عربي ودولي

بعد تهديد سابق.. أنقرة تعزل اثنين من سفرائها .. حملة التطهير في تركيا تمتد إلى خارج البلاد مع اعتقال جنرالين

أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أمس عن إقالة اثنين من سفراء بلاده في الخارج، وذلك بعد تعهده بعزل عدد من المسؤولين الكبار في الوزارة.
يأتي ذلك على حين امتدت حملة التطهير التي تشهدها تركيا عقب المحاولة الانقلابية في 15 تموز إلى خارج البلاد حيث اعتقلت سلطات الإمارات جنرالين تركيين يخدمان في أفغانستان وسلمتها إلى أنقرة، على حين تتواصل الاعتقالات في صفوف الصحفيين.
وأوضحت وسائل إعلام تركية أن عزل السفيرين وهما غوركان باليك الذي سبق له أن شغل منصب المستشار الخاص لوزير الخارجية السابق أحمد داوود أوغلو، وتونكاي بابالي السفير السابق في كندا، جاء على خلفية التحقيقات في الانقلاب الفاشل ليلة 15 على 16 تموز.
وفي تصريحات سابقة له كشف جاويش أوغلو عن توجه أنقرة لإقالة عدد من الدبلوماسيين الكبار والسفراء على خلفية قضية تتعلق بالغش في الامتحانات.
وأوضح أن وزارته رصدت تسريب الأجوبة الصحيحة خلال الامتحانات، ولا سيما ما يخص تمارين الترجمة من التركي إلى الإنكليزي ومن الإنكليزي إلى التركي.
واستطرد الوزير قائلاً: «تمكن البعض من الحصول على الأجوبة الصحيحة مسبقاً، وشغلوا مناصب مهمة. وتحتفظ وزارتنا بأهم أسرار الدول، كما أننا نجري أهم الاتصالات الخارجية. وعلينا أن نضع حداً للغش في الامتحانات».
وأضاف جاويش أوغلو: إن معلومات جديدة عن تسريب الأجوبة خلال الامتحانات ظهرت مؤخراً، مضيفاً: إن وزارة الخارجية تحقق فيها، متوقعاً سلسلة إقالات لموظفي الوزراء بما في ذلك على مستوى السفراء.
وتسببت المحاولة الانقلابية التي سعت إلى الإطاحة بالرئيس رجب طيب أردوغان، لكنها فشلت بعد ساعات، في صدمة في تركيا لا يزال صداها يتردد بعد أسبوعين.
وأوقفت سلطات الإمارات جنرالين تركيين يخدمان في أفغانستان للاشتباه في علاقتهما بالمحاولة الانقلابية الفاشلة وسلمتهما إلى السلطات التركية، حسبما أفادت وكالة «الأناضول» للأنباء.
وتسببت حملة القمع وإعلان حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر في أنحاء تركيا، في انتقادات من الاتحاد الأوروبي الذي تسعى أنقرة منذ سنوات إلى الانضمام إلى صفوفه، مع مطالبة بروكسل أنقرة باحترام القانون.
وكان مسؤول تركي صرح طالباً عدم كشف هويته أن سلطات الإمارات أوقفت في مطار دبي الدولي اللواء جاهد باقر قائد القوات التركية في أفغانستان والعميد شنر طوبشو قائد مكتب التدريب والدعم والاستشارة ضمن القوات التركية في كابول، بعد تعاون بين أجهزة الاستخبارات التركية والإماراتية.
وأكدت الوكالة أن الإمارات سلمت الجنرالين إلى السلطات التركية «بعد محاولتهما الفرار إلى مدينة دبي قادمين من كابول». وأشارت إلى أن اعتقالهما يأتي «في إطار التحقيقات المتعلقة بمحاولة الانقلاب الفاشلة». ويعتبر هذا أول الاعتقالات لضباط كبار يخدمون خارج تركيا عقب المحاولة الانقلابية. وفي تطور منفصل اعتقلت السلطات التركية محافظ مدينة إسطنبول السابق حسين عوني موتلو في إطار التحقيقات. وتقول الحكومة: إن الإجراءات المشددة ضرورية لتطهير البلاد من نفوذ غولن في المؤسسات بعد أن خلق ما تطلق عليه «الكيان الموازي» داخل تركيا.
وفي مقال في صحيفة نيويورك تايمز، قال غولن: إنه لا يريد أن تعاني تركيا في تاريخها من «محنة» الانقلابات العسكرية مرة أخرى، متهماً أردوغان بأنه «يسعى بشكل خطر لإرساء حكم الرجل الواحد».
كما احتجزت السلطات الصحفية المعروفة نازلي اليجاك بعد صدور مذكرات اعتقال بحق 42 صحفياً الإثنين في خطوة تسببت في قلق دولي.
واعتقلت اليجاك صباح أمس عندما أوقف عناصر الشرطة سيارتها في قضاء بودروم ونقلوها إلى إسطنبول، حسبما أفادت وكالة الأناضول شبه الحكومية.
وذكرت وكالة دوغان للأنباء أنه إضافة إلى اليجاك اعتقلت السلطات ستة صحفيين وغادر 11 البلاد.
(أ ف ب– رويترز– روسيا اليوم)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن