رياضة

في الدور النهائي هدف يعادل بطولة .. أفراح وآهات وملاحظات سلبية متعددة

| ناصر النجار

انتهى الدوري بكل أدواره ودانت البطولة لفريق الجيش للموسم الثاني على التوالي، وفي المواسم الثلاثة في سنوات الأزمة التي فاز بها الجيش بالبطولة فاز بهدف ذهبي كان يعادل الموسم بأكمله، فقبل ثلاثة مواسم هزم الشرطة بهدف سمير بلال في التجمع الرباعي الذي جمع الجيش والشرطة والحرية ومصفاة بانياس، والموسم الماضي فاز على المحافظة 2/1 وهدف الفوز سجله مؤيد عجان، وتكرر المشهد هذا الموسم فسجل هدف الفوز محمد عقاد.
من هنا نجد أن هدفاً يساوي بطولة بحد ذاتها ويمنح فريقاً لقباً وهذا ما حدا بالفرق وخصوصاً فريق الوحدة ليعترض على نظام الدوري الذي يقام في دوره النهائي من مرحلة واحدة، وهو بهذا الشكل لا يمنح فرصة لأي فريق للتعويض وهو ما حدث مع فريق الوحدة الذي تعثر بمباراة واحدة مع المحافظة فخسر جهد موسم كامل، وربما دخلت فرق أخرى المنافسة على اللقب لو كانت هناك جولة إعادة كفريقي الاتحاد والكرامة، فمن يضمن أن يستمر الجيش والوحدة بالفوز مرة أخرى؟
بالمحصلة العامة فإن فوز الجيش كان مستحقاً قياساً إلى توازن أدائه طوال الدوري سواء بدوري المجموعتين أو بالدور النهائي والوحدة أيضاً كان يستحق اللقب، فبكل المراحل كان شريكاً للبطل لكن هفوة واحدة أبعدته عن التتويج.
من الدوري هذا الموسم كسبنا فريقين جيدين هما الاتحاد والكرامة ورغم أنهما لم يستطيعا كسر احتكار الجيش والوحدة، فإنهما مؤهلان لذلك بدءاً من الموسم القادم وإن أحسنا إعداد فريقيهما، فالفريقان قدم أداء جيداً، لكنهما لم يبلغا حد النضوج بعد.
المؤسف في الدوري انهيار فريق الشرطة فهو من خمس مباريات فاز مرة واحدة وخسر أربعاً، وهناك أسباب عديدة لهذا الانهيار.
فريق المحافظة لم يخرج من قوقعة المركز الأخير الذي ناله الموسم الماضي، فبقي مكانك راوح، واللغز يبقى عند القائمين على الفريق، فالفريق بمجمله قدم ما عليه، لكنه لم يكن فريقاً قادراً على مقارعة الكبار، وهذا الأمر بحاجة إلى معرفة أهداف النادي من كرتها، فإذا كان هدفها المنافسة فعليها العمل بأسلوب آخر، وإن كان هدفها الوجود، فالفريق قدّم ما عليه وأكثر.
مظاهر سلبية
هناك الكثير من المظاهر السلبية التي سجلناها على دوري هذا الموسم في تجمعه الأخير، ولكن علينا البدء بملاحظة إيجابية ما كنا نراها في المواسم الماضية، ونذكرها لفتة إيجابية نتمنى أن تكرس في كل المواسم والمباريات، فالدور النهائي حظي بمتابعة مسؤولة بدأت من رئيس الاتحاد الرياضي العام ونائبه وبعض أعضاء المكتب التنفيذي ورئيس اتحاد كرة القدم ونائبه وبعض أعضائه، كما حظي بمتابعة مدرب منتخبنا الوطني الذي اطلع على صفوة لاعبي الدوري.
أهم أمر عانى منه اللاعبون هو درجة الحرارة العالية عبر مرتفع جوي سيطر على المنطقة طوال مباريات الدور النهائي وكانت المعاناة كبيرة جداً في الشوط الأول وأقل منها في الثاني، وكنّا اقترحنا على اتحاد كرة القدم تأخير موعد انطلاق المباريات إلى السادسة إلا ربعاً لتختصر من الوقت الحار، لكن لا حياة لمن تنادي؟
الشيء المؤسف عدم جاهزية ملاعبنا، ونتوقف عند ملاحظة واحدة من هذه الجاهزية وهي شباك المرمى، وهذا ما لاحظناه في شباك ملعب الفيحاء وملعب المحافظة، وهذه أبسط الأمور في الجاهزية، ولولا أن الأهداف التي اخترقت شباك الملعبين كانت واضحة وصريحة لحدث ما لا يحمد عقباه.
من الملاحظات السلبية غياب سيارات الإسعاف عن ملاعب الدوري والحمد لله أن المباريات مرت بسلام، ونتذكر هنا حادثة حارس الكرامة الدولي مصعب بلحوس، وقد تم إسعافه عبر سيارة شرطة، ونتمنى أن يحصل الاتحاد الرياضي العام على منظومة إسعاف خاصة به كإجراء ضروري، وكما نرى أن استثمارات الاتحاد الرياضي العام كبيرة وتتضمن مولات ومسابح وفنادق ومطاعم وغيرها، لكن أين الخدمات الطبية ولماذا تغيب عن بال القائمين على الاستثمارات.

شغب وحكام
علينا الاعتراف أن الحكام في الدور النهائي أدوا واجبهم وقدموا مباريات نظيفة بأقل أخطاء، فخلت مباريات التجمع النهائي من الأخطاء المؤثرة، فشكراً لكل حكامنا الذين قادوا مباريات هذا التجمع.
الشغب الذي حدث عقب مباريات الوحدة مع المحافظة لم يكن بسبب التحكيم، إنما كان ردة فعل سلبية من البعض سواء كان على أرض الملعب أو على المدرجات.
والسبب برأيي أنه للإحباط الذي شعر به فريق الوحدة وجمهوره، فالتعادل الذي حصل مؤشر على ضياع الدوري، وهذا ما حدث، فكان المشهد اللاأخلاقي الذي شهده الملعب عبر عراك وتكسير وشد وضرب ما كنا نتمناه من لاعبي الفريقين وبعض كوادرهم، وبالمحصلة العامة فإن ما حدث من لوحة سوداء لم تقابل بالعقوبة الرادعة، وكان من المفترض فرض عقوبات أكثر ردعاً ليكون الحزم سيداً في مثل هذه المواقف.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن