رياضة

نجوم تحت المجهر في كوبا أميركا حيث الامتحان الحقيقي…ميسي ونيمار صراع الأصدقاء الأعداء

محمود قرقورا: 

ستكون بطولة كوبا أميركا بنسختها الرابعة والأربعين التي تنطلق يوم الثاني عشر من حزيران الجاري في تشيلي امتحاناً حقيقياً لعديد من عباقرة اللعبة في الشطر الآخر من الكرة الأرضية، الشطر الذي لطالما أتحفنا بنجوم نفثوا السحر في كل أرجاء المعمورة.
البطولة القارية الأقدم في العالم ستكون امتحاناً لمنتخبات عريقة أمثال البرازيل والأرجنتين والأورغواي وهي المنتخبات اللاتينية التي عانقت لقب كأس العالم من قبل، ستكون امتحاناً لميسي ونيمار وكافاني وأليكسيس سانشز وفالكاو وجيمس رودريغيز وغيرهم من اللاعبين التواقين لرسم البسمة على محيا جماهيرهم وبالتالي الحفاظ على عليائهم في سوق الانتقالات، الحفاظ على كبريائهم في بورصة اللاعبين، الحفاظ على وجودهم كلاعبين من طراز عالمي بامتياز.
قد تكون البطولة المحك الحقيقي لميسي ونيمار للظفر بالكأس وبالتالي التعبير عن الوجود دولياً وفي هذا ردٌ على المشككين الذين يهمسون من قناة أن هذين النجمين يقدمان المتعة والفائدة في كل أسبوع مع برشلونة ولكنهما يحتاجان إلى بصمة دولية توازي ولو جزءاً بسيطاً من التألق المحلي.
كلنا بانتظار صافرة انطلاق البطولة التي سيخرج بنهايتها منتخب واحد فقط متوّجاً، ويا لها من خيبة أمل كبيرة إن كتب لمنتخب التانغو أن يظل بعيداً عن منصات التتويج منذ 1993 ويا لها من خيبة كذلك إن كتب لمنتخب البرازيل تحت قيادة دونغا الخروج خالي الوفاض، ويا لها من فرحة ستغمر الكون بأسره إن استطاع أحد المنتخبات الأخرى معانقة اللقب لأنها ستكون مفاجئة وفق الظروف والمعطيات الحالية.
أين ميسي؟
سؤال يطرح في كل المنتديات، بل في كل الجلسات الرياضية وهو: متى يرصع ميسي بالميداليات البراقة على صعيد المنتخب الأم؟
سبق لميسي أن لعب 97 مباراة دولية سجل خلالها 45 هدفاً وهذا يعني أنه آن أوان القطاف فهل تكون فرحته مضاعفة عندما يخوض المباراة الدولية المئة أثناء البطولة، وهل سيتحسن مردوده التهديفي في البطولة التي يخوضها للمرة الثالثة حيث كانت حصيلته مخجلة بواقع هدفين في عشر مباريات رغم الوصافة عام 2007 وبعيداً عن حلم التتويج فإن ميسي مدعو لتضييق الخناق على باتيستوتا الهداف التاريخي لمنتخب التانغو، فالفارق بينهما 11 هدفاً حالياً.

نيمار المتحدي
سيجد نيمار نفسه مضطراً لمزاحمة ليونيل ميسي على الزعامة وهذه سنة كرة القدم فأصدقاء برشلونة أعداء في تشيلي، ويبدو نيمار مقنعاً على الصعيد الدولي أكثر من ليو ذلك أن عثرات البرازيل المونديالية الأخيرة كانت بغياب نيمار، بل إن النقاد البرازيليين عزفوا على هذا الوتر رغم قساوة السباعية الألمانية.
نيمار لعب 62 مباراة مسجلاً 43 هدفاً وهو بعمر الثالثة والعشرين، وهذا يعني أن رقم بيليه التاريخي البالغ 77 هدفاً قيد التهديد وهذا لم يكن بالحسبان، والرغبة بالزيادة التهديفية على الصعيد الدولي تجعله مزاحماً شرساً لميسي على صدارة هدافي البطولة.

ثنائي كولومبيا
قبل عام بالكمال والتمام تعرف العالم على نجم كولومبي توّج هدافاً للمونديال في نهاية المطاف وهو جيمس رودريغيز، ورغم أن حصيلته التهديفية دولياً 12 هدفاً في 32 مباراة إلا أن نصفها كان في كأس العالم فكبرت آمال الجماهير به وبات الحمل ثقيلاً عليه، وينتظر أن يقول زميله فالكاو كلمته هذه المرة وهو الذي غاب عن المونديال المنصرم بسبب الإصابة، فهدفان فقط يجعلانه الهداف التاريخي لمنتخب كولومبيا فوق أرنولدو إيغوران الذي اعتزل اللعبة عام 1993 هدافاً أعلى للنمور.
نجوم آخرون
عندما يغيب لويس سواريز تنفيذاً لعقوبة الإيقاف فإن الحمل سيكون ثقيلاً على أديسون كافاني صاحب الخمسة والعشرين هدفاً في 71 مباراة دولية، وستكون هذه البطولة محكاً حقيقياً لنجم باريس سان جيرمان ولاسيما أن الآمال معقودة عليه بغياب الهداف التاريخي للسيليستي.
البارغواياني روكي سانتا كروس البالغ من العمر 34 عاماً معقد أمل البارغوايانيين وخبرته مشهود لها كما سبق له أن خبر أجواء البطولة فضلاً عن أنه سبق أن غازل شباك البرازيل والبيرو وكولومبيا وبوليفيا والإكوادور والأرجنتين والأورغواي وتشيلي وهذا مؤشر مهم.
التشيلياني ألكسيس سانشيز يراه النقاد الهداف التاريخي القادم لتشيلي وتعقد الجماهير المستضيفة آمالاً عريضة عليه كي تتوج تشيلي للمرة الأولى باللقب، وحقيقة أظهر هذا النجم إمكانيات كبيرة في ملاعب الليغا والبريمرليغ، وحسه التهديفي يعد مقبولاً بواقع 26 هدفاً في 79 مباراة ولذلك مطلوب منه طرق الشباك قدر الإمكان في هذه البطولة إذا أراد إزاحة سالاس عن ريادة هدافي تشيلي.
بالتأكيد ليس هؤلاء النجوم فقط متوقعاً بريقهم بعد أيام، فهناك آخرون ولكن بطولة كوبا أميركا عوّدتنا على بزوغ نجوم آخرين وما علينا سوى الانتظار.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن