء رمضانية خاصة في بلادنا.
البعض استنفر كل وقته و(فطوره وسحوره) لمشاهدة هذه المباريات ومنهم من وضع جدولاً بالمباريات التي يفضل رؤيتها حسب المنتخبات التي يشجع أو التي يرغب بمعرفة نتائجها وأحداثها وربما الشماتة ببعض النجوم وفرقها، وقسم آخر سلم أمره لله ومن ثم لوزارة الكهرباء بحيث اكتفى بمشاهدة ما تيسر منها حسب برنامج قطع التيار ومحاولة الاستعانة بصديق للحاق ببعض المباريات الأخرى.
عشاق كرة القدم عادة يمكن تقسيمهم إلى أكثر من فئة، وفي مقدمتهم المولعون بتفاصيل اللعبة وهؤلاء أصبحوا كثرة في زمن الشبكة العنكبوتية ومواقع التواصل الاجتماعي والمعلومة المباشرة لحظة بلحظة، وفئة أخرى تقتصر متابعتها على بعض الأندية والمنتخبات والنجوم وتفضل الفرجة عليها فقط مع بعض المباريات الكبرى.
أيضاً هناك صنف ثالث يتابع كل ما هو جديد من البطولات والأحداث من دون تفاصيل كثيرة، وهناك فئة مختلفة وهذه يمكن وصفها بالمتطفلة على اللعبة من باب مجاراة الموضة و(البرستيج) وهؤلاء يتابعون البطولات الكبرى ويميلون إلى المشي (على هوى السوق).
وليس بعيداً عن كل هؤلاء هناك الصحفيون أو الإعلاميون (أمثالنا) وهؤلاء مجبرون بمتابعة كل التفاصيل، من أجل القيام بعملنا على الوجه الأفضل في المقام الأول، وبما أننا نعمل في رحاب صاحبة الجلالة فعلينا العيش مع أجواء كرة القدم حتى في أحلامنا.
ولعل أكثر ما يزعج هو أسئلة ساذجة أو (سمجة) من البعض ويجب علينا الإجابة عنها بكل رحابة صدر وإما سنتّهم بالغرور أو (قلة الفهم)، شيء آخر لا يقل إزعاجاً وهو أن تضطر إلى متابعة مباراة مملة لا يرتقي مستواها إلى سمعة المناسبات الكبرى وهذا ما حدث فعلاً في بطولتي (الكوبا واليورو) مؤخراً فلم يرتق كثير من المباريات إلى المناسبتين وكان مجرد متابعتها يمثل عقوبة كبيرة.
كنت دائماً من أنصار مشاهدة مباريات الصغار فيما بينهم (خاصة في الدوري الإنكليزي) ففيها متعة وإثارة تفتقدها الكثير من مواجهات الكبار (التي تسمى قمماً) لكن أن تجلس لساعة ونصف الساعة لمشاهدة (عك) كروي ممل فهي لعمري عقوبة قاسية وهذا الأمر حدث كثيراً معنا في يورو 2016 ولذلك لم يكن غريباً أن نرى منتخب البرتغال بـ(النسخة الإيطالية المملة) بطلاً للقارة العجوز.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن