سورية

طائرات التحالف.. سلاح جو «القاعدة» في حربها ضد داعش بسورية

لم تعد واشنطن تخفي أن تمييزها بين تنظيمي «القاعدة» وداعش وصل حد التحالف مع الأول للقضاء على الأخير، وهو ما أظهرته بوضوح أمس غارات طائرات التحالف الدولي ضد داعش الذي يشن هجوماً على فرع «القاعدة» في سورية «جبهة النصرة»، وحلفائها من الجماعات المتشددة، بريف حلب الشمالي.
بوادر هذا التحالف الشيطاني، جاءت مع غض واشنطن الطرف عن تقدم «جيش الفتح» المؤلف من تنظيمات وهابية وإخوانية متطرفة تحت قيادة «النصرة»، في إدلب، بل والسماح لحلفائها الإقليميين بمد هذه المجموعات بصواريخ تاو الأميركية.
وترافق هذا التحول الأميركي مع عملية تلميع وتبييض الزعماء الفكريين للقاعدة مثل أبو قتادة الذي برأه القضاء الأردني، وأبو محمد المقدسي الذي استضافته شبكة «سي. أن. أن» الأميركية للأخبار في مقابلة مطولة، لتوضيح الفروق بين عقيدة داعش والقاعدة، وليدعو الغرب إلى فهم أكبر للجهاديين! وبلغت جهود «تلميع» القاعدة أقصى مداها مع المقابلة التي أجراها زعيم «النصرة» أبو محمد الجولاني مع قناة «الجزيرة» القطرية والتي طمأن فيها الغرب إلى أن زعيم القاعدة أيمن الظواهري أمره بألا يستخدم الساحة السورية منصة لضرب الدول الغربية! ورد التحالف الدولي تحية الجولاني بأحسن منها عندما اقتصر في بيانه الذي أصدره بختام اجتماع باريس على التشديد على مواجهة داعش صامتاً صمت القبور عن النصرة، مع أن القرارات الدولية التي يتغطى بها التحالف في حربه على الإرهاب تنص على ضرورة إنهاء التنظيمين الشقيقين.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، الذي يراقب التطورات السورية من بريطانيا عبر شبكة من المراسلين السريين، أمس: إن «طائرات تابعة للتحالف العربي الدولي نفذت أربع ضربات جوية استهدفت بعد منتصف ليل السبت الأحد، نقاط تمركز (داعش) في بلدة صوران»، وذلك بالترافق مع اشتباكات بين عناصر التنظيم من جهة وحركة أحرار الشام الإسلامية وفصائل إسلامية وجبهة النصرة من جهة اخرى، في محيط المدينة.
وأدت الغارات إلى مقتل القيادي في داعش «عبد الكريم هلال» المعروف بلقب «أبو ثائر»، حسبما ذكرت مواقع معارضة. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مدير المرصد رامي عبد الرحمن قوله: «إنها المرة الأولى التي يدعم التحالف الدولي معارضة غير كردية في اشتباكات ضد مقاتلي (داعش)». وأقر بأن هذه الضربات «دعم غير مباشر لحركة أحرار الشام وجبهة النصرة» اللتين تعتبرهما واشنطن والأمم المتحدة «منظمتين إرهابيتين». وتأتي هذه الغارات بعد أسبوع من سيطرة إرهابيي داعش على بلدة صوران القريبة من مارع والواقعة على طريق امداد رئيسي للمسلحين من تركيا إلى حلب، بعد اشتباكات عنيفة خاضوها ضد الفصائل إسلامية وفي مقدمها «الأحرار» ومقاتلو «النصرة».
وتبعد صوران عن مدينة إعزاز ومعبر باب السلامة الحدودي مع تركيا نحو عشرة كيلو مترات.
وقال عبد الرحمن: إن الضربات تشير إلى وجود «قرار أميركي بمنع تقدم التنظيم من صوران إلى مدينة إعزاز الحدودية مع تركيا».
وتسيطر الفصائل الإسلامية المتشددة على معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا في منطقة إعزاز.
وأثار استهداف تنظيم داعش امتعاض مناصريه على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي، متهمين الفصائل المعارضة بأنها «عميلة لأميركا» وتتعاون مع «التحالف الصليبي».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن