سورية

بذريعة الخشية من الاختلاس.. وكالة أميركية تعلق برامج مساعداتها إلى سورية

| وكالات

في الوقت الذي تدعي فيه واشنطن أن المساعدات الإنسانية تمثل «حجر الأساس» في سياساتها تجاه سورية، علقت وكالة المعونة الأميركية برامج مساعدة بقيمة 240 مليون دولار، تحت ذريعة الخشية من الاختلاس.
واتضح أن هذه البرامج بقيت معلقة منذ كانون الأول الماضي، رغم اشتداد القتال في شمال سورية وتزايد احتياجات السكان المدنيين.
وأوضحت صحيفة «واشنطن بوست»، وفق ما نقل الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» أن تعليق العقود لتوريد المساعدات الإنسانية الأميركية لسورية جاء على خلفية مخاوف من عمليات اختلاس واسعة النطاق من الوسطاء.
وتابعت الصحيفة: إن القرار بتعليق المساعدات الذي اتخذته وكالة المعونة الأميركية (USAID)، يؤثر سلبا على توريدات الأدوية والمساعدات الغذائية والمواد الضرورية الأخرى إلى مئات آلاف المدنيين في سورية منذ كانون الأول الماضي.
وأعلنت السلطات الأميركية رسمياً عن التحقيق في عمليات الاختلاس والاحتيال المحتملة في سياق التوريدات، في نيسان الماضي، لكن تفاصيل القضية بقيت طي الكتمان حتى جلسة استماع مكرسة لهذا الموضوع في الكونغرس الأميركي انعقدت في وقت سابق من الشهر الجاري. وقالت «واشنطن بوست»: إن قطع المساعدات المالية دفعت بالمستشفيات الرئيسية في حلب إلى وشك إيقاف عملها. وفي مناطق أخرى، حصل المدنيون على خيم غير قابلة للاستخدام ووجبات غذائية استبدل فيها بالعدس الملح.
وفي جلسة الاستماع التي جرت في لجنة الشؤون الدولية في مجلس النواب الأميركي، قالت إن بار التي تشغل منصب المفتش العام بوكالة «USAID»: «استغل أشخاص سيئون الوضع المعقد، لتحقيق منفعتهم الشخصية، وهم يجردون الشعب السوري من الغذاء والملابس والرعاية الصحية والمساعدات الأخرى التي يحتاجون إليها بصورة ماسة».
وتلقت الوكالة 116 شكوى بشأن سوء استخدام مساعداتها، وفتحت 25 تحقيقاً يتعلق معظمها بعمليات سرقة واختلاس. وفي نهاية المطاف علقت واشنطن تنفيذ عقود بقيمة 239 مليون دولار.
وقال المتحدث باسم الوكالة بين إدواردز: إن «USAID علقت عدداً من أنشطتها في تركيا فوراً وقطعت تمويلها عن الوسطاء وموردي البضائع، فور تلقيها بلاغ عن عمليات اختلاس محتملة تتعلق بتقديم المساعدات للسوريين». ونقلت «واشنطن بوست» عن موظفين في منظمة أميركية خيرية تعمل في سورية، قولهم: «هناك عصابات مافيا في جنوب تركيا استولت على حق توريد البضائع في إطار برامج المساعدات، مؤكدين أن هذه البضائع لا تتناسب مع المواصفات المحددة على الإطلاق».
وأعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري مؤخراً عن تقديم 439 مليون دولار إضافي لتمويل المساعدات الإنسانية لسورية ولدول الجوار. لكن «USAID» حذرت هذا الشهر من أن معظم المنظمات التي تتعاون معها في إيصال المساعدات إلى سورية، لا تأخذ خطر جرائم الاختلاس بعين الاعتبار لدى تنظيم عملياتها. وقالت الوكالة إنها تعمل على «تصحيح هذه المشكلة» وقد زودت شركاءها بكتيب تعليمات جديدة يوضح كيف يمكن رصد مثل هذه التجاوزات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن