عربي ودولي

أردوغان يلتقي المعارضة ووزير خارجيته يتوعد بعض السفراء بالإقالة … الملاحقات تطول وسائل الإعلام التركية وأوروبا تبدي قلقها.. ويونكر يهدد أنقرة بوقف إجراءات انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي

أربعون صحفياً هم الضحايا الجدد أمس الإثنين لعمليات التطهير الشاملة التي بدأها الرئيس رجب طيب أردوغان الذي استقبل أمس زعماء المعارضة للبحث في تداعيات الانقلاب الفاشل في الخامس عشر من تموز.
بينما هدد وزير خارجية النظام التركي مولود جاويش أوغلو بإقالة عدد من السفراء الأتراك في الخارج بحجة محاولة الانقلاب.
وقال جاويش أوغلو في مقابلة مع قناة خبر ترك: «إن العلاقات بين أنقرة وواشنطن ستتأثر إذا لم تسلم الولايات المتحدة فتح اللـه غولن المسؤول عن محاولة الانقلاب»، لافتا إلى أنه سيلتقي بمسؤولين أميركيين لمناقشة الأمر خلال زيارة مقبلة.
وأصدر القضاء التركي مذكرات توقيف بحق 42 صحفياً بينهم نازلي ايليجاك المعروفة في تركيا، بعد ساعات على توقيف 40 عسكرياً في اسطنبول رهن التحقيق، في إطار حملة الملاحقات التي أعقبت الانقلاب الفاشل.
وفي مبادرة نادرة لرص الصفوف، بدأ أردوغان ظهر أمس لقاء مع زعيم «حزب الشعب الجمهوري» كمال كيليتشدار أوغلو الذي كان أقسم على ألا يدخل القصر الرئاسي، ورئيس «حزب العمل القومي» (يمين) دولت بهشلي. ولم يتلق زعيم «حزب الشعوب الديمقراطي» صلاح الدين دمرتاش الذي دائماً ما يصفه الرئيس أردوغان بأنه «إرهابي» بسبب صلاته المفترضة بـ«حزب العمال الكردستاني»، دعوة إلى الاجتماع.
ومنذ محاولة الانقلاب الفاشلة، أوقف أكثر من 13 ألف شخص على ذمة التحقيق، إضافة إلى توقيف 5800، بينما بدأت أنقرة حملة مطاردة ضد أنصار الداعية المنفي في الولايات المتحدة فتح اللـه غولن المتهم بتدبير الانقلاب الذي يعد أخطر تهديد لحكم أردوغان المستمر منذ 13 عاماً. وتم صرف نحو 50 ألف موظف أو علقت مهامهم.
ومن بين الصحفيين الـ42، كان ستة قد اعتقلوا، وغادر 11 البلاد، كما أكدت أمس وكالة «دوغان» للأنباء. وتبحث الشرطة في منتجع بودروم البحري (غرب) عن نازلي ايليجاك، أبرز الوجوه الإعلامية في تركيا.
وكانت نازلي إيليجاك عزلت من صحيفة «صباح» القريبة من الحكومة في 2013 لأنها انتقدت وزراء ضالعين في فضيحة فساد.
وكان أردوغان قد وجه تحذيراً إلى وسائل الإعلام السبت في مقابلة مع تلفزيون فرانس 24 عندما قال: «إن وسائل الإعلام التي دعمت الانقلاب أكانت مرئية أم غير مرئية، ستدفع الثمن».
وكانت الهيئة الناظمة لوسائل الإعلام المرئية والمسموعة سحبت في التاسع عشر من تموز رخص عمل العديد من قنوات التلفزيون والإذاعات التي يشتبه بدعمها لشبكة الداعية غولن.
من جهة أخرى، أعلنت وكالة أنباء «الأناضول» القريبة من الحكومة اعتقال 40 مشتبهاً به خلال عملية دهم جديدة قامت بها الشرطة أمس في الأكاديمية العسكرية في اسطنبول.
كذلك، أوقف 31 أستاذاً جامعياً على ذمة التحقيق، بعد عمليات دهم للأوساط التي يسود الاعتقاد أنها مؤيدة لغولن في اسطنبول.
وأثارت حملة الاعتقالات والوقف عن العمل التي شملت أفرادا من الجيش والشرطة وقضاة وموظفين حكوميين بعد محاولة انقلاب فاشلة ليلة 15 إلى 16 تموز مخاوف بين المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان ودول غربية تخشى أن يكون أردوغان يستغل محاولة الانقلاب لتشديد قبضته على السلطة.
وشكك جان كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية في طموح أنقرة منذ فترة طويلة للانضمام للاتحاد الأوروبي.
وقال للقناة الثانية من التلفزيون الفرنسي: «أعتقد أن تركيا في حالتها الراهنة ليست في وضع يؤهلها لأن تصبح عضواً في أي وقت قريب وليس حتى على مدى فترة زمنية أطول».
وقال يونكر كذلك إنه إذا أعادت تركيا العمل بعقوبة الإعدام – وهو ما قالت الحكومة إنه يتعين عليها بحثه استجابة لمطالب مؤيديها في احتشادات عامة بإعدام قادة محاولة الانقلاب – فإن ذلك سيوقف إجراءات الانضمام للاتحاد الأوروبي على الفور. ورداً على تصريحات يونكر قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو لشبكة خبر تورك التلفزيونية إن أوروبا لا يمكنها تهديد تركيا فيما يتعلق بعقوبة الإعدام.
وتبدي أنقرة بشكل متصاعد خيبة أملها بسبب ما تقول إنه عدم تضامن شركائها الغربيين معها في أعقاب محاولة الانقلاب.
وتعهدت الدول الغربية بدعم الديمقراطية في تركيا لكنها أبدت كذلك قلقها من تصاعد حملة تطهير مؤسسات الدولة.
وفي الأسبوع الماضي انتقد وزير شؤون الاتحاد الأوروبي الدول الغربية لعدم إرسالها أي ممثلين لإظهار تضامنها مع تركيا بعد محاولة الانقلاب.
أ ف ب – رويترز

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن