سورية

إيران تجدد الدعم لمحور المقاومة: حل مشكلة الإرهاب لا يتم في إطار إقليمي فقط…رضائي: دعمنا لسورية إنساني واستشاري ولا قرار بإرسال قوات إليها

الوطن – وكالات: 

جددت إيران دعمها لمحور المقاومة في كفاحه ضد الكيان الصهيوني، واعتبرت إثارة الدول للفتن داخل الدول الإسلامية، خيانة كبرى، مؤكدةً أن حل مشكلة الإرهاب لا تتم في إطار إقليمي فحسب، بل يتطلب تضافر جهود كل الذين يؤمنون بوجوب مكافحته واجتثاثه.
من جهة أخرى أكد أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران محسن رضائي عدم وجود قرار لدى الجهات المسؤولة في بلاده لإرسال قوات إيرانية إلى سورية.
تصريحات رضائي تقاطعت مع ما نشرته «الوطن» أول أمس نقلاً عن مصدر مطلع على مجريات الأمور في إدلب، من أن كل المعارك التي دارت وتدور مؤخراً في جميع الجبهات ومنها إدلب قوام مقاتليها من الجيش العربي السوري والدفاع الشعبي والدفاع الوطني وقوات النخبة والمغاوير والتي أنهت تدريبات دامت لأشهر في معسكراتها وزج بها في المعارك الأخيرة. وفي مؤتمر صحفي عقده ليل السبت، أكد رضائي، رداً على سؤال حول مزاعم بعض وسائل الإعلام الأجنبية بتدخل إيران مباشرة في الحرب بسورية، أن «سياسة بلاده كانت منذ البداية وإلى الآن، تقديم المساعدات الإنسانية والاستشارية (لسورية) وليس هنالك أي قرار في الأجهزة المسؤولة لإرسال قوات من قبل إيران»، حسبما نقلت قناة «العالم» الفضائية.
من جهة أخرى دعا رضائي إلى تعبئة عامة دولية وإسلامية لإنهاء الحروب القائمة في المنطقة، حيث أشار إلى تشرد ملايين الأفراد جراء الحروب في سورية والعراق واليمن، ومضى قائلاً: إن «الحروب الراهنة قل نظيرها في منطقة الشرق الأوسط حيث ينبغي على المنظمات الدولية العمل على وقف نزيف الدم فيها». وشدد المسؤول الإيراني الرفيع على ضرورة الحيلولة دون اتساع نطاق هذه الأحداث في الشرق الأوسط، من دون أن يستبعد وقوع أحداث جديدة في المنطقة، وتوسع نطاق الحروب القائمة فيها.
بدوره جدد رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني دعم بلاده لمحور المقاومة في كفاحه ضد الكيان الصهيوني الذي يشكل مع الاستكبار العالمي جذور المشاكل في المنطقة.
لاريجاني اعتبر في لقاء صحفي نشر أمس، ونقلت وكالة «سانا» مقتطفات منه، قيام بعض الدول بإثارة الفتن داخل الدول الإسلامية، بدل محاربتها للكيان الصهيوني الذي يقف والولايات المتحدة خلف كل المشاكل في المنطقة، «خيانة كبرى». وأضاف مشدداً على أن «المنطقة ستشهد أفول قدرة الدول الاستكبارية لأن ظروف المنطقة تشير إلى وجود تحرك سيؤدي إلى يقظة ووعي ونمو الدول بصورة تدريجية وستختفي تدريجيا النزعة العسكرية في المنطقة».
وحول الأوضاع في اليمن، شدد رئيس مجلس الشورى الإيراني على أن «العدوان على الشعب اليمني كان نتيجة لحسابات السعودية الخاطئة حيث إنهم كانوا يتصورون بأن هذه الحرب ستؤدي إلى هيمنتهم على المنطقة وهذا خطأ كبير ارتكبته الولايات المتحدة من قبلهم وهي أكثر منهم قوة»، وأوضح أن ادعاء البعض أن السبب وراء الحرب على اليمن هو إيران «عذر أقبح من ذنب»، مؤكداً أن منطق إيران يكمن في وحدة الأمة الإسلامية، وقال: «إننا مستعدون للتضحية بحياتنا في هذا السبيل ونحن نعتقد أن جميع الطوائف الإسلامية هم أخوة». بدوره أكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي أن الأخطاء التي ارتكبتها الولايات المتحدة وحلفاؤها وخاصة استخدام الجماعات الإرهابية في سورية لتحقيق أهدافها هو ما تسبب بنشوء ظاهرة الإرهاب في المنطقة وبلوغ الوضع ما هو عليه اليوم.
وخلال استقباله رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الأوروبي المار بروك، قال بروجردي: إن «حل مشكلة الإرهاب لا يتم في إطار إقليمي فقط، بل يتطلب تضافر جهود كل الذين يؤمنون بوجوب مكافحة الإرهاب واجتثاث جذوره والعمل الجماعي العالمي لمواجهة الإرهاب والجماعات الإجرامية». وأوضح أن موقف إيران تجاه الأزمة في سورية هو نفسه تجاه الأزمة في اليمن والقائم على أساس أن الحل يكمن فقط في الحوار والمفاوضات السياسية، منتقداً صمت المجتمع الدولي المطبق إزاء الغارات الجوية التي يشنها النظام السعودي على الشعب اليمني الأعزل ومؤسسات دولته.
من جهته حذر رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الأوروبي من مخاطر تزايد نمو الجماعات الإرهابية، مؤكداً أن حل مثل هذه المعضلة المستعصية يتطلب تضافر الجهود على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
وقال بروك: إن «احتواء ظاهرة الإرهاب المشؤومة بحاجة إلى تعاون الجميع في مواجهة أخطار الإرهابيين».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن