رياضة

منتخب البرتغال الفائز الوحيد وأنصاف رابحين في يورو 2016 … حكاية غريزمان وعودة هازار وتألق بيل

| خالد عرنوس

أشبع النقاد والمحللون بطولة كأس الأمم الأوروبية التي اختتمت في فرنسا يوم العاشر من الشهر الحالي تحليلاً ونقداً ومدحاً ولم يعد من النسخة الخامسة عشرة سوى الذكريات التي دخلت أذهان عشاق كرة القدم وبعضها كتب التاريخ الذي سيذكر دائماً أن البرتغال توجت بلقبها الأول على مستوى الكبار وهو الحقيقة الوحيدة التي ربما يحفظها المتابعون من بطولة لم تنصف آخرين ولم تحمل الكثير من المتعة بل كرست اللعبة تحت عنوان عريض بات سمة كرة القدم في الكثير من المواقع ويقول «الغاية تبرر الوسيلة».
كتبنا في «الوطن» قبل أيام عن أبرز الخاسرين في فرنسا 2016، واليوم نختم حديثنا عن اليورو بتذكّر أبرز الرابحين إن وجدوا بعد نشرنا تقريراً مختصراً عن البطل البرتغالي وأهم ما ميّز مسيرته فيها.

عودة الديوك
بعيداً عن البطل وأحقيته باللقب من عدمها لا يمكن إغفال التألق الفرنسي في البطولة والذي أرجعه البعض إلى عاملي الأرض والجمهور والحظ في بعض الأحيان لكن هذا لا يمنع أن الديوك أطلقوا صيحتهم الأقوى منذ حلولهم بالوصافة بمونديال ألمانيا 2006 أي بعد جيل زيدان، ويمكننا نسب النجاح الأزرق إلى المدرب ديديه ديشان الذي فوّت فرصة تاريخية لتقليد الألماني بيرتي فوغتس بأن يتوج مدرباً بعدما قاد جيل 2000 لاعباً إلى الكأس الأوروبية الثانية، ونجح ديشان في تفادي الانتقادات والهجوم الحاد الذي شنته وسائل إعلام محلية عقب إبعاده لعدد من النجوم أمثال كريم بنزيمة وحاتم بن عرفة حتى إنه اتهم بالعنصرية.
ولم يقدم «الإيكيب» الكثير من العروض في الدور الأول فحقق فوزين صعبين بوقت متأخر على حساب رومانيا وألبانيا قبل أن يضمن الصدارة بتعادل سلبي مع سويسرا، وفي أول أدوار الإقصاء أظهر باتريس إيفرا ورفاقه معدنهم الأصيل عندما عادوا بالنتيجة أمام جمهورية إيرلندا بعد التأخر بهدف مبكر بالفوز بهدفين، ومن حسن حظ أصحاب الأرض أن خصمهم التالي كان المنتخب الآيسلندي الجديد على هذه المحافل وكان وصل إلى ربع النهائي بمفاجأة كبرى فاكتفى بها وخرج بخسارة منطقية بلغت 2/5.

خطوة ناقصة
حدود الديوك رسمتها مواجهة الألمان في نصف النهائي ولأنها بطولة فك العقد فقد نجح رجال ديشان في حل عقدة المانشافت القائمة (رسمياً) منذ مونديال 1958 بفضل ثنائية خاصة من غريزمان بعدما تعطلت الماكينات على الرغم من أفضليتها في الشوط الأول.
النهائي الحلم بلغه الفرنسيون بطريقة أجمل (على الأقل) من نظرائهم البرتغاليين ولذلك فقد كان من المنطق والعدل ترجيح كفة الزرق في لقاء سان دوني لكن الذي حدث أن برازيليي أوروبا انتهجوا طريقة دفاعية مبتكرة حدّت من خطورة الهجوم الفرنسي وتكفل البارع باتريسيو في إبطال مفعول ما هددّ مرماه ليخطف السيليكسيون فوزاً ولقباً كانا أقرب من أصحاب الدار.
وفي النهاية لا يمكن وصف البطولة بالسيئة للفرنسيين بل قدمت جيلاً جديداً من اللاعبين وضع منتخب بلاده في مقدمة المرشحين للمنافسة على لقب المونديال حتى قبل أن يخوض أي مباراة في التصفيات.

غريزمان وسوء الحظ
لم يكن أشد المتفائلين بالمهاجم الفرنسي (الأعسر) أنطونيو غريزمان ليتوقع أن يتفوق على كل اللاعبين في البطولة وخاصة على زميله بوغبا الذي اكتفى بأداء واجبه مع الفريق من دون إضافات خلاقة (كعادته) واستطاع غريزمان الذي قدم موسماً رائعاً مع أتلتيكو مدريد سجل خلاله 32 هدفاً في 54 مباراة وتأهل معه إلى نهائي الشامبيونزليغ قبل أن يخسر هناك أمام جاره ريال مدريد بركلات الترجيح بعدما أضاع غريزمان بنفسه ركلة جزاء أثناء المباراة.
غريزمان البالغ من العمر 25 عاماً قدم بطولة كبيرة خاصة على صعيد الأهداف فتوج هدافاً لها برصيد 6 أهداف وهو رقم لم يصل إليه أحد في بطولة واحدة سوى بلاتيني رافعاً رصيده إلى 13 هدفاً دولياً في عامه الثالث مع المنتخب ولأنه كان الأبرز فعلاً على أرض الملعب فقد استحق في النهاية لقب اللاعب الأفضل متفوقاً على الجميع ليكون الأول بعد مواطنه ميشيل بلاتيني الذي يجمع بين جائزتي الحذاء الذهبي والكرة الذهبية في البطولة وليصبح حامل لواء نجومية الزرق في المناسبات القادمة.

النفاثة الويلزية
قد يكون الحارس البرتغالي اللاعب الأبرز في يورو 2016 بعد غريزمان نظراً لدوره الأمضى بتتويج رفاقه باللقب وسبق لنا الإشارة إلى ذلك في عدد الوطن أمس الأول، ويأتي بعدهما بالتأكيد النجم الويلزي غاريث بيل بعدما قاد منتخب بلاده إلى إنجاز غير مسبوق في مشاركته الأولى ولم يكتف لاعب الريال السريع بتسجيل 3 أهداف حاسمة لبلاده فقد كان القائد الرمزي الذي اهتدى به رفاقه وقدموا بطولة للذكرى وبلغوا فيها نصف النهائي على حساب منتخبات لها باع أطول في تاريخ البطولات الكبرى.
وصال غاريث بيل الذي أتم 27 عاماً في 16 الجاري وجال وقدم أداء رفيعاً أثبت خلاله علو كعبه مقدماً صورة لامعة لنجوم الكرة البريطانية على وجه العموم مؤكداً أنه يستحق الهالة التي أحاطت به منذ التحاقه بالريال مقابل مبلغ خيالي.

عودة الأمير
قضى إيدين هازار نجم بلجيكا وتشيلسي موسماً متذبذباً خاصة مع ناديه لكن عندما دخل البطولة الأوروبية استعاد صانع اللعب البالغ من العمر 25 عاماً بريقه وظهر نجماً فوق العادة كدينامو للفريق وتألق بقوة على الرغم من أن منتخب بلاده المرشح لفعل الكثير لم ينجح سوى بالوصول إلى ربع النهائي لكن هازار كان نجماً لامعاً لفت إليه الأنظار واستحق مقابل ما قدمه بلوغ دور أفضل مما وصل إليه.
وإذا كان هازار تألق دوناً عن زملائه فإن لاعباً مثل موسى سيسوكو بلغ القمة مع الديوك وكان مفاجأة النهائي (والبطولة على العموم) بتقديمه مستوى متميزاً كلاعب وسط وكاد يحسم الأمور لمصلحة الفرنسيين لولا تألق الحارس البرتغالي ليصبح اللاعب الذي سيتم عامه الـ27 الشهر القادم مطلوباً من أندية كبرى وبات قريباً من مغادرة نيوكاسل.

ريناتو وآخرون
سجل بعض اللاعبين تألقاً نسبياً وفي مقدمتهم الفرنسي ديمتري باييه نجم فريقه بالدور الأول لكنه لم يتابع بالمستوى ذاته وهناك زميله الحارس هوغو لوريس، ولا يمكننا إغفال السويسري شاكيري الذي سجل أجمل أهداف البطولة بضربة خلفية مزدوجة من مسافة بعيدة بمرمى بولندا وقد صنف من بين الأجمل بتاريخ البطولة ولم يكن القزم السويسري مجرد نجم لمنتخب بلاده بل أحد النجوم حتى خروجه من الدور الثاني، وهناك الهداف الويلزي هال روبسون كانو وقد فوجئ الجميع بأنه عاطل (عن اللعب).
وإذا كان العديد من النجوم خيبوا الآمال فإن نجماً برتغالياً صاعداً يدعى ريناتو سانشيز فرض تألقه على البطولة وقد اختير ابن الثامنة عشرة المنتقل حديثاً إلى بايرن ميونيخ نفسه كأفضل لاعب شاب في فرنسا 2016.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن