سورية

نشر حواجزه على «الكاستيلو» واسترد كراجات الليرمون … الجيش يطبق بشكل كامل على مسلحي حلب

| حلب- الوطن

حقق الجيش العربي السوري إنجازاً نوعياً كبيراً أمس بالسيطرة على مسافة كبيرة من الأرض المعبدة لطريق الكاستيلو، المعبر الوحيد لمسلحي الأحياء الشرقية من حلب، بعد أن سيطر عليه نارياً في العملية العسكرية التي بدأها الشهر الفائت من مزارع الملاح شمال الطريق.
وكلل الجيش بمؤازرة القوات الرديفة عمليته بالسيطرة على مجمع الكاستيلو السياحي الذي يقع على طريق الكاستيلو وسرعان ما نشر حواجزه على الطريق المحاذي للمجمع في الوقت الذي هيمن عليه نارياً من طرف كراجات الليرمون التي مد نفوذه إليها أمس وقطع الطريق من جهة منطقة الليرمون الصناعية ولم يتبق أي متر لعبور المسلحين إلى الريف الشمالي باستثناء كيلو متر واحد مسيطر عليه نارياً، وفق مصدر ميداني تحدث لـ«الوطن».
وأوضح المصدر، أن الجيش شن ليل أمس الأول هجوماً كاسحاً على مجمع الكاستيلو الواقع على هضبة مرتفعة بمحاذاة الطريق العام إثر عملية تمهيد ناري مكنت قواته البرية من السيطرة والانتشار على زفت الطريق ولأول مرة بعد أن اقترب منه لمسافة 400 متر من جهة الجرف الصخري جنوب مزارع الملاح،
وبذلك حاصر الجيش مسلحي الأحياء الشرقية في مناطقهم ولم يعد بإمكانهم أن يسلكوا أي طريق بديل أو ترابي بمن فيهم من تبقى من مسلحي حي بني زيد و«الليرمون» الصناعية الذين أغلق في وجههم الطريق إلى ضهرة عبد ربه عند مدخل الريف الشمالي للمحافظة.
المسلحون منوا بخسائر بشرية وعسكرية كبيرة دفعتهم إلى تبادل الاتهامات بالتخوين والعمالة للجيش العربي السوري إثر خسارتهم منفذ نجاتهم الوحيد وأهم منطقة إستراتيجية شكلت طريق إمدادهم اللوجستي منذ آب 2012، وتحدثت الأنباء عن هروب سبعة من كبار قادتهم إلى الأراضي التركية.
ولاحق الجيش من انسحب من المسلحين إلى ضهرة عبد ربه وبلدتي كفر حمرة وحريتان وصب جام غضبه عليهم ما أدى إلى مقتل وجرح العشرات منهم وفتح الطريق أمام تقدم جديد باتجاه الضهرة التي يفترض أن تشكل نواة عمليته العسكرية المقبلة لفصل الريف الشمالي عن الغربي فأرياف إدلب في مرحلتها الأولى.
وفي أول يوم من إتمام الحصار على مسلحي حلب، وجهت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة عبر رسائل الخلوي رسائل تحذير إلى مسلحي الأحياء الشرقية من المدينة لترك السلاح وتسوية أوضاعهم وتطمين إلى مواطني الأحياء تدعوهم فيها للانضمام إلى «المصالحات الوطنية» وتحدد «ممرات آمنة» لهم وأخرى للإقامة المؤقتة للراغبين في الخروج وإبداء الحرص على تأمين متطلباتهم المعيشية، على حين سعى المسلحون إلى مصادرة ما تبقى من مواد غذائية وطحين ومحروقات لدى الأهالي لإعانتهم على مواجهة الحصار لأطول فترة ممكنة ضاربين عرض الحائط بمعاناتهم الإنسانية.
واستمر القصف المدفعي والصاروخي للجيش على معاقل المسلحين في بني زيد وضهرة عبد ربه وكفر حمرة ونفذ سلاح الجو غارات عديدة على حين استمر تقدم الجيش في منطقة الليرمون الصناعية وليسيطر على معامل حمود وإيبلا ومكي ومحروق بعد الهيمنة على كراجات المنطقة الإستراتيجية الحيوية على مستديرة الليرمون الإستراتيجية حيث مفترق الطرق المؤدي إلى طريقي غازي عنتاب فالريف الشمالي والكاستيلو فالأحياء الشرقية.
من جانبه أكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض سيطرة قوات الجيش بالكامل على حي الليرمون بعد اشتباكات عنيفة مع الفصائل المقاتلة التي كانت تسيطر عليه، معززة بذلك حصارها الناري على حي بني زيد الخاضع بدوره لسيطرة الفصائل، وفق وكالة «أ ف ب» للأنباء.
وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن: إن «أهمية السيطرة على الليرمون وبني زيد تكمن في وقف إطلاق الصواريخ وتشديد الحصار» على الأحياء الشرقية.
وفي منبج بريف حلب الشمالي نفى الناطق الرسمي باسم قوات «مجلس منبج العسكري»، المعلومات المتداولة حول سيطرة «القوات» على مدينة منبج المحاصرة في ريف حلب الشرقي، عقب انسحاب تنظيم داعش منها.
ويأتي نفي «المجلس»، بعد معلومات تداولتها وسائل إعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي، تفيد بأن تنظيم داعش نفّذ انسحابات متتالية من الأحياء التي كانت متبقية له في مدينة منبج، وباتت المدينة خالية من أي وجود لعناصر «التنظيم»، قبل أن تنفي قوات «مجلس منبح» ذلك.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن