رياضة

كي تكتمل المعادلة

مالك حمود: 

من السهل تشييد بنيان ومن الممكن زراعة بستان، لكن هل من السهل صناعة إنسان، إنسان تتنامى فيه شخصية مبدع وفنان؟
هكذا هو حال الرياضة التي باتت صناعة، صناعة تعمل على الموهبة لتطوير إبداعاتها إلى حالة فن فيه الابتكار والإبهار..
صناعة الرياضة في بلدنا تسير رغم كل الظروف، مسابقات ومنافسات ومنتخبات ومشاركات ونتائج قد تفوق المعطيات، ولكن هل من خطوات ومبادرات للاستمرار في التصاعد والنجاحات؟
الإسباني بينيتيز المدرب الجديد لفريق ريال مدريد يعين خمسة مدربين مساعدين له للعمل في جهازه الفني لقيادة الفريق للموسم القادم، وهو رقم يبدو عادياً على فريق ملكي ميزانيته في شهر تزيد موازنة أكبر اتحاداتنا ألعابنا وأكثرها شعبية في مواسم، فأنديتنا بعيدة عن فلسفة كهذه في المسألة التدريبية التي تشمل أموراً عديدة تتعدى الجانب الفني والتكتيكي، لكنها أمور أساسية ومن مقومات نجاح المعادلة الرياضية.. لن نقارن رياضتنا بالرياضة العالمية ولكن عندما نعمل ونطمح لرياضتنا السير باتجاه العالمية وأحد منتخباتنا الكروية يتأهب للمشاركة في المونديال العالمي للناشئين، فالحكاية تبدو بحاجة لعمل أكثر وأكبر، ولنقارب المعطيات أكثر ونأخذ مثالاً من أحد المنتخبات العربية التي شاركت مؤخراً في بطولة غرب آسيا لكرة السلة حيث بدا الجهاز التدريبي لها أيضاً يضم خمسة أعضاء ومن بينها معد بدني ومحضّر نفسي، فهل وصلنا بمنتخباتنا لمرحلة الاستعانة باختصاصي للتحضير البدني؟! وهل فكرنا مثلا بأهمية وجود محضّر نفسي في منتخباتنا لاسيما الخاصة بالفئات العمرية؟!
في بداية التسعينيات منتخب هولندا عانى من سوء الطالع بالتهديف في تلك الفترة رغم أنه كان يضم ثلاثاً من أفضل مهاجمي العالم.. ولدى سؤال (فان باستن) أحد هؤلاء عن سبب العقم التهديفي الذي يلازم المنتخب البرتقالي فأكد باستغراب أن الأمور الفنية والتكتيكية عال العال.. لكن الفريق بحاجة لمعالج نفسي! فعندما يكون لاعبو منتخب هولندا وهم بعمر الرجال والمشبعون بالرفاهية والدلال بحاجة لمعالج نفسي لإخراجهم من أزمتهم النفسية فماذا نقول عن لاعبينا وما يعانونه من هموم ومعاناة كغيرهم من أبناء هذا البلد.
نعرف أن المسألة المادية تفرض نفسها ولكننا نتحدث بالممكن ونريد للحسن أن يكون أحسن، فالانتصارات والإنجازات لن تتحقق إلا برفع سقف المعطيات والمقومات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن